تحدَّت علاقة الممثل الأمريكي جون ترافولتا وزوجته الممثلة كيللي بريستون، الصورة النمطية الشائعة عن العلاقات في هوليوود، فقد استطاعا الحفاظ على زواجهما قرابة 30 عاماً، إلى أن توفيت كيللي بسرطان الثدي في 12 يوليو/تموز 2020، عن عمر يناهز 57 عاماً.
ولطالما أثارت علاقتهما التساؤلات حول سر نجاحها واستمرارها كل هذه الفترة، كما أثارت كذلك الكثير من الشائعات والشبهات.
فكيف وقع الزوجان في غرام بعضهما البعض؟ وما هي أبرز المحطات في حياتهما الزوجية؟ وهل كان التفاهم سبب بقائهما معاً أم أن ارتباطهما كان لتغطية الشائعات التي تتهم ترافولتا بميول جنسية شاذة؟
جون ترافولتا وزوجته.. حب من النظرة الأولى
قبل أن تلتقي الممثلة الراحلة كيللي بريستون مع ترافولتا، كانت متزوجة بالممثل الأمريكي كيفين غيج، إلا أن زواجهما لم يكن سعيداً وقد كانت كيللي مرتبطة بالشخص الخطأ وفق تعبيرها، لذلك قررت الانفصال عنه في العام 1987.
في العام نفسه التقت بريستون الممثلَ الأمريكي جون ترافولتا الذي كان نجماً صاعداً في هوليود آنذاك، وجمعهما الفيلم الكوميدي The Expert، حيث وقع ترافولتا في غرام كيللي "من النظرة الأولى"، حسبما قال في أحد لقاءاته.
لكن كيللي التي خرجت للتو من علاقة فاشلة، لم تكن على استعداد لخوض علاقة جدية مع ترافولتا المتيَّم، لذلك حاولت الابتعاد عنه، وواعدت جورج كلوني فترة قصيرة بعد طلاقها.
لكن ترافولتا تمكن أخيراً من إقناع كيللي بحبه، وقد أُغرمت هي أيضاً به دون أن تدري أن حبهما سيستمر "مدى الحياة".
زواج جون ترافولتا وكيللي بريستون
استمرت علاقة الثنائي قرابة ثلاث سنوات، إلى أن عرض ترافولتا الزواج على كيللي في سويسرا عام 1990، حيث انحنى على ركبتيه وقدم لها خاتماً مرصعاً بالألماس الأصفر، وبعد عام واحد من خطبتهما تزوج الثنائي في فرنسا بحفل زفاف بسيط.
وخلال سنوات زواجهما كانت كيللي من أكبر الداعمين لزوجها في مسيرته الفنية، واشترك الزوجان في عدد من الأعمال الفنية، كان أبرزها فيلم Gotti الذي تم إنتاجه في العام 2018، ولعبت فيه كيللي دور فيكتوريا غوتي زوجة زعيم المافيا جون غوتي الذي أداه ترافولتا.
وقد كانت قصة حبهما حديث هوليوود باستمرار؛ لكونها واحدة من القصص القليلة التي ازدادت قوة مع الزمن بدل أن تضعف وتتفكك.
وقد نتج عن زواجهما 3 أبناء، هم: جيت وبنيامين وإيلا.
مأساة وفاة ابنهما
على الرغم من أن حياة ثنائي هوليوود الأبرز كانت تبدو مثالية، فإنها لم تخلُ من المآسي على الآلام التي كان أعظمها فقدانهما لأكبر أبنائهما "جيت".
فمنذ أن كان يبلغ من العمر عامين فقط، تم تشخيص جيت بأنه يعاني من مرض كاواساكي؛ وهو الأمر الذي كان يسبب له نوبات تشبه نوبات الصرع بشكل دائم.
وفي عام 2009، عندما بلغ جيت سن الـ16، أصابته إحدى النوبات بينما كان في منزل عائلته بجزر الباهاما، فسقط وارتطم رأسه بحوض الاستحمام، وعلى الرغم من إسعافه فوراً إلى المشفى فإنه فارق الحياة.
وقد كان فقدانهما لابنهما أكبر المصائب التي حلَّت بترافولتا وزوجته، وقد قال عن تلك الحادثة في لقاء مع قناة Us Weekly، أجراه عام 2019:
"لقد كان أسوأ شيء حدث في حياتي، لم أكن أدري إن كنت سأبقى على قيد الحياة بعد أن تلقيت هذا الخبر المؤلم".
سر زواجهما المتين
عندما سُئل عن سر زواجهما طويل الأمد في مقابلة مشتركة عام 2017، قال ترافولتا إن التواصل بينهما هو سر نجاح علاقتهما، وأضاف: "نحن نهتم حقاً ببعضنا البعض ونحمي بعضنا البعض، ونحافظ على تجديد علاقتنا".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كان الزوجان نموذجاً للحب الذي لا يشيخ، ففي عيد زواجهما الثامن والعشرين احتفل الزوجان بعشاء رومانسي، ونشرا صورهما على موقع إنستغرام.
وعلق ترافولتا على الصورة: " ذكرى سعيدة لزوجتي الرائعة"، بينما كتبت بريستون: "إلى جوني، أعظم رجل عرفته، لقد منحتني الأمل عندما شعرت بالضياع، وأحببتني بصبر ودون قيد أو شرط… وجعلتني أضحك أكثر من أي إنسان آخر.. أنت حلم وتجعل الحياة ممتعة للغاية، معك أعلم أنني سأكون دائماً بخير بغض النظر عما يحدث… أحبك إلى الأبد".
شائعات لاحقت زواجهما
في حين نظر كثيرون إلى زواج جون ترافولتا وكيللي بريستون طويل الأمد على أنه مثال نادر على الحب الحقيقي الذي لم يهزمه الزمن، شكك آخرون في دوافع ترافولتا التي جعلته يستمر في هذا الزواج.
فقد لاحقت الممثل الأمريكي شائعات تتهمه بأنه ذو مثلي الجنس، بعد أن قام أحد المدلكين الذين يعملون في فندق Beverly Hills، برفع دعوى قضائية ضد ترافولتا يتهمه فيها بإرغامه على ممارسة أعمال شنيعة… إلا أن الممثل الأمريكي نفى تلك الشائعات وقال إن الغرض منها ابتزازه للحصول على المال لا أكثر، كما أعلنت زوجته دعمها له، رافضةً الشائعات التي أحاطت بزوجها.
ووفقاً لصحيفة Mercury News فإن وجود بريستون إلى جانب ترافولتا هو العامل الأبرز الذي جعله يتخطى كل العقبات في حياته، ابتداء بوفاة ابنه الشاب، وانتهاء بالشائعات التي لاحقته متهمةً إياه بأنه مثلي الجنس.
وفاة كيللي بريستون
بعد صراع مع سرطان الثدي استمر عامين، فارقت كيللي الحياة عن عمر يناهز 57 عاماً، في 12 يوليو/تموز 2020.
وقد فجع الخبر زوجها ترافولتا الذي نعاها في منشور على موقع إنستغرام، قائلاً:
"بقلب مُثقَل بالألم أبلغكم أن زوجتي الجميلة كيلي خسرت معركتها التي استمرت عامين مع سرطان الثدي، بعد أن قاتلت بشجاعة".