ربما كان على ملكة جمال جنوب إفريقيا لعام 2021 أن تحفظ ماء وجهها وتستجيب للمطالب الشعبية والحكومية بعدم المشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون التي ستقام في إسرائيل في 12 ديسمبر/كانون الأول. فبعد أن أبدت إصراراً على الذهاب منعت الحكومة الإسرائيلية استقبال الوافدين من إفريقيا.. وإليكم القصة كاملة:
اقرأ أيضاً
ملكة جمال جنوب إفريقيا.. طموح أوقفه "المتحور" الجديد
نتحدث هنا عن لاليلا مسواني، شابة جميلة تبلغ من العمر 24 عاماً، تنحدر من قرية كواسوخولو الريفية، وقد درست الحقوق وتخرجت في جامعة بريتوريا، وفقاً لـ SAJR.
وحازت مسواني في 16 تشرين الأول/أكتوبر على لقب ملكة جمال جنوب إفريقيا لعام 2021.
حول العالم، هناك العديد من ملكات الجمال اللواتي رفضن المشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون، والسبب؟ ببساطة لأن المسابقة ستقام هذا العام في إسرائيل وتحديداً في مدينة إيلات. فملكة جمال اليونان، رافائيلا بلاستيرا، على سبيل المثال أعلنت انسحابها من هذا الحدث، قائلة إنها لا تستطيع الذهاب إلى إسرائيل والتصرف بشكل اعتيادي بينما يقاتل الفلسطينيون هناك من أجل الحفاظ على حياتهم كل يوم.
لكن لاليلا مسواني لم تنظر إلى الأمر بهذه الطريقة، وركزت على طموحاتها في المنافسة في مسابقة ملكة جمال الكون بغض النظر عن مكان إقامة هذه المسابقة، وقالت إنها متحمسة للمشاركة معلقة: " أطمح إلى أن أكون امرأة متمكنة تلهم النساء الأخريات".
وقالت لإحدى الصحف الإسرائيلية إن مسابقة ملكة جمال جنوب إفريقيا قد غيرت حياتها، وإنها تتطلع إلى تكرار هذا في ملكة جمال الكون.
اقرأ أيضاً
دعوات لمقاطعة ملكة جمال الكون
توجهت الأنظار نحو مسواني بعد حصولها على لقب ملكة جمال جنوب إفريقيا، وتوقع كثيرون أنها ستقاطع مسابقة ملكة جمال الكون كما فعلت كثيرات غيرها.
فإلى جانب الرغبة الشعبية في جنوب إفريقيا لمقاطعة مسابقة ملكة جمال الكون، تواصلت العديد من المنظمات مع مسواني لدعوتها للمقاطعة كان من بينها وزارة الفنون والثقافة الجنوب إفريقية التي دعت ملكة الجمال لمقاطعة هذه المسابقة بسبب الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
كذلك دعا حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في البلاد إلى مقاطعة المسابقة، معتبراً أن إسرائيل هي دولة يسود فيها نظام الفصل العنصري.
مع العلم أن جنوب إفريقيا تدعم القضية الفلسطينية منذ إقامة الجانبين علاقات دبلوماسية رسمية عام 1995، وكانت الحكومة قد خفضت تمثيلها الدبلوماسي في تل أبيب عام 2019 وسحبت سفيرها.
مع ذلك، كل تلك الدعوات لم تلقَ أذناً صاغية لدى مسواني أو المنظمين المحليين لمسابقة ملكة جمال جنوب إفريقيا.
مسواني مصرة على الذهاب إلى إسرائيل والحكومة تسحب دعمها
وفقاً لمنظمي مسابقة ملكة جمال جنوب إفريقيا، فإن مسابقة ملكة جمال الكون ليست حدثاً سياسياً، وبالتالي لا بأس من مشاركة مسواني فيه.
ومن جهتها عبرت ملكة جمال جنوب إفريقيا الشابة عن رغبتها في الذهاب إلى إسرائيل ولم تلق بالاً لجميع دعوات المقاطعة التي وجهت إليها، حتى أن المسؤولين عن تحالف التضامن مع فلسطين قد تواصلوا معها ليشرحوا لها معاناة الفلسطينيين بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية، إلا أنها أصرت على الذهاب ولم تُلقِ بالاً لهم، وفقاً لما ورد في موقع Briefly.
ولم تملك حكومة جنوب إفريقيا إزاء هذا الموقف المتعنت سوى أن تسحب "الدعم" عن مسواني وتعلن عدم مسؤوليتها عن قراراتها.
وجاء في البيان الحكومي "الفظائع المرتكبة من إسرائيل في حق الفلسطينيين موثقة جيّداً، ولا يمكن للحكومة بوصفها ممثلاً شرعياً عن شعب جنوب إفريقيا أن تربط نفسها بذلك بضمير مرتاح".
نهاية غير متوقعة لملكة جمال جنوب إفريقيا
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. حاربت مسواني جميع الداعين لمقاطعة مسابقة ملكة جمال الكون المقامة في إسرائيل، وأصرت على الذهاب مهما كلف الأمر، وحتى لو لم يكن شعب جنوب إفريقيا وحكومتها راضين عن تمثيل مسواني لهم في هذه المسابقة.
لكن ما لم يكن في الحسبان أن تقوم إسرائيل نفسها بمنع مسواني -وجميع القادمين من إفريقيا- من الدخول إلى أراضيها.
فبعد اكتشاف سلالة مقلقة للغاية متحورة عن فيروس كورونا في جنوب إفريقيا، بدأت العديد من الدول بمنع استقبال المسافرين من عدة دول إفريقية.
وكانت إسرائيل من ضمن الدول التي اتخذت إجراءات حاسمة في هذا الصدد وصنفت 7 دول على أنها عالية الخطورة، بما في ذلك جنوب إفريقيا وليسوتو وبوتسوانا وزيمبابوي وموزمبيق وناميبيا وإسسواتيني.
وعلى ما يبدو أن المتحور الجديد قد كتب نهاية حزينة لطموحات ملكة جمال جنوب إفريقيا التي كانت تنتظر بلهفة شهر ديسمبر لتسافر إلى إيلات وتحلم بأن تحصل على لقب "ملكة جمال الكون".