أثار مسلسل "رسالة الإمام" الكثير من الجدل منذ بداية عرض حلقاته الأولى، فقد لاحظ كثيرون أن المسلسل الذي يروي قصة حياة الإمام الشافعي احتوى على الكثير من الأخطاء التاريخية، وفوق ذلك وردت بعض الحوارات في العمل باللغة العامية.
مسلسل رسالة الإمام.. حوارات بالعامية
انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي مسلسل رسالة الإمام الذي يقوم ببطولته الممثل المصري خالد النبوي، وذلك بعد أن ورد حوار بين أبطال العمل باللغة العامية التي لم تكن مستخدمة في تلك الحقبة التاريخية.
وعلق البعض أن استخدام اللغة العامية فيه استسهال واستخفاف واضح من صناع العمل، فيما سخر آخرون بقولهم: "الإمام الشافعي بات يتحدث اللغة الشبراوي".
وعلق آخرون كذلك على لغة خالد النبوي في العمل والتي بدت ركيكة للغاية، في حين أنه يمثل دور الإمام الشافعي الذي كان معروفاً بفصاحته وبلاغته.
لم يعتذر مؤلف العمل محمد هشام عبية عن هذا الخطأ، بل أوضح أنه استخدم اللغة العامية لسهولة التلقي عند الجمهور، وأضاف أن "اللغة المستخدمة وقت الإمام الشافعي، كانت اللغة القبطية ثم دخلت اللغة العربية الفصحى، ومن الاثنتين ولدت اللغة العامية تدريجياً"، مؤكداً أن"صُناع العمل قرروا استخدام العامية بدلاً من القبطية لسهولة التلقي".
أخطاء تاريخية "كارثية"
وبعيداً عن استخدام اللغة العامية في الحوار، ولغة خالد النبوي التي وصفها البعض بـ"الركيكة" فقد أثار المسلسل كذلك حفيظة كثيرين لاحتوائه على أخطاء تاريخية وصفها البعض بـ"الكارثية".
فقال أشرف حسن، المحاضر والباحث في اللغة العربية في جامعة بيرن بألمانيا، في سلسلة تغريدات: "في مسلسل رسالة الإمام نرى حواراً في قصر الخليفة العباسي، الذي يفترض أن يكون المأمون، مع الإمام الشافعي سنة 198 هـ، ويتكلمان فيه عن (خلق القرآن)".
ويضيف: "حقيقة 1: الخليفة المأمون دخل بغداد سنة 204 هـ، رغم توليه الخلافة سنة 198. حقيقة 2: الخليفة المأمون اعتنق القول بـ"خلق القرآن" سنة 212 هـ، وبعدها بدأ ما عرف بـ"فتنة خلق القرآن" أو "المحنة". "حقيقة 3: الإمام الشافعي توفي سنة 204 هـ في مصر، والإمام الشافعي لم يقابل المأمون".
صورة الإمام بالنظارات
وأخيراً تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر خالد النبوي بدور الشافعي وهو يرتدي النظارات الطبية، وأثارت هذه الصورة موجة من التهكم والسخرية على اعتبار أن النظارات لم تكن قد اخترعت بعد في ذلك الوقت.
لكن تبين فيما بعد أن الصورة المتداولة ما هي إلا صورة من كواليس العمل، ولم تظهر في الحقيقة على الشاشة كما ادعى الكثيرون.