بعد عام على انفصالهما عن العائلة الملكية البريطانية، يسود ترقُّب كبير لمعرفة الأسرار التي قد يكشفها الأمير هاري وزوجته ميغان، في مقابلتهما المنتظرة مع الإعلامية الأمريكية الأشهر أوبرا وينفري والتي قد تكون ارتداداتها كبيرة على الأسرة الملكية.
يُتوقع أن تسترجع الممثلة الأمريكية السابقة البالغة 39 عاماً، زوجة حفيد الملكة إليزابيث الثانية، خلال المقابلة الممتدة على ساعتين، أبرز محطات علاقتها مع العائلة الملكية والصحافة البريطانية وطريقة التعامل معها، وفق ما ذكره تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 5 مارس/آذار 2021.
مقتطفات تشويقية من مقابلة أوبرا وينفري
وُضع المشاهدون في أجواء الحوار بعد بث قناة "سي بي إس" مقتطفات من المقابلة تتهم فيها دوقة ساسكس قصر باكنغهام بـ"الترويج لأكاذيب" بشأن قرار الثنائي، مطلع 2020، الانسحاب من العائلة الملكية للإقامة في كاليفورنيا.
في المقتطفات القصيرة التي عُرضت الجمعة، قالت أوبرا وينفري إنها طلبت مقابلة مع ميغان ماركل حتى قبل زواجها من الأمير هاري عام 2018، لكن الممثلة السابقة "رفضت بلطف" حينها.
علَّقت ميغان قائلةً: "أتذكر هذه المحادثة جيداً. لم يكن يُسمح لي حتى بأن أتولى شخصياً إجراءها معك، أليس كذلك؟ كان يجب أن يكون مسؤولو الإعلام (في قصر باكنغهام) حاضرين".
أضافت: "لم يكن بإمكاني أن أقول (نعم) في ذلك الوقت. لم يكن الاختيار يعود إليّ". وتابعت قائلةً: "بات من الممكن اليوم أن نتخذ خياراتنا بأنفسنا".
كما قالت: "يشعر المرء بأنه تَحرّر عندما يصبح بوسعه أن يتمتع بحقِّ وامتيازِ أن يكون قادراً على قول (نعم، أنا مستعد للتحدث)".
ستُحرج العائلة الملكية
نُشرت هذه التصريحات التي صُوِّرت قبل بضعة أسابيع، بعد ساعات قليلة من إعلان القصر الملكي عن تحقيق بشأن معلومات صحفية بريطانية كشفت عن مضايقات قامت بها ميغان ماركل في حق موظفين بالقصر حين كانت تعيش في لندن. وهذا القرار غير اعتيادي لمؤسسة لم تعتد حل منازعاتها على العلن، كما يؤشر إلى أزمة غير مسبوقة منذ الأميرة ديانا.
فيما قال الخبير في شؤون العائلة الملكية البريطانية، ريتشارد فيتزوليامس، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن المقابلة "ستُسبب إحراجاً شبه مؤكد للعائلة الملكية"، معتبراً أن الأمير هاري وميغان "لم يُظهرا تبصُّراً كبيراً" من خلال عدم إعلامهما العائلة الملكية.
لفت فيتزوليامس إلى أن دوق ودوقة ساسكس سيتهجمان- بلا شك- على الصحافة البريطانية التي لم تكن رحيمة معهما. لكن أي تطرُّق إلى المسائل "الشخصية" و"انتقاد أفراد آخرين من العائلة الملكية سيحدد شكل العلاقات في المستقبل"، وينذر بانقطاع نهائي للعلاقة المتباعدة أصلاً بين الطرفين.
تاريخ من المقابلات "الكارثية"
لطالما أبدت العائلة الملكية البريطانية انزعاجاً كبيراً إزاء المكاشفات العلنية. وذكَّر ريتشارد فيتزوليامس بأن المقابلات المطوّلة القليلة التي أجراها أفراد من العائلة الملكية، انتهت كلها بـ"كارثة".
فقد دخل الأمير تشارلز، والد هاري، في مأزق عند اعترافه سنة 1994 بإقامة علاقة غرامية خارج الزواج.
في العام التالي، أجرت الأميرة ديانا مقابلة مدوّية مع "بي بي سي"، تحدثت فيها مطولاً عن مشكلاتها الزوجية، أمام نحو 23 مليون مشاهد.
في السنوات الأخيرة، اضطر الأمير أندرو، نجل الملكة إليزابيث، سنة 2019، إلى الانكفاء عن المشهد في العائلة الملكية؛ بعدما دافع عبر التلفزيون عن صديقه الملياردير الأمير جيفري إبستين، الذي انتحر في السجن بعد اتهامه باستغلال قاصرات جنسياً، من دون إظهار أي تعاطف مع الضحايا.
استبعد أوميد سكوبي، المشارك في كتابة سيرة الثنائي هاري وميغان بعنوان "فايندينغ فريدوم"، أن تُغيّر مقابلة الأحد آراء الناس، بعد أن "اختار أكثرية البريطانيين معسكرهم".
لكنه لفت إلى أن المقابلة قد تؤدي "على الأقل إلى تنوير الرأي العام بعض الشيء" إزاء قرار الثنائي الانسحاب من العائلة الملكية.
قال: "سيكون ذلك مناسبة لهما لسرد نسختهما من القصة، إذ يبدو من العدل أن تتاح لهما ساعتان ليرويا ما حصل بعدما أمضى الصحفيون السنوات الثلاث الأخيرة في الحديث عن الموضوع".
توقيت سيئ لإطلالة الأمير هاري وميغان
اتهم هاري، البالغ 36 عاماً وهو السادس في ترتيب خلافة العرش، مراراً، الصحافة البريطانية بالمساهمة في مقتل والدته سنة 1997. وفي مقتطفات عرضتها "سي بي إس"، أوضح أنه ترك بريطانيا نهائياً؛ خشية أن "يعيد التاريخ نفسه".
غير أن التوقيت الذي اختاره الأمير هاري وميغان لإجراء المقابلة ليس مثالياً، إذ إن الحوار الذي صُوّر بفيلا فخمة في سانتا باربارا، يُبث بالتزامن مع إطلالة تلفزيونية نادرة للملكة في يوم الكومنولث.
كذلك فإن المقابلة تأتي بُعيد خضوع الأمير فيليب، جد الأمير هاري، البالغ 99 عاماً، لعملية جراحية في القلب بعد ثلاثة أسابيع أمضاها بالمستشفى.
اعتبر ريتشارد فيتزوليامس أنه كان "من الأجدى" لهاري وميغان أن يطلبا من صديقتهما أوبرا وينفري، التي حضرت زفافهما، تأخير عرض الحلقة.
بينما قالت الخبيرة في شؤون العائلة الملكية، بيني جونور: "إنه توقيت سيئ"، لكنها استدركت بالقول: "هل سيكون هناك أي توقيت مثالي؟ (…) لست متأكدة".