بعيداً عن الأفلام التي تتحدث عن نهاية العالم، أو الصراع بين البشر والكائنات الفضائية، هناك نوع آخر من الأفلام يُصوِّر صراعاً من نوع آخر، وهو بين البشر الطبيعيين وبين المعتلين اجتماعياً الذين دائماً ما يتركون وراءهم الكثير من المآسي.
أفلام المعتلين اجتماعياً
قبل أن نبدأ في استعراض هذه الأفلام علينا أولاً أن نعرّف الشخص المعتل اجتماعياً، من هو، ماذا يفعل، ولماذا؟
يتم تعريف الشخص المعتل اجتماعياً على أنه شخص يعاني من اعتلال نفسي أو اجتماعي لا يُظهر أي اعتبار للأمور الصحيحة أو الخاطئة، ويتجاهل حقوق ومشاعر الآخرين، كما أنه يميل إلى استعداء الناس والتلاعب بهم أو معاملتهم بعنف ولا مبالاة، وفي المقابل فإن هذا الشخص لا يُبدي أيَّ شعور بالذنب أو الندم تجاه ما يرتكبه، وذلك وفقاً لما ذكره موقع Science News.
وغالباً ما يترافق الاعتلال الاجتماعي بواحد من الأمراض العقلية مثل اضطراب الشخصية أو الهستيرية أو النرجسية.
ولكننا في الوقت ذاته علينا إدراك أنَّ المعتل اجتماعياً يمكن أن يكون نرجسياً، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الشخص النرجسي معتلاً اجتماعياً.
وبما أنّ الأشخاص المعتلين اجتماعياً هم أخطر أشخاص قد تلتقي بهم في حياتك، فسوف نقدم إليك في هذه القائمة التالية 10 أفلام تمكنت من تقديم شخصيات معتلة اجتماعية بشكل مميز، وأبرزت المجازر والمآسي التي خلفوها وراءهم، بحسب موقع Listverse الأمريكي.
تنبيه: هذه القائمة تحتوي على حرق لبعض أحداث الأفلام.
فيلم The Rules of Attraction
يرتبط فيلم The Rules of Attraction بالفيلم الآخر الأشهر American Psycho، لأن الشخصيتين الرئيسيتين في كلا الفيلمين شقيقان (شون بيتمان في فيلم Rules of Attraction، وباتريك بيتمان في فيلم American Psycho).
في فيلم The Rules of Attraction يعيش المراهق شون حياته الجامعية بصخب وجنون، دون أي مراعاة للفتيات اللاتي يجرحن بتصرفاته، إلى أن ينتهي الأمر بإحدى ضحاياه تقطع معصميها وتنزف حتى الموت في مشهد مروع، ولم يدرك شون حتى أن الفتاة كانت تحبه.
وبالرغم من أن الفيلم ليس متقناً للغاية على غرار American Psycho، يظل جديراً بالمشاهدة وبالتأكيد، لا تريد أن يفوتك مشهد تاجر المخدرات الرائع بأداء الممثل كليفتون كولينز جونيور.
الفيلم حصل على تقييم 6.7 على موقع IMDb.
فيلم Pacific Heights
ما الشيء الذي قد يحبه الشخص المعتل اجتماعياً أكثر من نفسه؟ تخريب حياة الآخرين لمجرد التسلية.
وهذا واحد من الأفلام التي تجسد ذلك؛ لا أحد يتأذى بشكل جسدي عنيف، ولكن حياة الأفراد تتدمر تماماً.
يلعب مايكل كيتون دور المعتل الاجتماعي المدمر كارتر هايز الذي يستأجر منزل الملاك الجدد باتي ودريك (ميلاني جريفيث وماثيو مودين)، الذين يدخرون ويقتصدون في عيشهم حتى يشتروا أول منزل لهم في حي باسيفيك هايتس، سان فرانسيسكو.
ومع الوقت، يتضح أن كارتر يعيش على تمزيق حياة ملاك المنازل الشباب الأبرياء.
وبالرغم من أن الفيلم قديم بعض الشيء (صدر في عام 1990)، يظل أحد الأفلام الرائعة الجديرة بالمشاهدة.
ومن العناصر الواقعي التي يقدمها الفيلم هو تعرض المعتل اجتماعياً بالضرب على يد ضحية سابقة لحقته لتنال منه.
الفيلم حصل على تقييم 6.4 على موقع IMDb.
فيلم The Hand That Rocks The Cradle
خلال المرحلة الأولى من نصب شباك الحب، يتفحص المعتل اجتماعياً الفريسة، ويتكيف معها من أجل إيقاعها بشباكه ويطلق على ذلك مرحلة "إضفاء المثالية"، عندما يكسر المفترس دفاعاتك ويقحم نفسه في حياتك.
في فيلم The Hand That Rocks The Cradle، تجسد بايتون (ريبيكا دي مورني) دور المعتلة الاجتماعية التي تتحول على زوجة الرجل الذي تحاول إغوائه، أمام أنظار الزوجة مباشرة!
تصبح بايتون جزءاً أساسياً من حياة العائلة، وتبدأ انتقامها من العائلة التي تلومها (بغضب نرجسي) على فقدان زوجها.
يوضح هذا الفيلم، مثل العديد من الأفلام الأخرى في هذه القائمة، لماذا يعد المعتلون اجتماعياً موضوعاً رائجاً لأفلام الإثارة النفسية.
الفيلم حصل على تقييم 6.7 على موقع IMDb.
فيلم No Country For Old Men
يحكي الفيلم قصة أنتون تشيغوره (الذي يلعب دوره خافيير بارديم)، معتل اجتماعي بامتياز.
يتجول تشيغوره في مشاهد الفيلم ويقتل ضحاياه بدم بارد باستخدام بندقية الماشية، فيما يلخص كيف يرى المعتل اجتماعياً ضحاياه؛ "حيوانات عليها التخلص منهم".
إنه فيلم مزعج للغاية، ولكنه في الوقت ذاته لا مثيل له، وهو من إخراج الأخوين كوين المعروفين بأفلامهما السوداوية (مثل Fargo وThe Big Lebowski).
ربما يعتبر تشيغوره أكثر الشخصيات شراً في هذ هذه القائمة، يجعلك تشعر بالكراهية والفظاعة بمجرد رؤيته على الشاشة بطريقة نادراً ما يمكن حدوثها في أي فيلم.
وحتى إذا جاء هذا الفيلم في المرتبة السابعة في هذه القائمة، فلا يعني ذلك أنه ليس واحداً من أفضل الأفلام.
الفيلم حصل على تقييم 8.1 على موقع IMDb.
فيلم Gone Girl
يحكي الفيلم قصة إيمي، الشابة التي نشأت مع والديها، اللذين انصب تركيزهما على سلسلة كتبهما الخيالية المبنية على الحياة الرومانسية المثالية لابنتهما، لدرجة أنهما ينسيان تربيتها فعلاً.
وهذا الافتقار في التواصل خلال الطفولة جعل إيمي معتلة اجتماعياً (بعض المعتلين الاجتماعيين يولدون كذلك، بينما البعض الآخر يتحول إلى ذلك).
يصور الفيلم الانتقام المتعمَّد والقاسي الذي تمارسه إيمي ضد زوجها في نوبة غضبها النرجسي عندما تكتشف أنه يخونها.
ويعرض الفيلم المراحل الثلاث للاعتلال الاجتماعي: إضفاء المثالية (نصب الشباك والبداية المثالية)، والتقليل (تدمير القيمة الذاتية للفريسة)، والتجاهل (النهاية الأخيرة للعلاقة والضحية).
كما يُظهر الفيلم، أفضل من أي فيلم آخر في هذه القائمة، مقدار الدهاء الذي قد يكون عليه المعتل اجتماعياً، ومدى قدرته على إقناع الآخرين بسهولة للانضمام إليه في هجماته ضد ضحاياه.
إنه حقاً أحد أفضل الأفلام الجديرة بالمشاهدة في هذه القائمة.
الفيلم حصل على تقييم 8.1 على موقع IMDb.
فيلم American Psycho
كل شيء يتضح من العنوان! الاعتلال الاجتماعي والاضطراب العقلي مصطلحان قابلان للتبادل، ولكن جدير بالذكر أن بعض الأشخاص يعتبرون الاضطراب العقلي شكلاً أكثر خطورة من الاعتلال الاجتماعي.
في هذا الفيلم نتابع حياة باتريك بيتمان في رحلة انحداره مع "الذهان"، الذي ربما تعد شخصيته أكثر تجسيد واقعي لغياب التعاطف الذي يميز الاعتلال الاجتماعي ومدى زيف أي محاولات لإظهار الاهتمام بالآخرين.
يتسبب المعتلون اجتماعياً، بطبيعتهم، في ارتباك شديد لفرائسهم؛ يحيطونهم بالحب من كل اتجاه، ولكن يتركونهم مع ذلك يشعرون بعدم الأمان.
يقولون لك إنك جميل، ولكنهم يجعلونك تشعر بالقبح، لذلك يتمكن فيلم American Psycho من إثارة ارتباك المشاهدين بشكل مشابه عندما ينتهون من مشاهدة الفيلم، ويجعلهم يتساءلون إن كان هناك أي شيء قد حدث على الإطلاق، في تلاعب مدروس وذكي ومتقن من المخرجة ماري هارون.
الفيلم حصل على تقييم 7.6 على موقع IMDb.
فيلم Casino
فيلم Casino من الأفلام الرائعة، ويمكنك أن تراه في العديد من قوائم أفضل الأفلام، وليس فقط في قائمة أفضل أفلام المعتلين اجتماعياً، وذلك لسبب وحيد ووجيه: تجسيد جو بيشي لشخصية رجل العصابات المعتل اجتماعياً نيكي سانتورو.
وهذه الشخصية مشتقة من شخصية حقيقية لرجل عصابات أمريكي اسمه جون سبيلوترو.
ويمكن باقتباس وحيد على لسان هذه الشخصية أن يفسر سبب وجود الفيلم والشخصية في هذه القائمة:
"أتعلم، لديك انطباع خاطئ عني، أعتقد بكل إنصاف أن عليّ أن أشرح لك ما أقوم به على وجه التحديد. على سبيل المثال، في صباح الغد، سأستيقظ مبكراً ونشيطاً، وأسير حتى البنك، ثم أدخل وأرى، إذا لم يكن المال بانتظاري سوف أشق رأسك اللعين أمام أعين الجميع في البنك. وبحلول الوقت الذي سأخرج فيه من السجن، قد تستيقظ من غيبوبتك. وهل تعرف ماذا سأفعل؟ سوف أشق رأسك اللعين مجدداً. لأنني غبي لعين، لا آبه بالسجن، هذا هو عملي، هذا هو ما أفعله".
المعتلون اجتماعياً لا ينسون أبداً؛ سوف يستمرون في العودة، إلى الأبد، ولهذا السبب من الضروري تطبيق سياسة عدم الاتصال الكامل عندما تنفصل عن أحدهم في حياتك الخاصة.
الفيلم حصل على تقييم 8.2 على موقع IMDb.
فيلم Goodfellas
في فيلم Casino، يتمكن جو بيشي ببراعة شديدة من إبراز الجانب النرجسي والمعتل اجتماعياً في شخصية رجل العصابات، وهذه المرة في شخصية تومي دي فيتو.
ويعد هذا الفيلم أحد أفضل الأفلام في نوعه؛ في الواقع هو أحد أفضل الأفلام على الإطلاق.
إنه فيلم مليء بالإثارة والتشويق والمؤامرات؛ إذا لم تكن شاهدته بعد، يجب أن تضعه فوراً في قائمة المشاهدة.
الفيلم حصل على تقييم 8.7 على موقع IMDb.
فيلم Silence of the Lambs
يعتقد الكثيرون أن أنتوني هوبكنز وُلد من أجل هذا الدور، دور هانيبال ليكتر.
ما يميز هنا شخصية هانيبال ليكتر، آكل لحوم البشر السجين، عن غالبية المعتلين اجتماعياً معدل ذكائه المرتفع جداً.
إنه بكل بساطة بارد ودقيق ومخادع وبلا مشاعر، ويستمد متعة سادية بحتة من أفعاله، بما في ذلك مساعدة الشخصية الرئيسية كلاريس ستارلينغ (جودي فوستر)، إذ يعود ذلك في النهاية لمصلحته الخاصة.
لا يفعل هانيبال ليكتر أي شيء من أجل الآخرين؛ شخصية معتلة اجتماعية نرجسية 100%.
الفيلم حصل على تقييم 8.6 على موقع IMDb.
فيلم Fatal Attraction
لا يمكن لفيلم آخر أن يحتل المرتبة الأولى سوى فيلم Fatal Attraction، وذلك لأنه فيلم الاعتلال النفسي الحقيقي.
تلعب غلين كلوز دور أليكس بشكل مرعب، ففي بداية الفيلم تشق معصميها لمنع الرجل المتزوج دانيال (مايكل دوغلاس) من هجرها، كما تتسبب في كل أشكال المتاعب لدانيال وعائلته.
أثناء التحضير للفيلم شعرت غلين كلوز بعدم الارتياح لمشهد قتل الأرنب الأليف للعائلة، واعتقدت أنه تطرف أكثر من اللازم، إلا أن العديد من المستشارين النفسيين أكدوا لها أن الشخصيات المعتلة اجتماعياً قد تقدم على فعل مثل تلك الأمور المروعة.
لا شك في أن الهجوم المستمر بلا هوادة على الضحية في هذا الفيلم يمثل أسوأ أشكال الاعتلال الاجتماعي، على الرغم من أنه في كثير من الأحيان قد يكون إيذاء النفس هو وسيلة التلاعب الأكثر انتشاراً لكي يتلاعب المعتلون اجتماعياً بضحاياهم لتطوير علاقات غير طبيعية معهم.
الفيلم حصل على تقييم 6.9 على موقع IMDb.