أوقف تطبيق Zoom كل العمل المتعلق بالاشتغال على تحديثات جديدة، ليلتفت بدلاً من ذلك إلى التركيز على دعم أمانه وخصوصيته، بعد سلسلة من المشكلات التي أحاطت بالتطبيق واستخدامه، بعد اتجاه عدد كبير لاستخدامه مؤخراً لعقد اجتماعاتهم مع عمل الحجر المنزلي للملايين حول العالم بعد تفشي وباء كورونا (كوفيد-19).
كما اعتذر مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، إريك يوان، للمستخدمين عن المشكلات وتحدث عن خطة موضوعة لمعالجتها وإصلاحها على مدار التسعين يوماً القادمة، وأقرَّ بمواجهة التطبيق صعوبة في استيعاب العدد الكبير من المستخدمين الجدد الذين اتجهوا إليه مؤخراً، إذ تحتاج الزيادة السريعة في عدد مستخدمي التطبيق، إلى مراجعة التطبيق وإعادة تدقيقه الانتباه إلى مجموعة من ثغرات الأمان والخصوصية بداخله.
إذ كتب يوان في مدونة نقلتها صحيفة The Independent البريطانية: "لوضع هذا النمو في سياقه، أشير إلى أنه اعتباراً من نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان الحد الأقصى لعدد المشاركين يومياً في اجتماعات عبر التطبيق، مجاناً ومدفوعاً، قد وصل إلى نحو 10 مليون مستخدم. غير أنه، وبحلول مارس/آذار من هذا العام، بلغ العدد أكثر من 200 مليون مستخدم يومياً".
فيما أشار إلى أن استيعاب هذا العدد الكبير من المستخدمين الجدد كان "مهمة هائلة"، لكنه أدرك أن التطبيق "عجز" عن الوفاء بتوقعات الحفاظ على خصوصية وأمن المستخدمين.
كانت شعبية التطبيق ارتفعت مع استخدام رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الخدمة ليجري من خلال التطبيق اجتماعاً افتراضياً لمجلس الوزراء برئاسته، وفي الوقت نفسه بدأ ملايين آخرون في استخدام التطبيق خلال عملهم ودراستهم وكذلك للبقاء على تواصل بين مجموعات الأصدقاء.
لكن، خلال الفترة الأخيرة، أُثيرت مخاوف متعلقة بمعايير الأمن والخصوصية في خدمات التطبيق، ومنها الخدمة المسماة Zoombombing، والتي تتيح دخول الغرباء إلى الاجتماعات عبر التطبيق وما يعقب ذلك من مضايقات للمشاركين أو عرض مواد إباحية وغيرها.
إذ استغل المشاركون في تلك الحالات خاصيةً أتاحها التطبيق بترك الاجتماعات مفتوحة لانضمام أي شخص ما لم يقفلها المضيف، وهو ما أجبر إدارة التطبيق على نشر إرشادات عبر الإنترنت حول كيفية حماية الاتصال ومنع المتطفلين.
كما أثار خبراء الأمن الإلكتروني مخاوف أخرى تتعلق بممارسات التطبيق في الماضي، والتي تضم عيوباً سابقة وخصائص جرى إدخالها مؤخراً، ومنها إحدى الأدوات التي أثارت مخاوف كبيرة تتعلق بالخصوصية لأنها تسمح لمضيفي الاجتماع بالتحقق مما إذا كان الحضور الآخرون نقروا على أي نافذة أخرى على شاشاتهم خلال الاتصال.
علاوة على ذلك، شهدت إحدى المشكلات السابقة للتطبيق تمكنَ متسللين من اختراق كاميرا الويب الخاصة بالمستخدمين.
لكن الشركة اعتذرت أيضاً عن تضليلها المستخدمين من خلال تصريحها بأن الاجتماعات الفيديو المدارة عبر التطبيق تستخدم التشفير من الطرف إلى الطرف الآخر، وهو ما كانت قد ذكرته سابقاً على موقعها على شبكة الإنترنت.