تعرضت مجلة "فوغ" الأمريكية الشهيرة لانتقادات شديدة، بسبب حذفها كلمة "فلسطين" من خبر نشرته حول إعلان عارضة الأزياء الأمريكية من أصول فلسطينية، جيجي حديد، أنها ستخصص عائداتها من مشاركتها في أسبوع الموضة، للمتضررين بأوكرانيا وفلسطين.
كانت "حديد"، البالغة من العمر 26 عاماً، أعلنت عن قرارها يوم الأحد 6 مارس/آذار 2022، على حسابها الرسمي بموقع إنستغرام، وكتبت في منشورها: "يجب أن تكون أعيننا وقلوبنا مفتوحة على كل ظلم يقع على الإنسان. أتمنى أن ينظر بعضنا إلى بعض على أننا إخوة وأخوات، بعيداً عن السياسة، وبعيداً عن العِرق، وبعيداً عن الدين".
ختمت "حديد" منشورها بالقول: "في نهاية المطاف، تدفع أرواح الأبرياء ثمن الحرب وليس القادة. ارفعوا أيديكم عن أوكرانيا. ارفعوا أيديكم عن فلسطين. سلام، سلام، سلام"، مشيرةً إلى أن الفلسطينيين والأوكرانيين يعانون "من الشيء نفسه"، وأنها ستمنح عائداتها لضحايا البلدين.
مجلة "فوغ" غطَّت إعلان "حديد" واحتفت به، في خبر بعنوان: "جيجي حديد تتبرع بدخل شهر الموضة لإغاثة أوكرانيا"، وأغفلت المجلة كلمة "فلسطين" في العنوان.
كذلك، روجت المجلة خبرها على حسابها في إنستغرام، وفي البداية كتبت "فوغ" إن "جيجي حديد أعلنت أنها ستتبرع بجميع أرباح شهر الموضة الخاصة بها لجهود الإغاثة في أوكرانيا، إضافة إلى الاستمرار في دعم أولئك الذين يعانون من الشيء نفسه في فلسطين".
لكن بعد يوم على نشره في إنستغرام، عادت المجلة وعدّلت المنشور وحذفت كلمة "فلسطين" منه، ولا تزال كلمة "فلسطين" غير موجودة في منشور المجلة على إنستغرام حتى مساء اليوم الأربعاء 9 مارس/آذار 2022.
قبل أن تُعدل المجلة منشورها وتحذف كلمة "فلسطين"، تعرضت "فوغ" لانتقادات على إنستغرام وانتقادات بتهمة "تأجيج نيران معاداة السامية".
في هذا السياق، كتب حساب منظمة StopAntisemitism أنّ "جيجي حديد وطاقمها يستغلون الهجوم الروسي على أوكرانيا للدفع بأجنداتهم السياسية التي تُشيطن إسرائيل، بينما تحاول الدولة العبرية أن تتفاوض على السلام بين البلدين. ولا شك في أن استغلال معاناة شخصٍ آخَر، مستوى جديد من الانحطاط!"، وفق تعبيرها.
وفي اليوم التالي وإلى جانب حذف كلمة "فلسطين"، أزالت المجلة أيضاً قصةً على إنستغرام كانت تغطي إعلان عارضة الأزياء بجملةٍ من نهاية تصريحها تقول: "اخرجوا من أوكرانيا. اخرجوا من فلسطين. سلام. سلام. سلام"، وفقاً لما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
على أثر ذلك تعرضت المجلة لهجوم واسع وتم اتهامها بالانحياز ضد الفلسطينيين، وهاجم الناشط المقدسي محمد الكرد المجلة، وأشار إلى أنها حذفت الحقائق من الخبر، فقط لأن الإسرائيليين لم يعجبهم ما ورد به، في إشارة إلى كلمة "فلسطين".
ليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها مجلة "فوغ" غضباً من قِبل عرب ومسلمين، وفي يناير/كانون الثاني 2022، انتقد مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي "مجلة فوغ" بنسختها الفرنسية وهاجموا ما وصفوه بنفاقها، بعد أن نشرت المجلة صورة لممثلة ترتدي وشاح رأس وأشادت بمظهرها، رغم القيود الفرنسية المفروضة على الحجاب وأوشحة الرأس.
في منشور على موقع إنستغرام، والذي حُرِّر لاحقاً وحُذِف فيه التعليق، نُشِرَت صورة للممثلة جوليا فوكس وهي ترتدي وشاحاً أسود مربوطاً حول رأسها، مع عبارة: "نعم لأوشحة الرأس"، وفقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022.
المنتقدون اتهموا مجلة "فوغ" بـ"النفاق الخالص"، بالنظر إلى الحملة المكثفة التي شنّها العديد من السياسيين الفرنسيين ضد ارتداء الحجاب، قائلين إنها تجسد المعايير المزدوجة التي تواجهها النساء المسلمات، اللائي يواجهن "الاعتداء اليومي والضغط المتكرر" لارتدائهن الحجاب نفسه الذي "أشادت به المجلة الفرنسية على رأس امرأة بيضاء غير مسلمة".