طالب الممثل الأمريكي مارك رافالو بوقف إطلاق نار دائم في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي حفل توزيع جوائز DGA في بيفرلي هيلز، ليلة السبت، قال إن الدبابيس الموجودة على طية صدر السترة التي ارتداها تمثل "دبوس زنابق السلام، ودبوس فنانين من أجل وقف إطلاق النار".
"ما الخطأ في إعطاء فرصة لوقف إطلاق النار؟"
وقال مارك رافالو لوسائل الإعلام التي غطت الأمسية إن منظمة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار" تدعو إلى "وقف دائم لإطلاق النار في غزة فوري ودائم". وتابع: "لقد أدركنا أن هذا القصف لا ينجح، ولن نقصف طريقنا إلى السلام، وكل ما نقوله هو، ما الخطأ في إعطاء فرصة لوقف إطلاق النار؟".
واستنكر في تصريحاته قائلاً: "لدينا مليون لاجئ على حدود رفح الآن، وهم يتطلعون إلى موجة أخرى من القصف، ولدينا 400 ألف شخص يتضوّرون جوعاً حتى الموت الآن، دون أن تتمكن أي مساعدات إنسانية من الوصول إلى هناك".
مؤكداً "لذلك نحن نطلب من قادة العالم، خاصة الرئيس بايدن، وقف إطلاق النار، الوقف الدائم لإطلاق النار، وإعطاء فرصة للسلام بدلاً من مجرد القصف المستمر وتصعيد العنف، ووقف ما سيصبح قريباً حرباً إقليمية تشنها أمريكا".
مارك رافالو وفناني أمريكا تطالب بايدن بوقف إطلاق النار
وتتزامن تصريحات رافالو مع مشاركته عدداً من الفنانين الأمريكيين في تقديم عريضة للرئيس جو بايدن طالبوه فيها بالعمل على حقن الدماء في غزة، ووقف إطلاق النار بصورة دائمة.
وأصدرت قائمة طويلة من الممثلين المشهورين رسالة موجهة إلى بايدن ومن بين الموقعين رافالو، وجيسيكا تشاستين، وكيت بلانشيت، وكويتنا برونسون، وروزاريو داوسون، وأوسكار إسحاق، وجواكين فينيكس، وأليسا ميلانو، وجون ستيوارت وغيرهم الكثير. وتضم القائمة ممثلين بارزين من اليهود والمسلمين والمسيحيين.
وجاء في نص الرسالة الموقعة من عشرات الفنانين:
"إننا نجتمع معاً كفنانين ومناصرين، ولكن الأهم من ذلك كبشر نشهد الخسائر الفادحة في الأرواح والأهوال التي تتكشف في إسرائيل وفلسطين.
ونطلب منك، كرئيس للولايات المتحدة، أن تدعو إلى وقف فوري للتصعيد ووقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل قبل فقدان حياة أخرى. لقد قُتل أكثر من 5000 شخص في الأسبوع ونصف الأسبوع الماضيين، وهو رقم يعرف أي شخص ذي ضمير أنه كارثي. نحن نؤمن بأن الحياة كلها مقدسة، بغض النظر عن الدين أو العرق، وندين قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وتابع الخطاب الموقع من عشرات الفنانين المطالبين بوقف إطلاق النار في غزة بالقول: "إننا نحث إدارتكم، وجميع زعماء العالم، على تكريم جميع الأرواح في الأراضي المقدسة والدعوة إلى وقف إطلاق النار وتسهيله دون تأخير، وإنهاء قصف غزة، والإفراج الآمن عن الرهائن".
ولفت الخطاب إلى أن "نصف سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة هم من الأطفال، وأكثر من ثلثيهم من اللاجئين وأحفادهم الذين أجبروا على الفرار من منازلهم. ويجب السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إليهم".
وتابع الفنانون قولهم: "نحن نؤمن بأن الولايات المتحدة يمكنها أن تلعب دوراً دبلوماسياً حيوياً في إنهاء المعاناة، ونحن نضم أصواتنا إلى أصوات الكونغرس الأمريكي، واليونيسيف، وأطباء بلا حدود، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وغيرها الكثير"، وشددوا في الخطاب على أن "إنقاذ الأرواح واجب أخلاقي. وعلى غرار ما تقوله اليونيسف، يجب أن تسود الرحمة، والقانون الدولي".
كما لفتوا إلى أنه "حتى كتابة هذه السطور، تم إسقاط أكثر من 6000 قنبلة على غزة في الأيام الـ 12 الماضية؛ ما أدى إلى مقتل طفل واحد كل 15 دقيقة".
واختتم الخطاب باستنكار الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة، وجاء فيه: "بعيداً عن آلامنا وحزننا على جميع الأشخاص هناك وأحبائهم في جميع أنحاء العالم، فإن ما يدفعنا هو إرادة لا تتزعزع في الدفاع عن إنسانيتنا المشتركة. نحن ندافع عن الحرية والعدالة والكرامة والسلام لجميع الناس، ونؤيد رغبة عميقة في وقف المزيد من إراقة الدماء. نحن نرفض أن نروي للأجيال القادمة قصة صمتنا، ووقوفنا مكتوفي الأيدي ولم نفعل شيئاً. وكما قال رئيس الإغاثة الطارئة مارتن غريفيث لأخبار الأمم المتحدة، فإن (التاريخ يراقب)".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية؛ الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".