في خمسينات القرن الماضي، وتحديداً العام 1958، نشأ مفهومُ الموسيقى التجريبية، على يد العازف جون كيدج، بالولايات المتحدة الأميركية، لرغبته في التحرر من القواعد الكلاسيكية، والابتعاد عن شكل الموسيقى الموجود وقتها.
انتقلت الموسيقى التجريبية إلى العالم العربي، لكنها ظلت بعيدة عن مهرجان أو ملتقى يجمع العازفين لعرض أعمالهم.
وظل الحال كذلك حتى قرر الشابَّان اللبنانيان مازن كرباج وشريف صحناوي في العام 2001 إقامة مهرجانٍ سنويٍّ في بيروت، يجمع فرقَ ومغنِّي الموسيقى التجريبية في العالم، لتشجيع العرب على عرض موسيقاهم، وخلق تعاون بينهم وبين العازفين الأجانب.
"مهرجان ارتجال"، هكذا سمَّوْه، يُقام بين مارس/آذار وأبريل/نيسان من كلَّ عام، ليقدم الموسيقى الكلاسيكية المعاصرة، والارتجال الحر، والموسيقى التجريبية، والجاز الحر.
#irtijal18 | Day 3 | Thursday April 5th, 2018 at @ZoukakTheatre | Ilvy a newly-formed Lebanese #postrock #quartet with style varying from heavy #instrumental tracks to #ambient #soundscapes pic.twitter.com/a7ckJzWIO3
— Irtijal (@irtijal) March 31, 2018
عروض المهرجان 2018
المشاركون هذا العام كثر، من بينهم العازف اللبناني رائد ياسين، (أقدم المشاركين) من خلال عرض قطعٍ موسيقية يختلط فيها اللحن الشرقي بالغربي.
كذلك يشارك فريق "أطلس"، الذي نرى فيه نوعاً من الرقص التجريبي، تؤديه ليا طويل على إيقاع عزف الكمان لمايك خوري.
ومن بين المشاركين أيضاً المؤدية السلوفينية إيرينا تومازين، التي تُعرَف بتأدية العديد من الأصوات بنفسها، وهذا العام تقدم أعمالاً تحت شعار "للصوت أجساد كثيرة، وللجسد أصوات كثيرة" .
وسيُشارك لأول مرة فريق "كرخانة"، الذي يضمُّ عازفين من عدة دول؛ موريس لوقا من مصر، أوموت تشالار من تركيا، إضافة إلى مازن كرباج، أحد مؤسسي المهرجان، ويهتم الفريق تحديداً بالموسيقى الشعبية المصرية.
يمكنكم التعرف على كافة العروض من خلال الرابط.
العرب والموسيقى التجريبية
ولا تنحصر الموسيقى التجريبية بالعالم العربي في المهرجانات فقط؛ إذ ظهر العديد من مقدمي هذا النوع من الموسيقى، سواء كأفراد أو فرق، أطلقوا لخيالهم العنان لتجريب ودمج الأنواع المختلفة من الآلات والألحان.
من بين التجارب البارزة، رامي أبادير، وهو عازف غيتار مصري، تندرج أعماله تحت بند الموسيقى الإلكترونية التجريبية.
مشروع آخر جدير بالاهتمام، هو "هيلو سيكاليبو" Hello Psychaleppo، للعازف السوري ابن مدينة حلب "سامر صايم الدهر"، كما يسمِّي نفسه.
وتتميز موسيقاه بالجمع بين الموسيقى العربية القديمة والموسيقى الإلكترونية.
كذلك تجربة "حمندي" أو حمد إبراهيم، عازف الغيتار البحريني، الذي تخصَّص في الموسيقى الإلكترونية وموسيقى الميتال.
كما لا يزال هناك العشرات من الفرق من مختلف الدول العربية، التي وإن اتَّسمت موسيقاها بالتحرر، إلا أن لكل منها طابعاً خاصاً يُميِّزها عن الآخرين.