على مدار عقود من الزمن، وتحديداً منذ حرب 1967 وحتى عامنا هذا، كانت الأغاني واحدة من أبرز الطرق التي استطاع من خلالها الفنانون العرب التعبير عن مواقفهم التي تدعم القضية الفلسطينية، وكانت شكلاً من أشكال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
"فلسطين أنتِ الروح" – محمد عساف
رغم أنه من الوجوه الجديدة على الساحة الفنية، فإن الفنان الفلسطيني محمد عساف دائماً ما يحاول إبراز موهبته الغنائية من أجل دعم بلاده من خلال الأغاني الجديدة التي يقوم بإطلاقها.
وأحدثها أغنية "فلسطين أنتِ الروح" التي أطلقها مطلع عام 2021 وهي من كلمات سامي عفانة، وألحان محمد المدلل.
ويقول في مطلعها:
"فلسطين أنتِ الروح ومن العين، فلسطين مثل أرضك نلقى وين.. فلسطين على عتابك لاقينا، فلسطين نفديكي بعينينا".
بالإضافة إلى أغانٍ أخرى اشتهر بها بعد فوزه بالموسم الثاني من برنامج آراب أيدول في عام 2013 مثل : "أنا دمي فلسطيني" و"علّي الكوفيّة".
"القدس دي أرضنا" – عمرو دياب
في عام 2000 وعقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أصدر عمرو دياب واحدة من أشهر أغانيه "آخر كلام عندنا، القدس دي أرضنا"، وهي من كلمات مجدي النجار، وألحان عمرو دياب، وتقول كلماتها:
"آخر كلام عندنا.. القدس دي أرضنا، والحق ده حقنا.. والحق حق ربنا.. وابني اللي شاف موته، وأنا شايفه بألف شهيد.. حالف لآخد تاره، وأرجعلك بابن جديد.. القدس لازم هناخدها، وده حق مش محتاج لسكوت.. والأم إيه اللي يفيدها، لو خدت منها ضناها تموت".
"أولى القبلتين" – أصالة
أما المطربة السورية أصالة فلم تكتفِ بالتضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال أغنية واحدة وحسب، بل قدمت لهم 4 أغانٍ، ولعل أبرزها أغنية "يا أولى القبلتين"، أثناء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهي من كلمات وألحان الشاعر الليبي "علي الكيلاني"، وتقول في مطلعها:
"يا أولى القبلتين، يا ثالث الحرمين.. ستبقى قبلتنا الأولى، والأقصى المبارك حوله.. وستبقى لينا الدولة، العربية عربية فلسطين".
بالإضافة إلى الأغاني الأخرى مثل "يا قدس"، التي أطلقتها بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية في عام 2009، وهي من كلمات نبيل طعمة وألحان خالد حيدر، وأيضاً قيامها بغناء قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش "أيها المارُّون"، وأغنية أخرى حملت عنوان "أنا القدس".
"الأقصى نادى" – محمد فؤاد
ومن بين المطربين الذين قدموا دعمهم للشعب الفلسطيني أثناء انتفاضتهم الثانية كان المصري محمد فؤاد الذي قدم أغنية "الأقصى نادى"، التي حققت حينها نجاحاً كبيراً، وهي من كلمات محيي حوار، وألحان مدحت العدل، ويقول في كلماتها:
"الأقصى نادى.. والندا غالي.. ويهون عشانه العمر لو غالي.. رافض أشوف الغدر حر طليق.. رافض أدوق الزاد وأخوي غريق".
"عرب على ورق" – آدم
أما المطرب اللبناني آدم فلم يكتفِ بدعم القضية الفلسطينية وحسب، بل حمَّل العرب مسؤولية استمرار معاناتهم، عندما أطلق في عام 2018 أغنية "عرب على الورق"، ويقول في كلماتها:
"أهذي قدسنا التي أعلنوها عاصمةً للأعداء؟
أم أنها قدسٌ غيرها إنما تشابهت الأسماء؟
يا عرباً على ورق، صرنا نحتاج لمجهر كي نرى عروبتكم
يا عرباً على ورق، أفي جنازتها أعلنتم منها براءتكم؟".
"على باب القدس" – هاني شاكر
كما أنّ المطرب المصري هاني شاكر قدم أغنية "على باب القدس" عقب استشهاد الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" في عام 2000 وهي من ألحان الموسيقار حسن أبوالسعود، ويقول في كلماتها:
"كل المدن بتنام غرقانة في الأحلام.. إلا عيون القدس صاحية ولا بتنام.. كان صوت الحق بصرخة طفل في حضن الموت.. تنهيدة أب في آخر نظرة وآخر صوت.. وعيون بتقول القدس حتبقى ومش حتموت".
إضافة إلى أغانٍ أخرى لم تقلّ شهرة أيضاً مثل: "القدس هتفضل عربية، فلسطين، أبواب القدس".
"زهرة المدائن" – فيروز
أما بالنسبة للسيدة فيروز فلها العديد من الأغاني، أشهرها وأقدمها "زهرة المدائن" التي لا يزال الكثير من الناس في الوطن العربي يذكرون القدس من خلال ترديد كلماتها على ألسنتهم، رغم أن تاريخ إصدارها يعود إلى تاريخ خسارة حرب 1967، وهي من كلمات وألحان الأخوين الرحباني.
لأجلك يا مدينة الصلاة أصلّي
لأجلك يا بهيّة المساكن يا زهرة المدائن
يا قدس يا مدينة الصلاة أصلّي
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
يا ليلة الإسراء يا درب من مرّوا إلى السماء
عيوننا إليك ترحل كلّ يوم وإنّني أصلّي
كما أنّ للسيدة فيروز أغاني أخرى عبَّرت فيها عن دعمها لما يعانيه الفلسطينيون في زمن الاحتلال مثل: (القدس العتيقة، سيفٌ فليشهر، غاب نهارٌ آخر، يافا، بيسان، سنرجع يوماً، شوارع القدس).
"يا قدس" – كاظم الساهر
غنى القيصر خلال حياته العديد من الأغاني الوطنية للدول العربية، ولكنّ أغنية "يا قدس" تبقى واحدة من أبرز تلك الأغاني التي نالت شهرة واسعة كونها متعلقة بفلسطين.
كتب كلمات الأغنية سعد العتيبة، ولحنها القيصر بنفسه، ويقول فيها:
يا قدس يا مدينة السماءِ، أراكِ في ثوبٍ من الدماء
يحيطُكِ الظلامُ يا حبيبتي، وكنتِ فينا منبع الضياء
ويغرسُ الباطل فيكِ نابُهُ، فيستجيرُ الحقُّ بالفداء
أوبريت "الحلم العربي"
وتبقى أغنية الحلم العربي التي غناها عدد كبير من الفنانين العرب واحدة من أكثر الأغاني التي انحفرت في وجدان العرب، لا سيما أنها دعت إلى إقامة الوحدة العربية.
الأغنية صدرت عام 1998، ولكنها نالت شهرتها في عام 2000 عندما اقتحم وزير الدفاع الإسرائيلي حينذاك آرييل شارون ساحة المسجد الأقصى الذي كانت أحد الأسباب المباشرة لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
شارك في أداء الأغنية فنانون من كل الوطن العربي، هم:
"الكويتي نبيل شعيل، والإماراتيان محمد المازم وأحلام، والقطري علي عبدالستار، والسوريان أصالة نصري ونور مهنا، والسودانية سمية حسن، والمصريون غادة رجب وأنوشكا ومحمد الحلو وإيهاب توفيق، واللبنانيان وليد توفيق وديانا حداد، والأردني عبر عبداللات، والليبيان ناصر المزداوي وحميد الشاعري، والعماني ماجد المرزوقي، والتونسيان لطفي بوشناق وذكرى، واليمني أحمد فتحي، والبحريني أحمد الجميري".
كتب الأغنية الكاتب والشاعر والطبيب مدحت العدل، ولحَّنها صلاح الشرنوبي وحلمي بكر وأخرجها طارق العريان.
أغانٍ أخرى لفلسطين
ومن بين الأغاني الأخرى التي تضامنت مع الشعب الفلسطيني كانت أغنية "أصبح الآن عندي بندقية" التي غنَّتها أم كلثوم في عام 1969 وهي من كلمات الشاعر نزار قباني، وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب.
وتقول في كلماتها:
أصبح الآن عندي بندقية، إلى ربى حزينة كوجه مجدلية
إلى القباب الخضر، والحجارة البنية
عشرون عاماً وأنا أبحث عن أرض وعن هوية
أبحث عن بيتي الذي هناك، عن وطني المحاط بالأسلاك
ومن الأغاني الشهيرة الأخرى هناك أغنية "في القدس في طريق الآلام" التي قدمها العندليب المصري عبدالحليم حافظ بعد انتهاء حرب 1967، وهي من كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وألحان الموسيقار بليغ حمدي.