نجاح كبير يحصده الفنان علاء مرسي مؤخراً، بسبب أعماله الفنية الناجحة وأدواره المميزة التي يقدمها في تلك الأعمال، خاصة مع تحوله لتقديم أدوار الشر ونجاحه في إيصالها للجمهور بالشكل المطلوب، فكانت شخصية "عم فتحي" في مسلسل "ملف سري" بمثابة ميلاد جديد له، وأكمل الأمر بشخصية "طه" التي قدمها في مسلسل "الليلة واللي فيها" الذي عُرض مؤخراً.
في حواره مع "عربي بوست" يتحدث علاء مرسي عن حبه لتلك الشخصيات الشريرة وسر نجاحها، كما يتحدث عن أحدث أعماله الفنية وهي مسرحية "كازينو بديعة" وكواليسها وعن المسرح في مصر بصفة عامة، كما يوضح حقيقة التصريحات التي انتقد فيها أحمد حلمي ونبيلة عبيد ونادية الجندي.. خلال السطور التالية.
في البداية، حدِّثني عن مسرحية "كازينو بديعة" وفكرتها العامة ؟
سأحدثك عن المسرحية كمشروع وليس كمسرحية فقط، فالمشروع المسرحي نفسه مهم جداً، وهذا المشروع سيفتح آفاقاً جديدة للمسرح؛ وذلك لأن المسرح مات في مصر من سنوات كثيرة، ولكن السؤال: كيف يعود المسرح؟ الإجابة ستكون من خلال هذا المشروع المسرحي وبغيره من المشاريع المسرحية الهامة، تكون عروض قوية مثل "كازينو بديعة".
ولماذا تعتبر هذا العرض مشروعاً مسرحياً؟
لأنه مشروع كبير، ليس بممثليه وأبطاله فقط، ولكن بالورق وفكرة المسرحية وبالإنتاج وبغيرها من العوامل، وأهم نقطة هو أن تكلفة تلك المسرحية عالية، وأن يكون هناك منتج مثل أحمد فهمي لديه الجرأة في إنتاج تلك المسرحية فهذا أمر جيد، وأحييه على خوض تلك التجربة، خاصة مع مغامرة أن تحقق المسرحية إيرادات تغطي التكلفة العالية.
وما نقاط قوة "كازينو بديعة" التي ستجذب الجمهور للمسرح؟
نقاط القوة كثيرة، أهمها الرجوع للتاريخ، فنحن هنا نعود بالزمن للوراء، وبالتالي هناك تراث، هناك تاريخ سنقدمه للجمهور المتلقي، وهذا يتطلب وجود ديكور ومعمار مناسب للفترة الزمنية التي يدور فيها العمل في أربعينيات القرن الماضي، في عصر كانت العمارة فيه جميلة وضخمة وثقيلة الأحجام.
هناك إضاءة مختلفة، هناك موسيقى خاصة، لأن العرض به استعراضات وهذه نقطة قوة أخرى، وبالتالي توجد أوركسترا كبيرة وفقاً للنص الذي كتبه أحمد الإبياري، وبالتالي فكل تلك العناصر قوية جداً وجاذبة للعرض.
وبالنسبة للفنانين المشاركين معك في المسرحية؟
هذا عنصر قوة أخرى، سمية الخشاب ممثلة ومطربة ولديها حب للاستعراضات، وبالتالي اختيارها للشخصية كان مناسباً جداً، إدوارد خفيف الظل ووجه منحوت وخفيف على المسرح، إضافة إلى كونه مطرباً ولديه أذن موسيقية ستساعده في الاستعراضات، وأحمد فتحي كوميديان صارخ ولديه اجتهاد كبير وهو شخص مثقف وواعٍ.
إضافة إلى باقي الممثلين فكلهم عناصر جيدة، وأنا كعلاء مرسى وسط هؤلاء سأكون فائزاً، لأنني سأكون داخل مناخ جيد وسأقدم شخصية مختلفة، وسأجد نفسي في لعبة المسرح التي أحبها.
مؤلف المسرحية هو أحمد الإبياري، فهل هذا يمثل لك شيئاً إضافياً لنجاح المسرحية؟
الورق الذي كتبه الأستاذ أحمد الإبياري هو الأساس، فعندما نتحدث عن الورق فنحن نتحدث عن أصل الحكاية كلها، أحمد الإبياري هو من عاد بنا في الزمن وكتب المسرحية بالديكور الخاص بها بالموسيقى بالاستعراضات بأدوار الممثلين، وكل شيء في النهاية يصب عنده.
أحمد من المنتجين والكُتاب القلائل في الساحة الفنية الذين لديهم فهم بالمسرح، وهو ابن من أبناء المسرح الحقيقيين، وبالتحديد المسرح التجاري، وله باع كبير في المسرح وأول من قدم كل النجوم الشباب من جيلي مثل محمد هنيدي وأحمد آدم، وكوّن ثنائياً مهماً جداً في المسرح مع الفنان سمير غانم، وهو موسوعة مسرحية مهمة.
هل ترى أن تلك المسرحية ستساعد في عودة الجمهور للمسرح؟
نعم، فأي منتج آخر عندما يرى المسرحية سيقول إن عرضاً مثل هذا قام بإنتاجه أحد المنتجين والعرض حقق نجاحاً وصدىً جيداً لدى الجمهور، والنجاح الفني سيجلب نجاحاً مادياً، وبالتالي هذا المنتج سيتحمس لإنتاج مسرحية هو الآخر، فالإنتاج في مصر عدوى، وإذا نجح أحد المنتجين في تركيبة معينة تجد الجميع يجري وراءه ويقلده.
لماذا عانى المسرح من تجاهل الفنانين منذ بداية الألفية الجديدة؟
لأن الضريبة على تذكرة المسرح كانت تسبب خللاً في الإيرادات، وبالتالي المصروف كان أكبر من الدخل، وهذا ترتب عليه رفع المنتجين أيديهم عن المسرح، وبالتالي وجود تجربة جريئة مثل "كازينو بديعة"، يشجع المنتجين الآخرين على الإنتاج، والدور الأهم هنا هو دور الدولة التي لابد أن تدعم المسرح بأن تخفف الضريبة عنه وتقدم لصُناعه المساعدات والتسهيلات لكي يستطيعوا العمل.
لكن في آخر عامين عاد النجوم للمسرح مرة أخرى، فهل سيعود مرة أخرى؟
المسرح سيعود فعلاً، ولكن على الفنانين والنجوم الكبار أن يتنازلوا قليلاً عن أجورهم الكبيرة التي يتقاضونها في السينما ويحصلون على أجر معقول من خلال تجربة مسرحية، وهذا سيساعد المسرح على العودة مرة أخرى.
عُرض لك مؤخراً مسلسل "الليلة واللي فيها" هل توقعت هذا النجاح لشخصية "طه"؟
أنا توقعت أن شخصية "طه" ستنجح، ولكن لم أتوقع أن تحقق هذا النجاح الكبير الذي كان مفاجئاً لي، ولكن الحمد لله، هذا حدث وحققت هذا النجاح.
"طه" ظهر على الشاشة كشخصية شريرة بشكل مختلف عن الشرير الذي اعتدنا عليه، فما السبب؟
المخرج هاني خليفة هو من ساعدني على إخراج شخصية "طه" بهذا الشكل وهو من وضعني على الخط، فالسر في خروج تلك الشخصية بهذا الشر المطلق هو فكرة أن الإنسان حينما يشعر بالقهر فيخرج منه الشر، وبالتالي كان الشر جديداً نابعاً من الشعور بالظلم وخرج من صاحبه رغماً عنه وبقوة أكثر مما لو كان هذا الشخص شريراً في الأساس، فكانت تركيبة وضعني فيها هاني خليفة وحققت نجاحاً كبيراً.
قدمت شخصية شريرة أخرى وهي "فتحي" في مسلسل "ملف سري"، فهل أصبحت شخصيات الشر هدفك في الفترة الأخيرة؟
أحب هذا الأمر، لأن تلك الشخصيات هي الأساس الذي أقدمه، أنا كممثل هذا هو أصلي، ما رآه الجمهور مني في السابق على مدار سنوات كثيرة ككوميديان لم يكن أَصلي، ولكني ظهرت ككوميديان بحكم أن جيلي الذي ظهرت معه كانوا كلهم كوميديانات، إنما في الأصل علاء مرسي يحب الشخصيات الشريرة المركبة.
لكنك لم تفشل ككوميديان وحققت نجاحات كبيرة؟
هذا جيد، ولكن عندما تخيرني كممثل ماذا أحب أن أقدم؟ بالتأكيد سأختار أدوار "طه" و"فتحي" ومن على شاكلتهما، وليست الأدوار الكوميدية، فأنا في الأصل أحب الشخصيات الشريرة.
هل حققت ما كنت تطمح إليه في مشوارك الفني؟
لا طبعاً، ما زال الوقت مبكراً وما زلت أتمنى تحقيق أشياء كثيرة.. يظل الممثل لآخر لحظة في عمره يتمنى أن يقدم أشياء مختلفة.
أخيراً.. تصريحاتك بشأن نبيلة عبيد ونادية الجندي وأحمد حلمي بأنهم ليسوا ممثلين أثارت أزمة كبيرة، فما حقيقة الأمر؟
هذا التصريح تم فهمه بطريقة خاطئة، لقد قلت في الفيديو أثناء التسجيل معي إنهم نجوم كبار جداً، وهناك ممثلون آخرون ليسوا نجوماً كباراً، ولكن ما تمت كتابته حول الأمر كان مختلفاً، لكن الفيديو موجود وتصريحاتي فيه تؤكد ذلك، فهم نجوم كبار جداً.