أحياناً تعد العلاقات العائلية معقدة جداً، وتتعرض لضغوطات حياتية قاسية، فما بالك لو دخلت عناصر الشهرة والمال والسلطة إلى المعادلة.
الضجة الإعلامية التي رافقت قضية الفنانة حلا الترك كشفت بعض هذه الجوانب التي غالباً ما تخفى عن الجمهور خلف الصور المثالية والابتسامات البراقة؛ لكن حلا ليست الوحيدة التي قاطعت أحد ذويها أو تواجهت معه قضائياً في مرحلة ما من حياتها.
مشاهير تواجهوا مع ذويهم
وبينما بقيت العلاقة متأزمة في بعض الحالات التي نستعرضها في هذا التقرير، وجدت علاقات أخرى طريقها للمصالحة والبداية من جديد ولكن طبعاً بعدما خرجت إلى أضواء الإعلام.
بيونسيه تضع حداً لاستغلال والدها
لم يكن والد بيونسيه، ماثيو نولز، رجلاً يسهل التعامل معه أثناء صعود بيونسيه إلى الشهرة.
منذ بداياتها في مجموعة Girls Tyme (التي عُرفت فيما بعد باسم The Dolls ثم Destiny's Child)، حرص على تقاضي مبالغ ضخمة لإدارة الفنانات الناشئات.
لكن هجرانه لوالدتها وتّر علاقة بيونسيه مع والدها إلى أن أعلنت في عام 2011، قطع علاقتها معه.
وفي لقاء مع أوبرا وينفري، كشفت بيونسيه عن بعض تفاصيل علاقتها المعقدة مع والدها، وتبين لاحقاً أن كلمات أغنيتها عن الخيانة كانت تلمح إلى خيانته لوالدتها وليس لخيانة زوجها جاي زي.
بريتني سبيرز تواجه وصاية والدها
وُضعت المغنية بريتني سبيرز تحت الوصاية القانونية في فبراير/شباط 2008، بعد أن عانت انهياراً علنياً إثر طلاقها من كيفن فيدرلاين، الذي أنجبت منه ابنيها بريستون وجايدن، أي عندما كان عمرها 27 عاماً.
كان والدها جيمي سبيرز، الوصي الرئيسي على شخص بريتني وممتلكاتها، لكن المحامي أندرو وولت ورجل الأعمال جودي مونتغمري كانت لهما أيضاً أدوار في القضية.
ومنذ ذلك الحين وبريتني تحت وصاية والدها رغم أن عمرها أصبح 39 عاماً، في حين يمسك والدها بزمام كل تفاصيل حياتها المالية والصحية والشخصية.
ووفقاً لهذه الوصاية، تحتاج بريتني إذناً شخصياً من والدها للخروج من المنزل أو للمشاركة في أي عمل فني أو حتى الإنفاق من أموالها.
في العام 2019 انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان #FreeBritney أو "حرروا بريتني"، والتي ألقت الضوء على وصاية والدها.
وبينما تعارض بريتني هذه الوصاية التي طال أمدها، يصرّ والدها عليها، بسبب اضطرابات ابنته النفسية على حد تعبيره، بينما تحظى بريتني بدعم العديد من الفنانين والفنانات، الذين يعتقدون أن أوان استقلالها حان.
وما زال الخلاف بينهما قائماً حتى الآن بانتظار قرار المحاكم بكاليفورنيا للبت فيما إذا كانت قادرة على إدارة شؤون حياتها العائلية والمهنية من دون سلطة والدها بعد كل هذه السنين.
آريل وينتر من مسلسل Modern Family
بدأت خلافات النجمة الشابة مع والدتها عندما كان عمرها 14 عاماً فقط، ووصلت ذروتها عندما اتهمت والدتها بالاعتداء الجسدي عليها وأزيلت وينتر من وصاية الأم لتصبح تحت وصاية أختها.
وبعد معركة قضائية استمرت نحو 3 سنوات، خرجت وينتر من وصاية عائلتها لتصبح مسؤولة عن نفسها وأعلنت ذلك بتغريدة، شاكرةً كل من دعمها ووقف بجانبها.
أنجلينا جولي تقاطع والدها لخيانته
أصبحت دراما عائلة أنجلينا جولي مع والدها جون فويت علنية جداً في أوائل القرن الحادي والعشرين.
لكن الدراما الحقيقية بدأت في السبعينيات بعد انفصال والدة أنجلينا، مارشلين برتراند، عن زوجها.
ابتعدت أنجلينا عن والدها لعقود، والذي لمّح بدوره إلى أن ابنته تعاني "مشاكل عقلية".
ادعت أنجلينا أنه خان والدتها، فقاطعته لمدة ست سنوات، ولكن بعد أن أنجبت أنجلينا أطفالها، حاولت ببطءٍ إعادة بناء علاقتها معه بحذر.
والدة إمينيم تقاضيه
كان مغني الراب إمينيم صريحاً للغاية بشأن ازدرائه والدته ديبورا في أغنيتي "Cleanin 'Out My Closet" و"Without Me".
إذ زعم أن والدته كانت مسيئة ومدمنة للمخدرات، وكانت كلمات الأغاني جريئة للغاية لدرجة أن ديبورا رفعت دعوى تشهير ضد ابنها.
تمت تسوية القضية خارج المحكمة في عام 2014، واعتذر إمينيم لاحقاً في أغنيته "Headlights".
وبينما استقطب الخلاف اهتماماً إعلامياً كبيراً، لم يُعرف ما إذا قبلت والدته الاعتذار أم لا.
والد ماكولاي كولكين يتبرأ منه
في التسعينيات، كان ماكولاي كولكين أشهر ممثل طفل بأمريكا وربما العالم.
جمع ثروة صغيرة من مسيرته التمثيلية التي أصبحت نقطة خلاف بين والديه، كيت كولكين وباتريشيا برنتراب، أثناء إجراءات الطلاق في عام 1994.
أدى الخلاف إلى تحرير الممثل قانوناً من والديه في عام 1996، ليكشف لاحقاً سلوك أبيه المسيء تجاهه.
وحتى يومنا هذا، لا يزال ماكولاي منفصلاً عن والده، الذي صرح علناً أنه لم يعتبر ماكولاي ابناً له.
سيلينا غوميز تقاطع والدتها بسبب بيبر
في عام 2014، أجرت المغنية سيلينا جوميز سلسلة من التغييرات في حياتها، من ضمنها الانفصال عن صديقها جاستن بيبر ثم طرد مديرها ماندي تيفي.
لم تكن ماندي مديرة سيلينا فحسب، بل كانت أيضاً والدتها.
ولم يتحدث الاثنان بعد هذه الخطوة وظلت علاقتهما متوترة منذ ذلك الحين، إذ كانت والدتها شديدة الاعتراض على علاقتها العاطفية غير المستقرة مع بيبر.
وحتى بيبر نفسه انقطع فترة عن والدته بسبب تصرفاته، فابتعد عنها وأوضح لاحقاً أنه كان يشعر بالخزي من مواجهة والدته التي لم ترضَ عن سلوكه أو زواجه بالعارضة هايلي بالدوين.
ولكنه تمكن من حل الخلاف لاحقاً.
والدة جنيفير أنيستون "الحاقدة"
اشتهرت نجمة مسلسل Friends جينيفر أنيستون بعلاقة متوترة مع والدتها نانسي داو.
كانت نانسي ممثلة وعارضة أزياء سابقة وكانت شديدة الانتقاد لجينيفر وحياتها المهنية.
في عام 1999، نشرت نانسي كتاباً عنوانه: "من الأم والابنة إلى الأصدقاء: مذكرات جعلت الأمور أسوأ بكثير".
لم يتحدث الاثنان لسنوات بعد إصدار الكتاب، ورغم ذلك دفعت جينيفر جميع فواتير والدتها في سنواتها الأخيرة قبل وفاتها في عام 2016.
وعلى الرغم من أن جينيفر تكفلت بوالدتها مالياً، فإن نانسي لم تورد اسم جنيفير في وصيتها، وقالت وقتها الممثلة لصحيفة Hollywood Reporter: "كانت لا ترحم كثيراً، وحملت ضغائن وجدتها تافهة للغاية".
أديل تبعد والدها لماضيه المسيء
تعد المغنية البريطانية أديل حريصة جداً على حياتها الخاصة، لكن هذا الحرص تغير في عام 2017 بحفل جوائز غراميز Grammys.
شكرت وقتها مديرها، جوناثان ديكنز، على سنوات من الدعم الذي قدمه وقالت: "لقد كنا معاً لمدة 10 سنوات، وأنا أحبك كما لو كنت والدي… أنا لا أحب والدي، هذا ما في الأمر، لذا هذا لا يعني الكثير ولكن أحبك كما لو كنت سأحب والدي".
ترك والد أديل البيولوجي، مارك إيفانز، والدتها عندما كانت المغنية في الثالثة من عمرها فقط.
حاول الاثنان استعادة صلتهما، لكن هذه الآمال تبددت عندما تحدث مارك إلى الصحافة في عام 2011 ضد رغبات ابنته، وكشف أن إدمانه الكحول دمر علاقته بها.
ميغ رايان تقاطع والدتها
في عام 1991، قررت ميغ رايان إنهاء علاقتها مع والدتها سوزان جوردان بعدما تعرضت لانتقادات علنية منها.
لم توافق سوزان على زواج ابنتها من دينيس كويد، ورداً على ذلك، لم تدعُ ميغ والدتها لحضور حفل زفافها.
ثم ادعت سوزان أن ابنتها كانت على علاقة مع راسل كرو، ومن بعدها تدهورت العلاقة كلياً.
وتحدثت والدتها للصحافة كثيراً وأخبرت لاحقاً مجلة People: "إنه أمر مؤلم أن تُبعد عن طفلك".
وأخيراً، يمكن افتراض أن عالم الترفيه يلقي بثقله على العائلات، وتحديداً الممثلين والفنانين الصغار وأولياء أمورهم الذين غالباً ما يعملون مديرين لأعمالهم فتتعرض الأواصر الأسرية لهزات وخضات؛ إما للأبد وإما قد يستغرق الأمر سنوات لإيجاد فسحة من السماح والبدايات الجديدة.