في وقت سابق من هذا الأسبوع، فاجأت بيونسيه وجاي زي المعجبين عندما كشفت دار مجوهرات تيفاني آن كو Tiffany & Co النقاب عن حملتها الأخيرة ، "About Love" والتي وضعت الزوجين في إطار واحد، ولكن سرعان ما تعرضت بيونسيه لموجة هجوم حادة بسبب الألماسة التي زينت رقبتها، فما قصة هذه الألماسة وماذا فعلت بيونسيه؟
الماسة الصفراء الضخمة التي تزن 128.54 قيراط كانت خيار الدار لهذه الحملة الإعلانية، وبينما أسعدت الصورة معجبي الفنانة السمراء ذات الأصول الإفريقية، تعاظمت الانتقادات تدريجياً ضدها واحتلت عناوين المجلات والصحف الفنية.
فالألماسة الشهيرة تم اكتشافها في منجم بجنوب إفريقيا عام 1877 تحت الحكم الاستعماري البريطاني، ويؤمن العديدون أن هذه الماسة "ألماسة الدم"، أو "ماسة الصراع" وفق ما تصنفها الأمم المتحدة.
ويشير تعبير "ألماس الدم" إلى الألماسات التي تم استخراجها في المناطق التي تسيطر عليها قوات معارضة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً لدولة ما، والتي يتم بيعها لتمويل عمل عسكري ضد تلك الحكومة، حسب موقع موسوعة Britannica.
ويتم تم بيع الماس الخام المستخرج من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون مباشرة إلى التجار أو يتم تهريبه إلى البلدان المجاورة، ليتم دمجه مع مخزون الماس المستخرج بشكل شرعي ثم بيعه في السوق المفتوحة.
أما عائدات بيع الماس، فتتجه نحو شراء الأسلحة للجماعات المتمردة، والتي قام بعضها بحملات شديدة العنف تسببت في معاناة كبيرة للمدنيين، ومن هنا برز تعبير "ألماس الدم".
واعترض بعض جمهور الفنانة على ارتداء هذه الماسة مع توجهات بيونسيه الأخيرة في السنوات الماضية، والتي سعت إلى إبراز أصولها الإفريقية والتراث الإفريقي في أغانيها وفيديو كليباتها، خصوصاً بعد ظهور حركة Black Lives Matter.
وعلى إثر الجدل الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، سارعت والدة بيونسيه تينا ويلز إلى الدفاع عن ابنتها قائلةً:
"كم ناشطاً اجتماعياً يملك الماس؟ كنت أعتقد ذلك! حسناً، خمن الأبعاد التي ذهبت إليها لمحاولة التحقق من أصول الماسة؟ على الأغلب لم تفعل".
وأكملت هجومها بأن حتى من يرتدي الفضة لا يبذل المجهود للتأكد من مصدر حتى سوار الفضة الذي يلف رسغه، حسب موقع صحيفة Independent البريطانية.
في المقابل، اعتبر آخرون أن الحملة على بيونسيه مفتعلة، خصوصاً أن الماسة نفسها ارتدتها الفنانة ليدي غاغا في حفل أوسكار عام 2019، ولم تتعرض وقتها لأي انتقاد.
دار مجوهرات تيفاني ترد
بدورها، نشرت دار المجوهرات العالمية بياناً على موقعها الخاص تؤكد فيه أن كل ماساتها شرعية وليست ماسات دم وأنها تحرص حرصاً كبيراً على عدم شراء ماسات متورطة في صراعات مسلحة.
وأكمل البيان: "بصفتها شركة عالمية رائدة في مجال الرفاهية المستدامة، تلتزم Tiffany & Co بتوريد المواد الطبيعية والثمينة بطريقة أخلاقية ومستدامة".
وقالت العلامة التجارية: "لدينا سياسة عدم التسامح مطلقاً تجاه ألماس الصراع، ولا نحصل على ألماس إلا من مصادر معروفة ودول مشاركة في عملية كيمبرلي".
ما هي عملية كيمبرلي؟
ومبادرة "عملية كيمبرلي" هي خطة اعتماد وضعتها الأمم المتحدة وتهدف إلى منع ألماس الدم من دخول سوق الماس الخام.
تأسست المبادرة في عام 2003، بعد أكثر من 120 عاماً من شراء تشارلز لويس تيفاني، مؤسس دار المجوهرات، ألماسة تيفاني التي أثارت الجدل حالياً وتحديداً، في عام 1878.
ما هي أصول الألماسة؟
تم اكتشاف الماسة الشهيرة في منجم استعماري في منطقة كيمبرلي بجنوب إفريقيا في عام 1877 – في وقت كانت فيه البلاد ومناجمها تحت الحكم الاستعماري البريطاني.
عندما تم اكتشافها، كان وزن الحجر الخام 287.42 قيراط، ولكن بعد أن اشترته دار تيفاني، نُقل الحجر إلى باريس، حيث قام كبير خبراء الأحجار الكريمة بالعلامة التجارية، الدكتور جورج فريدريك كونز، بتقطيعه إلى شكل وسادة لإظهار جودته الخالية من العيوب بوزن 128.54 قيراط.
في تلك الفترة تعرض العمال المهاجرون السود في الغالب لظروف مروعة أثناء عملهم، الذي كان يتم في بعض الأحيان بلا مقابل، حسب تقرير نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية.
كان العمل خطيراً وفي ظروف غير صحية، حيث أُجبر العمال على العمل في مناجم ضيقة، مما تسبب في كثير من الأحيان في حوادث مميتة.
لم تكن الظروف خارج المنجم أفضل حالاً، حيث لا تحتوي مساكن العمال على مياه طبيعية أو إمكانية التخلص من النفايات.
وبين عامي 1897 و1899، مات 1144 عاملاً نتيجة مجموعة من الأمراض، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والإسقربوط .
من ارتدى الماسة غير بيونسيه؟
طوال هذا التاريخ الواسع للماسة الصفراء، لم ترتدِها سوى 4 نساء شهيرات: الممثلة الراحلة أودري هيبورن، وسيدة المجتمع الأمريكية إي شيلدون وايتهاوس، وليدي غاغا وأخيراً بيونسيه، حسب تقرير لموقع PopSugar.
من الجدير ذكره أنه تمت إعادة تضييق الماسة على عقد جديد في عام 2012 للاحتفال بالذكرى السنوية الـ175 لتأسيس دار Tiffany & Co.