«مولاي إني ببابك» لحّنها بليغ حمدي بطلبٍ من أنور السادات.. فلماذا أنشدها النقشبندي على استحياء؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/25 الساعة 16:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/25 الساعة 16:17 بتوقيت غرينتش

"مولاي إني ببابك قد بسطت يدي"، كلمات وجدت صداها في العالم العربي كله، بصوت منشدها الشيخ سيد النقشبندي، الذي ارتبطت أعماله ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان.

لكن لهذا الموشح الشهير قصة جمعت بين منشده النقشبندي والملحن الشهير بليغ حمدي، الذي كلفه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بتلحينه.

بدأت العلاقة بين السادات والنقشبندي حين كان رئيساً لمجلس الأمة، وقبل أن يصبح رئيساً للجمهورية، وكان السادات عاشقاً للإنشاد الديني.

اكتسب النقشبندي شهرة واسعة بموشحاته، خاصة في محافظة سوهاج جنوب مصر التي كان يعيش فيها مع أسرته، وفي محافظة طنطا التي انتقل إليها، والتي اشتهرت بتجمعات المنشدين الصوفيين والدينيين.

في طنطا كانت مرحلة جديدة من حياة النقشبندي، وازدات شهرته بعد إحيائه عدة ليال رمضانية في منطقة الحسين، التي انتقل منها إلى الإذاعة المصرية، وهناك أصبح منشداً معتمداً يحيي السهرات الدينية، خاصة في شهر رمضان.

دعا أنور السادات النقشبندي في حفل خطبة إحدى بناته، إذ كان حاضراً أساسياً في معظم مناسبات الرئيس العائلية، التي اعتاد أن يبدأها بتواشيح دينية، وفي الحفل ذاته كان بليغ حمدي من بين الحضور.

يقول وجدي الحكيم، وهو إعلامي مصري من رموز الإذاعة المصرية عن هذه الواقعة في أحد لقاءاته، إن السادات قال لبليغ حمدى: "أريد أن أسمعك مع النقشبندي"، وكلف الحكيم بفتح استوديو الإذاعة لهما لإنتاج عمل مشترك.

عرف بليغ بأنه يحب السهرات في الملاهي الليلية، وأنه لم يسبق أن شارك في عمل فني ديني من قبل، فكان مستغرباً أن يطلب منه السادات هذا الطلب، لكنه رد "سأقدم لك لحناً يعيش 100 عام، وبالفعل قدم رائعته مع النقشبندي "مولاي" التي أصبحت واحدة من أشهر الموشحات في العالم العربي.

وافق النقشبندي على استحياء العمل مع بليغ حمدي، الذي عرف بأعماله الغنائية، اعتقاداً منه أن اللحن يفسد من هيبة الابتهالات ويفقدها الخشوع، لاسيما أن النقشبندي عرف بغنائه على المقامات الموسيقية دون أي ألحان.

اتفق الحكيم مع النقشبندي على إشارة بينهما دون أن يفهم بليغ، إن أعجبته ألحان بليغ حمدي أثناء جلستهما الثنائية عليه أن يخلع عمامته، إن لم تعجبه فيبقي عليها، دخل الحكيم بعد نصف ساعة عليهما الجلسة، ووجد أن النقشبندي قد خلع العمامة وجبته التي يرتديها فوق القفطان،  ففهم أن ألحان حمدي قد أعجبته بشدة، وأراد أن يعبر عن إعجابه بها بشكل كوميدي.

انتهى اللقاء بعد أن اتفقنا على المضي في العمل "مولاي إني ببابك قد بسطت يدي، من لي ألوذ به إلاك يا سندي"، وكان ذلك باكورة إنتاج مشترك بين حمدي والشيخ، وأنتجا سوياً مجموعة من الأعمال التي خلدها التاريخ.

لحن بليغ حمدي للنقشبندي 5 أعمال أخرى، لتكون الحصيلة 6 أعمال مشتركة، منها ما اختار كلماتها حمدي بنفسه، وكتبها الشاعر عبدالفتاح مصطفى.

ولم يتقاض الفنان والشيخ أجراً على موشحاتهما التي قدماها للإذاعة المصرية، رغم حالة النجاح المبهرة التي حققتها، وإعادتهم الروح للإذاعة التي كان قد عزف الناس على سماعها في هذه الفترة.

علامات:
تحميل المزيد