استطاع أن يخلق الجدل، ويتحول حديثاً خارج مجاله الفني، بسبب تصريحاته الأخيرة عن سد النهضة، وانتقاده لدعم مصر لغزة في سياقٍ يراه حُرف عن مقصوده.
هو إيمان البحر درويش، الفنان المصري وحفيد السيد درويش، الذي تحدث كمُواطنٍ مصري، فكان له نصيب كبير من الانتقادات، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو على مستوى الإعلام.
اختار إيمان البحر درويش أن يفتح قلبه في لقاء خاص مع "عربي بوست" ليتحدث عن تصريحاته الأخيرة، وعلاقته بالرئيس السيسي، ومواضيع أخرى فنية.
في البداية نود أن نرحب بك معنا في "عربي بوست"، ما ردّك على الحملة التي شنّها الإعلام المصري عليك؟
في الحقيقة لا يمكنني القول إنني راض أو حتى مستاء، لأني لا أعلم لماذا كل الهجوم الذي تعرّضت له، وبالتأكيد هو حملة ممنهجة ضدي. أنا فنان لي جمهوري الذي أحبني بصدق، وعبّر لي عن حبه طوال عشرات السنين الماضية، وقبل أن أكون فناناً فأنا مواطن مصري، كُنت أتخيل أنه لي حق التعبير عن رأي، حتى وإن خالفه الكثيرون، ولا أعلم حتى الآن لمصلحة من تُشوّه صورتي الحقيقية، فقد غنيتُ لمصر أكثر مما غنّى أي فنان مصري، ولن أزايد على حبي لبلدي، وفي النهاية يكفيني حب الجمهور الذي أراه في حفلاتي، حيث استطعتُ أن أقدم فناً حقيقياً وصادقاً.
هل تعرّضت لسرقة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي بعد هجوم الإعلام عليك؟
نعم، لقد حدثت محاولات عديدة لسرقة حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أفهم لماذا كلماتي وتصريحاتي موجعة إلى الحد الذي يريدون معه إسكات صوتي، كل ما في الأمر أنني مواطن مصري شريف أحب بلدي، وأعبر عن مدى حبي لها بكل الطرق والأساليب، ولا أعرف لماذا يصرون على أن يتهموني بالخيانة.
هل ترى أن ما تتعرض إليه الآن من حملات تشويه واسعة تشبه ما تعرّض إليه جدك سيد درويش؟
لا أُشبّه نفسي بجدي الرجل العظيم سيد درويش، ولكن الموقف يتشابه في أن كلانا تعرض لإساءة متعمدة، ولكن الله نصره من فوق سبع سنوات وهو في قبره، ويشهد العالم أجمع على ما قدّمه سيد درويش من فن ضد الاستعمار الإنجليزي، وفي النهاية ضحّى بشبابه في سبيل هذا الوطن الغالي.
يتهمونك البعض بأنك تتعمد التصريح بأشياء مثيرة للجدل لتصبح حديث الساعة، وتكون الترند لتعود إلى الساحة الفنية من جديد، فما ردّك على ذلك؟
لا يهمني آراء أحد، ولا أنا فنان صاعد لكي أبحث عن الشهرة، أنا فنان لي جمهوري الذي أحبني، ولي اسم كبير، وقدمت العديد والعديد من الأعمال الفنية التي ستظل خالدة حتى بعد رحيلي، وأنا حفيد رجل عظيم يعرفه العالم أجمع، اسمه سيد درويش، قدم للفن ولبلده ما لم يقدمه أحد من قبل، ولا يهمني غير قول الحق، وما أنا مقتنع به من آراء، وتحدثت من قلب مواطن مصري، وفنان يحب بلده ولا يخاف إلا الله سبحانه وتعالى وليحدث ما يحدث.
بالنسبة لمسألة أنني أبحث عن ترند فليس إيمان البحر درويش من يهمه ذلك، ولا يحتاج إلى شهرة.
هل وجدت دعماً على مواقع التواصل الاجتماعي من متابعيك؟
نعم، وجدت الكثير من الدعم والتأييد لما صرحت به حول سد النهضة، والكثير من المساندة من متابعيّ على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً فيسبوك، وكل من يفكر فيما صرحت به ويقرأه جيداً يدرك حينها كل الحب والغيرة التي في قلبي لبلدي، ولا يهمني ما أتعرض له من حملات تشويه، لأنه في النهاية سيُظهر الله الحق وينصره مهما طال الزمن.
ما رأيك في أغاني المهرجانات وانتشارها ورواجها بشكل كبير بين الجمهور؟
أنا لا أراها فناً، ولكنها موضة حتماً ستنتهي، لأن الفن الحقيقي لابد أن يحمل رسالة وهدفاً ومضموناً، وعند سماع أغاني المهرجانات لا تجد لا رسالة ولا فناً ولا هدفاً ولا مضموناً، لذلك فهي موضة ورواجها لا يعني نجاحها، فستأخذ وقتها وتنتهي ويأتي غيرها.
هل أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قراراً بعلاجك على نفقة الدولة ولم يتم تنفيذ القرار؟
نعم، لقد حدث ذلك، لقد أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قراراً بعلاجي على نفقة الدولة، ولكن لم أتسلم جنيهاً واحداً مما أنفقته، أو مما احتاجه لتكملة العلاج، وربما أراد الله ذلك لكي لا يكون لأحد فضل عليّ في أي شيء.
ترددت أقاويل عن انزعاجك من تبرُّع مصر لإعمار غزة، فما صحة ذلك؟
في البداية أحب أن أوضح أن كل الدعم لغزة ولشعب فلسطين العظيم لِما مرّوا ويمرون به في ظل الاحتلال المستمر لأراضيهم منذ عشرات السنين، ولكن أليس الشعب المصري أحق بتلك الأموال؟ وله الحق في عيش حياة كريمة وسعيدة أكثر مما نحن فيه؟ وبالطبع تم تحريف تصريحاتي عن غزة مثلما يحدث معي في كل تصريح وكل موقف.