نشرت وسائل إعلام مصرية، اليوم الخميس 25 يوليو/تموز 2019، ما قالت إنها وصية الممثل المصري الذي توفِّي فجر اليوم، فاروق الفيشاوي، لابنه أحمد.
وكان الفيشاوي قد تحدث عن وصيته لابنه في لقاء تلفزيوني العام الماضي، مع الإعلامية منى الشاذلي، وقال الفيشاوي حينها إنه أوصى ابنه بالاهتمام بتقديم مشروع سينمائي عن القس السوري كابوتشي.
وأشار الفيشاوي حينها إلى أنه تحرك بالفعل في تنفيذ العمل وسافر مع المخرج عمر عبدالعزيز إلى سوريا، ولكن العمل أصبح مجرد حلم، بسبب بعض الصعوبات التي واجهته.
وكابوتشي هو قِس سوري كان سفيراً للفاتيكان في القدس، وأشار الفيشاوي في ذلك اللقاء إلى أنه شدد على أحمد ضرورة السعي وراء هذا العمل حتى يخرج إلى النور.
وذكر الفيشاوي سابقاً أنه مهتم بإنتاج فيلم عن كابوتشي الذي تعاطف مع القضية الفلسطينية بشكل كبير، وساعد الفدائيين الفلسطينيين واشترك في النضال الفلسطيني، مؤكداً أن قيمة هذا الرجل أنه يثبت للعالم أجمع أن "الإرهاب ليس مسلماً كما ادَّعوا وكما صدق المسلمون"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الوطن" المصرية.
وفي السياق ذاته، قال موقع "اليوم السابع" إن وصية فاروق الفيشاوي قبل رحيله، أن يدفن بجوار شقيقه جلال الفيشاوي، على أن يقام سرادق لتقبل العزاء أمام مدرسة "غانم بيك" بعد دفن الجثمان مباشرة.
وشيع فنانون وسياسيون بارزون بمصر، اليوم الخميس، جثمان الفيشاوي، الذي لقبه عشاق فنه بـ "الحاوي المتمرد" على خلفية مواقفه السياسية المعارضة.
وتوفى الفيشاوي عن عمر ناهز 67 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان، إذ تدهورت حالته الصحية قبل أيام ونقل على أثرها إلى مستشفى خاص في القاهرة، قبل أن يتم إعلان وفاته رسمياً فجر اليوم.

تشييع الفيشاوي
وأدى مئات المشيعين صلاة الجنازة على جثمان الراحل، ظهر اليوم، في مسجد مصطفى محمود، غرب القاهرة، بحضور لافت لرموز الفن والسياسة في البلاد.
ونعت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، في بيان، الفيشاوي، قائلة: "فن الدراما فقد أحد أبطاله الذين نجحوا في تجسيد شخصيات متنوعة ستظل علامات خالدة في تاريخ الدراما، والسينما، والمسرح" .
ووصفت الوزيرة المصرية الفيشاوي بـ "الحاوي" الذي سحر قلوب الجماهير بتنوع وإتقان أعماله، حسب البيان ذاته.
كما نعاه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، عبر حسابه على فيسبوك، قائلاً: "انحاز بجسارة الفارس النبيل لأحلام الشعب، فجهر بكلمته الحرة ولم يطأطئ هامته العالية لسلطة، وحافظ على كرامته الوطنية وتألقه الفني وكبريائه الإنساني النبيل حتى النفس الأخير" .
وتذكر ناشطون سياسيون مصريون، عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، مواقف الفيشاوي الوطنية المؤيدة لثورة يناير/كانون الثاني 2011، والمعارضة للنظام السياسي في مصر.
والعام الماضي، كشف الفيشاوي عن إصابته بالسرطان خلال كلمة له في مهرجان الإسكندرية السينمائي. ودخل مؤخراً في غيبوبة إثر توقف وظائف الكبد.
وبدأ الفيشاوي نشاطه الفني في سبعينيات القرن الماضي وشارك في عشرات الأفلام والمسلسلات، ومن أبرز أفلامه "المشبوه" مع عادل إمام عام 1981، ومسلسل "الحاوي" عام 1997.
كما شارك في أكثر من 130 فيلماً وعملاً درامياً، منها القاتلة، والطوفان، والرصيف، ومطاردة في الممنوع، وغداً سأنتقم، وحنفي الأبهة، ولا تسألني من أنا، وسري للغاية، ونساء خلف القضبان، وقهوة المواردي، والمرأة الحديدية، وفتاة من إسرائيل، والفضيحة، وديك البرابر.