تبحث عن مسلسل مناسب للعائلة؟ 10 أسباب ستدفعك لمشاهدة Anne على نتفلكس

عدد القراءات
5,654
عربي بوست
تم النشر: 2020/08/18 الساعة 13:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/18 الساعة 13:12 بتوقيت غرينتش

حينما ذاعت شهرة مسلسل نتفلكس  Anne with an E مؤخراً، بعد صدور الجزء الثالث والأخير منه، انتابني الفضول لرؤية هذا المسلسل الفريد من نوعه، الذي أبكى أغلب أصدقائي، وصنع لهم حالة من البهجة في نفس الوقت.

المسلسل مأخوذ عن رواية للكاتبة الكندية لوسي مود مونتغمري والتي صدرت في عام 1908.

تحكي القصة باختصار عن آن Anne، الفتاة اليتيمة ذات الثلاثة عشر عاماً، التي تركت الملجأ، كي تعيش مع الأخ والأخت المٌتقدّمين في العمر، ماثيو، وماريلا كاثبرت، اللذين يعيشان في (جرين جايبلز) بمدينة أفونيليا. 

لم تحظ آن بحياة طبيعية قبل انتقالها لبيت آل كاثبرت، وكانت القراءة هي ملاذها الآمن آنذاك، الذي كانت تفرّ إليه من عالمها التعس، إلى عوالم أخرى مثيرة، ولا نهائية الاحتمالات.

فيما يلي سأعرض عليكم أسبابي الـ10 لمشاهدة مسلسل Anne with an E الذي تعرضه شبكة نتفلكس حالياً.

1- حتى تعود طفلاً من جديد

"أنا أُفضّل أن أتخيل، على أن أتذكّر".

ومن منّا لا يتوق للعودة إلى الماضي؟ حيث ذكريات الطفولة، المُخزّنة جميعها بداخلنا لسنواتٍ طويلة، والتي لم يذهب منها شيء، فقط نحن في حاجة لما يُذكّرنا بها، قد يكون اسماً، أو مكاناً، أو رائحة، أو حدثاً ما، قد يكون أي شيء يظهر فجأة، ويستدعي تلك الذكريات المدفونة.

"Anne With An "E يعود بك إلى الوراء لسنواتٍ طويلة، لأيام المدرسة، وبراءة الطفولة، حيث الأسئلة كثيرة جداً، وحيث الإجابات شحيحة جداً، وغير مُرضية أبداً.

لا أعرف هل ستكون تجربة لطيفة بالنسبة لك، إن أعادك المسلسل إلى ذكريات طفولتك أم لا، ولكن ربما يُمكنك أن تقتدي بآن، حينما تستبدل ذكرياتها المُحزنة، بأخرى سعيدة، وتتخيلها وكأنها حقيقة، فلا تحزن عندها أبداً.

2- حتى ترى العالم بعيون Anne

"من فضلك، هل يُمكنكِ أن تزرعي بعض الزهور الورديّة على قبري؟"

تقولها آن لماريلّا وهي تبكي، ظنّاً منها أنها ستموت، حينما رأت نزيفاً من الدماء على فستانها للمرة الأولى، في حياتها الجديدة كامرأة صغيرة.

هل لاحظت معي، كيف تُحوّل آن كل حدثٍ مؤسف، إلى كتلة صغيرة من البهجة، حتى فيما يتعلق بموتها هي شخصياً؟

عالم آن هو عالمٌ زاهي الألوان، حيث الخيال اللامحدود، وحيث كل الاحتمالات مُمكنة، وخاصة الجميل منها. آن ترى آن وراء كل شيءٍ حكاية جديرة بالاهتمام، حتى أنّ كل مأساة وراءها سعادة تختبئ، لتظهر في الوقت المثالي.

3- حتى تُدرك نعمة العائلة

"أنا الآن محبوبة، ولكنّني حين لم أكن، لا يعني هذا، أنّني لم أكن أستحق".

لم تُخفِ آن سعادتها لأنها وجدت عائلة تنوي أن تكفلها أخيراً، بعد سنواتٍ من التشرّد ما بين ملجأ الأيتام أو العمل مع عائلات لم ترحم طفولتها، ولكن تنكسر أحلامها سريعاً، وتضطر لترك المكان الوحيد الذي يُمكنها أن تُطلق عليه "بيت".

وما بين ذهاب آنٍ بعيونٍ باكية، وعودتها مُجدّداً، بقلبٍ خائف يستجدي الرحمة، لم تشعر آن بدفء العائلة سوى حينما سمعت من ماثيو كلمة "إنها ابنتي". 

إنها نعمة العائلة، التي تشكر آن الله عليها في كل ليلة، وتُذكّرنا بأننا يجب أن نفعل المثل أيضاً.

4- لأنّ Anne ستُعلّمك..

"أحياناً تُخبّئ لنا الحياة الهدايا، في أكثر الأماكن ظُلمة"

ستُعلّمك آن، الطفلة ذات الثلاثة عشر عاماً، الكثير في الواقع، وقد تظنّ أنّك أصبحت كبيراً على الدروس الحياتية، وخاصة حينما تأتي من طفلة، ولكنك ستُدرك من اللحظة الأولى أنّ آن ليست طفلة عادية.

ستُعلّمك آن ألّا تنهزم، وألا تدع أحداً أو شيئاً يقوم بكسرك، أن تتكلم بملء قلبك، وأن تفتح عينيك على آخرهما.

ستُعلّمك آن ألّا تقف في المنتصف أبداً، أن يكون لك صوت ورأي دائماً وأبداً. 

ستتعلم مع آن كيف يجب عليك أن تنحني للموجة أحياناً، ولكن بكل شموخ.

قال لها ماثيو يوماً: "أنتِ أكثر شجاعة من أن تختبئي، أنتِ تقفزين نحو المجهول، بكل ثقة".

ستعلّمك آن أن تقفز أنت أيضاً، وبكلتا قدميك. 

5- كي تتفتّح حواسّك كلها

"إذا كنت تملك أفكاراً عظيمة، فيجب أن تُعبّر عنها بكلماتٍ عظيمة".

لا أُبالغ إن قلت إن مسلسل Anne with an E، مُتعة للعقل وراحة للنظر ودفء للقلب. فأغلب حوارات المسلسل جديرة بالاهتمام حقاً، وتحوي عُمقاً غير مفتعل، وخاصة حوارات آن.

أمّا مشاهدهُ الجميلة، فتعود بك وبالزمن إلى أكثر من 100 عامٍ مضت، حيث خُضرة المزارع، وسكون البيوت، وانسجام الألوان، وبطء إيقاع الحياة بشكلٍ عام، الذي يُثير السكينة في النفوس.

أمّا عن الدفء الذي يشعه المسلسل في القلب، فهو لا يُمكن وصفه، يجب عليك أنت أن تختبر هذا الشعور بنفسك.

6- كي تستشعر متعة الحكايات

"أشكرك على مراعاتك اللطيفة، أنا أتطلع لعدم الاهتمام، بما سوف تقولينه لاحقاً".

حينما طلب ماثيو من آن أن تذهب للاعتذار من ريتشل، جارتهما الوقحة، التي سبق وأن أهانتها آن، ردّاً على كلامها القاسي بخصوص شعرها الأحمر ونحافتها المُبالغ فيها، رفضت آن بشدة، ولكن حينما قال لها ماثيو جملة ما، في وسط كلماته، التقطتها آن بذكاء، ونفذت ما يقوله بشكلٍ رائع. فقد قال لها ماثيو:

"أنتِ ذكية بما فيه الكفاية، أعلم أنّكِ ستختارين الكلمات المُناسبة. أنا أثق بهذا".

ذهبت آن إلى منزل ريتشل بصحبة ماريلا، وهي تُبدي الكثير جداً من الأسف والندم، وبأداءٍ تمثيلي مُبهر حقاً، إلى أن قالت لها:

"كل ما قلته لكِ حقيقي، ولكن لم يكن ينبغي عليّ أن أقوله، أرجوكِ سامحيني". وحينما ردّت عليها ريتشل بقولها إنها امرأة صريحة، وعلى آنٍ أن تتقبلها بهذا الشكل، حينها قالت لها آن بكل بساطة، إنها إذن لن تهتم بما سوف تقوله عنها ريتشل أبداً بعد الآن.

 وهكذا انتهى الأمر، وعادت آن إلى بيتها سعيدة، شاعرة بأنّها انتصرت على فجاجة السيدة ريتشل.

تبعث هذه الحكايات اللطيفة الكثير من المتعة، والجميل أنّ هناك العشرات من القصص والحكايات بالمسلسل، والتي تدور حول أهل البلدة، الذي لدى كلٍّ منهم حكاية مختلفة.

7 – حتى تنزلق رغم أنفك نحو الرومانسية

"لماذا أهتمّ بالمكان الذي جاءت منه؟ الفتاة اللطيفة هي فتاة لطيفة".

هكذا قالها ببساطة جيلبرت لرفاقه في المدرسة، حينما أخبروه بأنّ آن كانت تعيش في ملجأٍ للأطفال، قبل أن تأتي إلى أفونيليا.

أعتقد أنّك ستجد نفسك مُغرماً بكل هذا السيل الجارف من الرومانسية العذبة الموجودة في الهواء بين هؤلاء الأطفال، قبل أن تتحول إلى رومانسية المراهقين البعيدة كل البعد عن البراءة.

هذا الخجل، وهذه النظرات المسروقة، والأحاسيس التي لا يُمكن وصفها، كلها تظهر على الشاشة وكأنها حقيقة.

أما آن، فكم كان مُمتعاً، حينما تتخيل نفسها تعيش مأساة رومانسية، وكأن في هذا متعة لا تُضاهيها متعة العيش معاً في سعادة أبدية.

7- لظهور الروح النسويّة الأولى به

"أنا أمتلك بعض الأفكار من أجلك، أولاً: يُمكنك أن تتزوجي في أي وقتٍ تختارينه. ثانياً: إن اخترتِ أن تعملي في مهنة ما، يُمكنك أن تشتري لنفسك فستاناً أبيض، وترتديه في أي مكانٍ شئتِ".

كانت آن سابقة لعصرها، وكانت تكمن فيها روح النسويّة الأولى، حين لم تكن هذه الكلمة معروفة حتى، ولكن آن كانت تفهمها بالفطرة منذ البداية، منذ أن قالت إنها ستشارك في أعمال المزرعة، وإنها لا تهوى أعمال المطبخ. 

وظهرت أكثر روح النسوية بداخلها حينما أفزعتها كلمات القس، الذي أخبرها بأنّ الفتيات مصيرهنّ إلى الزواج، لذا فهنّ لسن في حاجة إلى التعليم.

كانت آن على سنّها الصغيرة هذا، تُدرك أن الفتيان لا يتميزن بشيءٍ عن الفتيات، فكانت تهزأ منهم قائلة: وماذا لو انتهى الفتيان من العالم؟ ما الذي سيحدث إذاً؟

كما كان لظهور العمّة جوزفين في حياة آن أثر كبير على دعم أفكارها الحرّة، التي جعلتها تشعر بكيانها المستقلّ، فكان كل ما يُحرّك آن هو آن نفسها، ولا شيء آخر. أليست هذه النسوية في أبسط صورها؟

8- كي تعرف عن الأدب، وعن الشعر، وعن جين إير أيضاً

"أنا لست طائراً، ولا يُمكن لشبكة صيد، أن تحتجزني".

هناك الكثير جداً من المشاهد التي نجد فيها آن تُلقي شعراً بكل حماسة، أو تقرأ عن ظهر قلب جزءاً من رواية وهي في أشدّ التأثّر، وهي مشاهد ممتعة للغاية.

وكان لافتاً للنظر أن نجد أنّ آن مُتعلّقة بشكل خاص برواية (جين آير)  Jane Eyre للكاتبة الإنجليزية تشارلوت برونتي، ورأينا كيف أنّ آن قد ذكرت العديد من الاقتباسات من أجزاءٍ من الرواية في المسلسل، والمعلومة التي لم يعرفها الكثيرون أنّ أسماء الحلقات السبع من الموسم الأول، لم تكن سوى اقتباسات من رواية جين إير أيضاً.

9- لأنك حتماً ستبتسم

"أفضل شيء في معرفة القواعد، هو أن تكتشف طُرقاً ملائمة لخرقها".

حتماً ستبتسم، وغالباً ستبكي، وأحياناً ستضحك، هذا هو ما سيُثيره فيك مسلسل Anne with an E.

ستبتسم لمفارقات الحياة الموجودة بالأحداث، والتي تقترب من الواقع بشدة، فكأنك ترى حياة حقيقية، تحمل من الآلام مثلما تحمل من السعادة. 

ستبتسم لحظ آن المؤسف الذي سيجعل شعرها الأحمر يتحول إلى اللون الأخضر، وستبتسم للفرح الذي يغمر وجه آن حينما ترتدي فستانها المنفوش الأكمام لأول مرة أمام صديقها الجذاب جيلبرت.

في النهاية هي حياة كاملة، ولا نملك سوى أن نبتسم لها.

10- حتى تشاهد Amybeth McNulty وهي تقوم بدور آن

"بإمكان الحالمون أن يُغيّروا العالم".

Amybeth McNulty هي الممثلة الكندية الأيرلندية التي قامت بدور آن في المسلسل، والتي تعتبر معجزة صغيرة، يُمكنها التعبير بعينيها وملامح وجهها بشكلٍ رائع، ويمكنها التحدث بسرعة فائقة، وتغيير نبرات صوتها حسبما يستدعي الموقف ، لذلك لا يُمكنني تخيل أن تقوم فتاة أخرى بتجسيد شخصية آن، بأفضل مما قامت به Amybeth.

في النهاية، عزيزي القارئ، إن وجدت سبباً وحداً فقط من أسبابي الـ 10، كافياً لإقناعك بمشاهدة المسلسل، فلا تتردد. فستمنحك Anne with an E أكثر مما سيستغرقه المسلسل من وقتك بلا شك.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سارة يوسف
دارسة للأدب الإنجليزي، ومهتمة بالفنون والسينما
أنا سارة يوسف، زوجة وأم، مُحبة للقراءة والسينما، درست الأدب الإنجليزي، وعملت في وظائف عدة، حتى توصّلت لشغفي الحقيقي وهو كتابة المقالات الفنّية والأدبية.
تحميل المزيد