رغم ما تعرضت له شيرين عبدالوهاب من ملاحقة قضائية في مصر لأكثر من مرة بسبب تصريحاتها المتعلقة بالسياسة بشكلٍ أو بآخر، أصرت الفنانة المصرية على الحديث مجدداً في السياسة وهي تبكي على خشبة المسرح أثناء إحيائها حفلاً غنائياً في مدينة جدة السعودية، مساء الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2019.
لكن هذه المرة كانت تصريحاتها مختلفة، إذ أيدت فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الوقت الذي تتزايد فيه دعوات التظاهر ضده.
أوقفت شيرين الغناء على المسرح في حفلها الذي أقيم بالتزامن مع العيد الوطني للمملكة، وقالت إنها أخذت عهداً على نفسها بألا تتحدث في أي موضوع مع جمهورها بسبب المشاكل التي واجهتها مؤخراً بسبب زلات لسانها.
استعانت بزوجها، ثم أكملت رسالتها.. وبكاءها
لكنها تابعت: "لم أستطع منع نفسي من توجيه رسالة لوطني في ظل ما يواجهه من مؤامرات حالياً"، ثم طلبت من جمهورها السماح لها بالاستعانة بزوجها الفنان حسام حبيب ليشاركها في توجيه رسالة لبلدها، مشيرةً إلى أنه يجيد التحدث وأكثر ثقافة منها.
بعد صعود حبيب على المسرح، قبّلت شيرين يده فسحبها سريعاً، ثم تركت له الميكروفون.
قال حبيب: "السلام عليكم.. أول حاجة طبعاً عايزين نهني المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، نهنيكم بعيدنا الوطني، عشان إحنا بنعتبر السعودية بلدنا التاني، ووقفتها جنبنا عمرها ما تتنسي، وعلى راسنا من فوق".
وأضاف متابعاً: "اسمحوا لي وإحنا وسطكم نوجه كلمة لمصر ورئيسنا وجيشنا، إحنا في ضهركم ومعكم، ربنا ينصركم دايماً، وينصر أهل السعودية ونشوفكم دايماً في أعلى شأن".
أثناء كلمته كانت شيرين تعطي ظهرها للجمهور بدا أنها تبكي وتنتظر من يعطيها منديلاً لتمسح دموعها، ثم أخذت الميكروفون وأكملت: "عايزة أقول اللي مالوش كبير يشتري له كبير.. وإحنا عندنا كبير وبنحترمه.. ربنا يحمي بلدنا وكل البلاد يا رب"، بصوتٍ باكٍ.
بعد الاتهامات بـ"الإساءة لمصر"
يذكر أنه في مارس/آذار 2019، لاحقت شيرين أزمة بعد تقديم بلاغ رسمي ضدها للنائب العام يتهمها بـ"التطاول على مصر، ونشر أخبار كاذبة، واستدعاء المنظمات الحقوقية المشبوهة، التي تعمل ضد البلاد للتدخل في الشأن المصري"، تلاه التحقيق معها من قِبل نقابة الموسيقيين التي أوقفت نشاطها الفني لفترة.
جاء ذلك على خلفية تصريح أدلت به خلال حفلها في البحرين ضمن فعاليات مهرجان حفل ربيع الثقافة، 14 مارس/آذار 2019، حيث قالت: "أيوة كده أقدر أتكلم براحتي عشان في مصر اللي يتكلم بيتسجن".
كما تعرضت شيرين لدعاوى وتحقيقات مشابهة، بسبب تصريحاتها وعفويتها في الحديث بمناسبات عامة.
إذ قالت خلال حفل لها في العام 2017: "حيجيلك بلهارسيا" رداً على طلب الجمهور لغناء "ما شربتش من نيلها"، ورغم أنها كانت محاولة لممازحة جمهورها، لكن هذا التصريح فتح باب الانتقادات عليها، وعرَّضها لمساءلة قانونية ومشاكل مع نقابة الموسيقيين.
كما لاحقتها انتقادات بعد حفل رأس السنة لعام 2018، الذي أحيته في أحد الفنادق المصرية، حيث قالت: "أنا خسارة في مصر".
بالإضافة إلى أنه أثناء وجودها على المسرح انكسر زجاج إحدى الطاولات في القاعة، وعقبت شيرين على الأمر قائلة: "عادي يا جماعة.. أهلاً بكم أنتم في مصر"، وهو ما رآه البعض إساءة لمصر.