سخر توني هول، المدير العام لشبكة BBC البريطانية، من نسب مشاهدة شبكة نتفليكس، زاعماً أنَّه لم يشاهد مسلسل The Crown سوى 7 ملايين بريطاني، على الرغم من الضجة الإعلامية الهائلة التي أثيرت حول المسلسل ذي الميزانية الضخمة.
حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، قال مدير BBC إنَّ المسلسلات الدرامية الشهيرة مثل Luther وBodyguard استطاعت الوصول لجمهور أكبر من عروض نتفليكس المُكلِّفة، على الرغم من عرضها على محطات البث العام، وتكلفتها ميزانية أقل.
وقال هول، أمام مؤتمر إعلامي في لندن: "أشرت إلى أنَّ نهاية مسلسل Bodyguard حققت 17 مليون مشاهدة، وذلك خلال شهر واحد. وتشير بياناتنا إلى أنَّ مسلسل The Crown وصل إلى 7 ملايين مشاهد خلال 17 شهراً".
ويُعاب على شبكة نتفليكس أنها لا تكشف أبداً عن عدد الأشخاص الذين يشاهدون أياً من عروضها، تاركةً المسألة إلى منافسيها في المجال والإعلام لملء الفراغات. ويعني هذا النهج أن شركة خدمة البث هذه لا يتعيّن عليها الكشف عن أيٍّ من عروضها أثير حوله ضجة، ومع ذلك لم يلقَ رواجاً عند الجماهير، وفي الوقت نفسه تتجنب المقارنات المباشرة بين شعبية عروضها وحجم الجمهور الذي تتمتع به البرامج على القنوات التقليدية.
وقال متحدث باسم "بي بي سي" إنَّ المصدر الذي استند إليه هول للحصول على نسب المشاهدة هذه هو استطلاع رأي وطني تمثيلي أجرته الهيئة العام الماضي (2018)، والذي سُئِل خلاله البريطانيون عما إذا كانوا قد شاهدوا على الأقل 15 دقيقة من مسلسل The Crown. ومن جانبها، رفضت Netflix التعليق على الأرقام.
من المخطط أن يستمر مسلسل The Crown، الذي يرصد فترة حكم الملكة إليزابيث منذ السنوات الأولى وحتى وقتنا الحالي، 6 مواسم بميزانية يُشاع أنها تبلغ 100 مليون جنيه إسترليني. وأثار المسلسل الدرامي، الذي ألفه بيتر مورغان، ضجة واسعة في أنحاء العالم، واعتُبِر أنه انعكاس لبيئة إعلامية يفضل فيها أبرز فناني التلفزيون البريطاني العمل لدى شركات خدمات البث ووفق ميزانية ضخمة بدلاً من العمل لإنتاج محتوى لوسائل البث العام المحلية.
وجاء موقف هول الهجومي ضد نتفليكس تزامناً مع مطالبته هيئة BBC بتحسين المحتوى الذي توفره على الإنترنت، والاستعداد لعهد لن يشاهد فيه الجمهور، الذي يدفع مقابل خدمات البث، قنوات التلفزيون المباشر أبداً.
وقال هول إنَّ BBC وغيرها من محطات البث العام عرضت محتوى بريطانياً مميزاً لن توافق نتفليكس ولا أمازون أبداً على عرضه. ومع ذلك، احتج بأنَّ محطات البث التقليدية تواجه عراقيل بسبب الضوابط الإعلامية المُشدَّدة التي لا تسري على الفيديوهات المنافسة التي تُعرَض على شبكات الإنترنت.
وأضاف: "المشهد الذي نعمل فيه تغير بدرجة تفوق التصور خلال العقد الماضي. لكن الضوابط المفروضة علينا ما زالت في غالبها كما هي".
وتابع هول أنَّ إجمالي ما تنفقه "بي بي سي" على المحتوى التلفزيوني خلال عام يُقدَّر بنحو 1.5 مليار جنيه إسترليني، وهو ما يتركها تنازع من أجل المنافسة. وقال: "يقدر محللون أنَّ نتفليكس أنفقت ما يصل إلى 13 مليار دولار أمريكي على الأفلام والعروض العام الماضي (2018). بينما يبلغ ما تنفقه أمازون على المحتوى المعروض 5 ملايين دولار. وتفيد تقارير بأنهما خصصا مليار دولار أمريكي لمسلسل Lord of the Rings، الذي سيضم 5 مواسم. بينما تخصص ديزني ميزانية 100 مليون دولار أمريكي للموسم الواحد من مسلسل Star Wars".
ودافع هول أيضاً عن خطط إضافة عروض BBC إلى خدمة بث BritBox الجديدة التي تتطلب الدفع مقابل مشاهدة المحتوى، وذلك بعد انتهاء بثِّها على خدمتها "آي بلاير"، التي ستتطلب دفع مبلغ ما، إضافة إلى 154.50 جنيه إسترليني قيمة الاشتراك السنوي. وقال إنَّ هذه هي النسخة الحديثة لدفع "القليل من المال الإضافي" من أجل الحصول على دي في دي لأحد عروض "بي بي سي" بمجرد انتهاء بثِّها.
من جانبها، أعربت أليكس ماهون، المديرة التنفيذية للقناة الرابعة، في كلمة أمام المؤتمر، عن توقعاتها بأن تنضم القناة التي تديرها إلى قناة ITV وBBC كجزء من مشروع BritBox في الوقت المناسب.