ابتسم جوني ديب داخل قاعة محكمة فرجينيا عندما قالت محامية طليقته، الممثلة الأمريكية آمبر هيرد، إن نجم هوليوود كان "مهووساً" بالرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" (Tesla)، إيلون ماسك.
ونقلت صحيفة The independent أن الممثل بدا وكأنه يحاول خنق ضحكته، خلال المرافعات الافتتاحية لقضية التشهير، التي رفعها جوني ديب ضدّ زوجته السابقة آمبر هيرد في العام 2019، مدعياً أن مقالاً كتبته لصحيفة "واشنطن بوست" عن تعرّضها لعنفٍ منزلي- نُشر في العام 2018- كان مسيئاً إليه.
المقال لم يذكر ديب بالاسم، لكن نجم هوليوود رفع دعوى قضائية مقابل 50 مليون دولار، مدّعياً أنه تمّ استبعاده من سلسلة Pirates of the Caribbean بعد نشر المقال، وسط تكهّناتٍ بأنه هو المعتدي. وبدورها، ردّت هيرد بأنها تتنازل مقابل 100 مليون دولار، مدّعيةً بدورها أن ديب لطّخ سمعتها حين وصفها بالكاذبة.
آمبر هيرد: "جوني ديب كان مهووساً بإيلون ماسك"
وخلال المرافعات الافتتاحية، ادّعى محامي ديب- بينيامين تشيو- أن زوجته السابقة "دمّرت حياته بكذبة"، مشيراً: "ستُظهِر الأدلة أن مزاعم السيدة هيرد الكاذبة كان لها تأثيرٌ كبير على عائلة ديب وقدرته على العمل في المهنة التي يحبّها".
في حين قال دفاع هيرد، أمام هيئة المحلّفين المدنية المؤلّفة من 11 شخصاً، إن "سقوط الممثل هو من صُنع يديه".
المحاكمة بين النجمين ستكون علنية، وتتوقع مصادر عدّة أن يحظى هذا النزاع القضائي- بجزئه الثاني- بمتابعة جماهيرية كبيرة، خصوصاً أن بعض المعلومات تشير إلى أنه قد يُصوّر ويُنقل مباشرةً على الهواء.
والمتابعة في هذا الإطار لن تنحصر بين جوني ديب وآمبر هيرد فقط، بل بقائمة الشهود أيضاً التي تشمل أسماء مهمّة وشهيرة. وقد أُدرِج اسم إيلون ماسك، كشاهدٍ مُحتمَل من قِبل هيرد إلى جانب أسماء أخرى، أبرزها الملياردير إيلون ماسك ونجم Spider Man جيمس فرانكو، بالإضافة إلى الممثلَين بول بيتاني وإلين باركين.
جوني ديب وآمبر هيرد.. وإيلون ماسك ثالثهما
خلال المحاكمة الأولى في العام 2020، ادّعى محامي جوني ديب أن آمبر هيرد جمعتها علاقة مع إيلون ماسك، حين كانت لا تزال متزوّجة من ديب. وقد عاد اسمه للظهور في المرافعة الافتتاحية، حين أوضحت محامية هيرد أن موكّلتها كانت على علاقةٍ بماسك بعد طلاقها من ديب، وأنها اكتشفت "هوس السيد ديب بإيلون ماسك".
وقد كشف موقع Daily Mail البريطاني أن محامي ديب حاولوا مراراً استدعاء إيلون ماسك في ما يقارب 6 مناسبات مختلفة، لاستجوابه بشأن مزاعم أنه كان على علاقة غرامية مع آمبر هيرد، خلال زواجها الذي دام 18 شهراً.
وفي المقال الذي نُشر في 8 أبريل/نيسان الجاري، أشار الموقع إلى أنه وعلى الرغم من تعيين محقّقين خاصّين، لم يتمكّنوا من تحديد موقعه رغم مراقبة منازل الملياردير وشركاته المختلفة في ولايتَي كاليفورنيا وتكساس، على مدار عامين.
ومن المتوقع أن يكون لشهادة ماسك تأثيرٌ قوي على مجريات القضية، في حال وافق على الحضور. لكن إذا اختار عدم المشاركة، فلا يمكن إجباره على ذلك.
الشاهدة الأولى: شقيقة جوني ديب
شقيقة ديب الكبرى، كريستي ديمبروفسكي، كانت الشاهدة الأولى في القضية؛ وقد تحدثت أمام هيئة المحلّفين عن تفاصيل حياتهما العائلية ونشأتهما، في محاولةٍ لتلميع صورة شقيقها.
وقالت كريستي إنها كانت قريبة جداً من جوني، لأنهما كانا الصغيرَين أمام أخ وأخت أكبر منهما، وأضافت: "نشأنا في كنتاكي وفلوريدا، وكنا معاً طوال الوقت. وقد يشعر بالحرج من قولي هذا، لكننا تدرّبنا على لعب الكاراتيه معاً".
وأشارت كريستي إلى أن شقيقها كان "فتى خجولاً ولطيفاً، وكان حنوناً ومهرّجاً في بعض الأحيان، كما أنه كان يحبّ أن يمارس بعض الحيَل علينا في محاولةٍ لإخافتنا. كان صبياً نموذجياً وسعيداً".
كما تطرّقت الأخت إلى الحديث عن أبويهما وعلاقتهما ببعض، مشيرةً إلى أن شخصيتَيهما كانتا مختلفتين تماماً: "كان والدنا رجلاً طيباً وصبوراً ومحباً ولطيفاً، وكانت والدتنا على العكس من ذلك، شديدة التوتر والعصبية والقلق والغضب".
وتابعت: "كانت أمي تصرخ في وجهه، وتضربه، ولم يكن أبي يقوم بأي ردّة فعلٍ عندما تضربه أمي أو تصرخ في وجهه. كان يتركها حتى تُنهي فورة غضبها. كان يحاول دائماً الحفاظ على السلام في منزلنا".
جوني ديب وآمبر هيرد.. عودٌ على بدء
وشغلت قضية جوني ديب وآمبر هيرد الرأي العام منذ انطلاقها، وحظيت بمتابعة إعلامية وشعبية كبيرة، تبادل خلالها الثنائي الاتهامات في قضايا شملتْ التشهير والعنف المنزلي.
وقد استطاع جوني ديب أن يكسب تعاطفاً بعد تسجيلٍ مسرَّب لهيرد، تعترف فيه أنها من قامت بضرب زوجها السابق، وقذفته بالأواني والمزهريات في المنزل.
وفي التسجيل الذي يُظهر صوت الممثلة الأمريكية، كان واضحاً أنها تمرّ بنوبة غضب شديدة، في محاولتها لضرب زوجها جوني ديب حينها، فيما كان يحاول الهرب.
لاحقاً، انتشر تسجيلاً صوتياً مزعجاً لجوني ديب، وهو يطل من آمبر أن تقطعه بسكّينٍ كان يحمله بيده، وكانت آمبر -طوال التسجيل- تحاول ثنيه عن إذاء نفسه وترجوه أن يُنزل السكين من يده.
وسبق لهيرد أن التزمت بتسوية الطلاق، معلنةً تبرّعها لاتحاد الحريات المدنية في أمريكا ومستشفى الأطفال في لوس أنجلوس، بعد انفصالها عن جوني ديب في 2016. وقالت آمبر هيرد، إنها بقيت مستقلّة مادياً عن جوني ديب، حتى في الوقت الذي كانا فيه سوياً، فتبرّعت بالمبلغ كاملاً لصالح الأعمال الخيرية.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تطورات جديدة، بشأن قضية تسوية طلاق آمبر هيرد وجوني ديب؛ ففي حال ثبوت عدم التزامها بوعدها، وتبرّعها بمبلغ التسوية، فسيتخذ فريق دفاع ديب خطوة قانونية جديدة قد تقلب موازين القضية وتضرّ بموقف هيرد.