رُبما ليست حرباً لا نهائية، كما يوحي اسم الفيلم، لكنَّها بالفعل حربٌ ضخمة كما تؤكد أحداث وتفاصيل هذا الفيلم المليء بالعنف، والخيال، واللامنطق في آن معاً. بالإضافة إلى المتعة السريالية المعتادة في أفلام شركة Marvel.
فيلم "حرب لا نهائية" الذي بدأ عرضه في دور العرض هو أحد أفلام سلسلة Avengers التي انطلقت في العام 2015.
Avengers: Infinity War هو معركةٌ ضخمة قدم فيها الأخوان أنتوني وجو روسو مُخرجا العمل لمساتٍ تذكر بفيلم الخيال "عودة الملك " Return of the King، أحد أفلام سلسلة سيد الخواتم للكاتب جون تولكين والمخرج بيتر جاكسون، والذي تم إنتاجه في العام 2003.
كما يذكر الفيلم الجديد ببعض أجواء فيلم Harry Potter and the Deathly Hallows ضمن سلسلة هاري بوتر للكاتبة جيه كيه رولينغ. حيث يقدم الفيلم مشاهد تحمل قدراً كبيراً من الإثارة، إلى جانب بعض مشاهد الكوميديا الخفيفة المُسلية.
الحرب الكونية بين القوى الخارقة وقوى الشر
ويقدم الفيلم الجديد مواجهةً هائلة بين قوى شرٍ كونية، وفريقٍ من الأبطال الخارقين في عالم مارفل، الذي يقدم سلسلة من الأفلام يقوم بها هؤلاء الأبطال الخارقون منذ فيلم Iron man أو الرجل الحديدي، الذي تم إطلاقه في العام 2008. لكن فريق مارفل في هذا الفيلم الجديد أصبح أكثر تعقيداً نتيجة ميل دكتور سترينغ – أحد شخصيات الفيلم المهمة -، إلى استنساخ نفسه في لحظات الضغط في المعركة، والذي أدى إلى ازدحام الفيلم بعدد كبير من الأبطال الذين يتصادمون كثيراً بدلاً من التوحد لمواجهة الشرير.
الجزء الثاني من سلسلة Avengers؛ يدور حول محاولة الشرير ثانوس (جوش برولين)، السيطرة على الأحجار الستة الأبدية؛ العقل، الروح، الزمن، القوة، الفضاء، والحقيقة، للتحكم في العالم بأكمله بعد تدمير كوكبه تيتان. هذه الأحجار بحوزة البطل فيغين (بول بيتاني)، وفي نجاح فوز ثانوس في السيطرة على هذه الأحجار، سيصبح بإمكانه تدمير نصف الكائنات الحية في العالم، حسب تقرير لموقع Variety.
وتظهر هوية الفيلم الخاصة من خلال التحكم البارع في إيقاع الأحداث؛ وتنوع اللحظات الفنية فيه. ففي لحظةٍ ما يحمل الفيلم طابعاً تراجيدياً، وفي اللحظة التي تليها، يُقدِّم الحكمة مع وجود بعض اللحظات المبهجة، على الرغم من جو الصراع الذي يحكم تفاصيل الفيلم.
تهديد العملاق الشرير "ثانوس"
في الفيلم، يتعرَّض كوكب الأرض للتهديد من كائن عملاق وشرير ذي ذقنٍ أخدودية ضخمة يُدعى ثانوس. وقد تمكن ثانوس من الحصول على جميع الأحجار السحرية الأبدية، ووضعها في الثقوب داخل قفازه المُصمم لذلك خصيصاً، والتي يوظفها للحصول على القوة المُطلقة لتدمير أي شيء في الكون يرغب في تدميره.
ولدى ثانوس رغبةٌ في إبادة نصف الكائنات الحيَّة العاقلة في الكون، بدعوى تمكين النصف الآخر من الحصول على طعامٍ يكفي لتناوله، لكنَّه في الواقع يريد أن يفعل ذلك حتى يخضع له النصف الآخر.
وخلافات الغيرة في فريق الأبطال
وفي مواجهة الشرير ثانوس يقف فريق الأخيار المليء بالأبطال، الذي لا ينتمي أفراده لفريقٍ واحد بل يأتون من عدة تحالفات مختلفة، ويميل فيها الذكور المهيمنون للشجار فيما بينهم . فهناك دكتور سترينغ (بينديكت كامبرباتش) والرجل الحديدي توني ستارك (روبرت داوني جونيور) اللذان يغيظان بعضهما البعض ويتباهيان بتفوقهما الفكري.
ثم يظهر الرجل العنكبوت (توم هولاند) ليُزعجهما بميله إلى ثقافة البوب كعادة شباب جيل الألفية، فيما يجد ثور (كريس هيمزوورث) نفسه مُضطراً إلى العمل مع حراس المجرَّة أبطال فيلم Guardians of the Galaxy، بينما يخشى ستارد لورد (كريس برات) سطوة الإله ثور، ويحاول تعويض ذلك بالتحدث بصوتٍ رخيم.
تمر المشاهد والمواقف سريعاً كحلمٍ غريب ومثير. وتشمل رحلةً مُفاجئة إلى واكاندا الأسطورية، وعالمها السري وتقنيات الجراحة عالية التقنية فيه. ويُحيِّي الفهد الأسود (شادويك بوسمان) الزائرين بسلوكه الشاعري المُعتاد وهدوئه الملكي.
لكن تكدس هؤلاء الأبطال الخارقين لا يعني النجاح
يشوب الفيلم كما يري بيتر برادشو الناقد في صحيفة The Guardian البريطانية بعض من الارتباك؛ إذ تتصادم مجموعات الأبطال الخارقين بدلاً من التوحد في مواجهة الخطر، ويعتقد كلٌ منهم أنَّ الآخر يعمل لصالح ثانوس. فيصرخ أحدهم بشكلٍ غريب قائلاً: "من سيدك؟" ليأتي ردٌ ساخط: "هل تقصد يسوع مثلاً؟". لكن ثور هو الإله الوحيد الموجود بالفيلم، وحتى هو لا يضمن نتيجة الصراع، فهي متروكة لميزان القوى الكوني.
من ناحيةٍ أخرى لا يعني تكدس هؤلاء الأبطال الخارقين معاً في فيلمٍ واحد ضمان النجاح. لكن الفيلم واعد رغم صخبه الشديد. لأنَّه فقط فيلمٌ ممتع بدرجةٍ كبيرة، ويبدو واثقاً في أساطيره الطيعة التي صنعها حوله، وإيقاع سوداوية أحداثه المروعة.
