يبدو أن خلط السياسة بأي حدث قادر على إحداث أزمة به، حيث قطعت بكين بث تغطية جائزة الأوسكار الصينية بعد مطالبة الفائزة باستقلال تايوان.
إذ شهدت النسخة الصينية من حفل توزيع جوائز الأوسكار (Golden Horse Awards) آخرَ المواقف المشتعلة في العلاقات المتوترة بين تايوان والصين، بعدما تطرّقت مُخرجةٌ فائزةٌ في الحفل إلى الوضع السياسي للجزيرة.
قطع بث تغطية جائزة الأوسكار الصينية
بدأت الأزمة بدعوة المخرجة الوثائقية "فو يوي" إلى الاعتراف بتايوان ككيان مُستقلٍ، خلال خطاب قبولها في المنافسة السينمائية، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
حيث قالت وهي تحاول السيطرة على دموعها: "إنها أكبر أمنية لي بصفتي تايوانية"، ولكن سُرعان ما تم حجب خطابها عن شاشة التلفزيون الصيني وانقطع البث المباشر والتغطية.
هذا الخطاب أتبعه منع السلطات الصينية مواطنيها من المشاركة في المسابقة في العام المقبل، حسب تقارير أفادت بها وسائل إعلام تايوانية.
استقلال تايوان مقابل تمسك الصين بكونها جزءاً من أراضيها
تزعُم الصين منذ عقدِ من الزمان أن تايوان تُعدُّ جزءاً من أراضيها، إلا أن الجزيرة تتمتّع بحكم مُستقل منذ عام 1949.
وخلال العقدين الماضيين صار لها نظامٌ ديمقراطيٌّ مزدهرٌ على النقيض من حكومة بكين السلطوية.
ويتّخذ المسؤولون الصينيون موقفاً عدائياً من اقتراحات الاستقلال التايواني، ويبذلون قصارى جهدهم لإسقاط حلفاء تايوان الدبلوماسيين.
ويأتي هذا الجدل قبيل الانتخابات المحلّية التايوانية، التي يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها استفتاءً على حكم الحزب الديمقراطي التقدّمي المؤيّد للاستقلال.
التفاعل مع مطالبة الفائزة بـ"استقلال تايوان"
The #GoldenHorseAwards for Best Documentary goes to "Our Youth in Taiwan" by Fu Yue. pic.twitter.com/vwANMo2TIO
— Ministry of Culture 🇹🇼 (@CulturalTaiwan) November 17, 2018
سُرعان ما انتشر الجدل على الإنترنت وانقسمت الآراء بين من أشادوا بموقف المُخرجة فو ومن أدانوا أفعالها.
بعد تصريحات فو، ردد الممثل الصيني الشهير تو مين موقف بكين بشأن وضع الجزيرة، مشيراً إليها بعبارة "تايوان – الصين"، ما أثار الانتقاد الشديد من الرئيسة التايوانية تساي إنغ- ون.
إذ كتبت تساي في منشور: "نحن لم نقبل أبداً عبارة "تايوان الصين"، ولن نقبلها أبداً، فتايوان ببساطة هي تايوان".
وأضافت قائلة: "أنا فخورة بمسابقة Golden Horse Awards التي انعقدت بالأمس، التي سلّطت الضوء على حقيقة أن تايوان تختلف عن الصين، وحُريتنا وتنوّعنا هو السبب وراء حرية الإبداعات الفنية على هذه الأرض".
كذلك تفاعلت الممثلة الصينية فان بينغبينغ التي اختفت في وقت سابق من العام وعادت بعد الاعتراف بالتهرّب الضريبي.
ونشرت على حساب غير نشط منسوب لها بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً لخريطة الصين مصحوبة بعبارة "الصين لا يمكنها فقدان جزءٍ منها".
يُشار إلى أن تلك الصورة قد نُشِرت لأول مرّة قبل عدّة سنوات من قِبل رابطة الشبيبة الشيوعية، وشهد الاتجاه القومي تصاعداً ملحوظاً في عهد الرئيس شي جين بينغ.
الأزمة السياسية تُقحم في الرياضة أيضاً
وربما كانت الحماسة الوطنية سبباً في ضياع المركز الأوّل من عدّاءة صينية خلال ماراثون مدينة سوتشو، بعدما حاول المنظّمون وضع العلم الصيني في يدها خلال الجولة النهائية من السباق.
وبعد محاولتين فاشلتين وسقوط علم الصين على الأرض -وهي جريمة تؤدّي في حد ذاتها إلى السجن لمدة ثلاث سنوات- احتلّت العدّاة الصينية المركز الثاني بعد منافستها الإثيوبية، حيث وصلت إلى خط النهاية متأخرة 5 ثوان.