مرة أخرى يقترب العرب من حلم الحصول على جائزة الأوسكار، أعرق الجوائز السينمائية العالمية، بعد أن صدرت الثلاثاء الـ23 من يناير/كانون الثاني 2018 القائمة القصيرة التي ضمت لبنان لأول مرة لنيلها عن فئة أفضل فيلم أجنبي لعام 2017 وهو فيلم يحمل اسم "إهانة" للمخرج الفرنسي اللبناني المثير للجدل زياد دويري.
وصدرت قائمة الأفلام الأجنبية ضمن قائمة ضمت كل الأعمال المرشحة للجائزة لعام 2018.
وكانت لجنة أكاديمية علوم فن صناعة السينما والأفلام القائمة على الجائزة، قد أعلنت عن للأفلام المرشحة لنيل الجائزة " "قائمة طويلة"" التي ضمت "إهانة" أو "القضية 23" مع 8 أفلام أجنبية أخرى منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2017، لكن القائمة القصيرة أقصت عدة أفلام وأبقت على 5 فقط منها الفيلم اللبناني.
ومن أهم الأفلام التي أقصيت، فيلم إسرائيلي أثار الغضب في إسرائيل ذاتها لأنه يسخر من الجيش والخدمة العسكرية FOXTROT فاز بجائزة الأسد الفضي ثاني أهم جائزة في مهرجان البندقية لعام 2017، للمنافسة على الجائزة.
وسيقام الاحتفال في هوليوود بمدينة لوس أنجلوس الأميركية في الـ4 من مارس آذار من عام 2018 في الحفل السنوي الـ 90 لها، بحضور نخبة صناع الفن السابع وأبطال السينما من كل أنحاء العالم في الحفل الذي يحضره الملايين من البشر عبر قنوات التلفزة في كل أرجاء المعمورة.
يلعب دور البطولة في الفيلم الممثل الكوميدي اللبناني عادل كرم، الذي خرج تماماً من منطقته الكوميدية وقدم شخصية "طوني حنا" صارمة الملامح، والأحداث تقدم قصة اشتباك بدأ صغيراً، لكنه وضع رجلاً لبنانياً مسيحياً مؤيداً لحزب القوات، بزعامة السياسي سمير جعجع، في مواجهة مع عامل فلسطيني يدعى ياسر ويقوم بدوره الممثل كامل الباشا، تصادف وجوده تحت بيت اللبناني في حي "فسوح" بمنطقة الأشرفية ذات الأغلبية المسيحية.
علماً أن الباشا حصل أيضاً على فوز تاريخي للسينما العربية في مهرجان البندقية عام 2017 ، ونال جائزة أفضل ممثل فيه عن دوره في "إهانة".
فيلم سوري وثائقي
وهناك فيلم سوري على قائمة الأفلام المرشحة لنيل جائزة أفضل فيلم وثائقي يحمل اسم Last Men in Aleppo للمخرجين فراي فايد وستين جوهانسين.
الفيلم يرصد حياة 3 شباب سوريين آثروا البقاء في مدينة حلب المنكوبة، وهم من مؤسسي "الخوذ البيضاء" التي أخذت على عاتقها مهمة إسعاف الجرحى وإنقاذ الناجين من القصف على مدى خمس سنوات.
الشباب وهم خالد وصبحي ومحمود يصورون في الفيلم يوميات حياة عاشوها مع الموت في كل مكان، ويرصدون صور الحياة تحت حصار قاتل.
قصة العرب مع الأوسكار
وكان العرب اقتربوا من الأوسكار مع ترشح فيلم ذيب الأردني لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي لعام 2016، حيث توفرت فيه عناصر العمل المتكامل وظهرت البيئة العربية للبداوة بكل قوة، بالإضافة إلى جمال الأداء وإنسانية القصة، لكن الفيلم خسر لصالح فيلم من هنغاريا حمل اسم Son of Saul.
وكذلك خسر في عام 2016 فيلم السلام عليكِ يا مريم الذي شاركت به فلسطين عن فئة الأفلام القصيرة لصالح فيلم S T U T T E R E R الذي يحكي قصة شاب يعاني من صعوبة في النطق ويعيش وحيداً.
ولم يكن شق طريق العرب نحو الترشح أو الفوز بالأوسكار هيّناً، فهم وعلى مدى سنوات حاولوا حجز مكان لهم في هذه المنصة الفنية العريقة، خصوصاً أن العوائق ليست بسبب قلة الموهبة أو الإمكانيات المادية.
ورغم مشاركة العرب بأعداد كبيرة من الأفلام على مدى العقود الماضية في المسابقة فإن عدد المرات التي ترشح فيها فيلم عربي لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي كانت ضئيلة تماماً كما هو الفوز.
فالسينما المصرية على سبيل المثال، وهي معقل السينما العربية، قامت على مرّ العقود الماضية بالتقدم بـ29 عملاً فنياً للترشح للجائزة، ولم يفز بالترشح أي منها لنيل جائزة الفيلم الأجنبي.
وكان فيلم "باب الحديد" للمخرج يوسف شاهين هو أول فيلم يشارك بترشحه للجائزة من الوطن العربي وأول مشاركة في تاريخ إفريقيا عام 1959، وهو بالتالي أول فيلم لا يصل إلى الترشح من قبل أكاديمية الفنون القائمة على الجائزة.
أول فيلم عربي يتقدم للترشح لنيل الجائزة ولم يتم اختياره
ولا يبدو أن المشهد الفني بالنسبة للعرب قد تغير كثيراً على مر العقود الـ6 وعشرات الأفلام التي شاركت في المسابقة العريقة، على مدى هذه السنوات الكثيرة تمكنت 10 أفلام فقط من الترشح لنيل الجائزة.
فاز فيلم واحد منها موّلته دولة الجزائر عام 1969 عن فيلم جزائري – فرنسي يحمل اسم Z بالجائزة، لكن الفيلم كان يحكي عن قصة اغتيال سياسي يوناني لم يمثل الثقافة العربية ولم يحكِ قصة عربية، ولم يظهر فيه ممثلون عرباً وأخرجه المخرج اليوناني كوستا غافراس، لكن الجزائر تقدمت به لنيل الجائزة كمنتج وفازت.
أول فيلم يفوز بالأوسكار من إنتاج الجزائر
وكذلك كانت هوية 3 أفلام أخرى منها فيلم إيطالي – فرنسي يحمل اسم LE Balشاركت الجزائر في إنتاجه، وترشح لنيل الجائزة عام 1983، ويجسّد حقبة الخمسينيات في فرنسا عبر حفل راقص يحضره طبقات مختلفة من المجتمع الفرنسي.
فيلم شاركت الجزائر في إنتاجه وترشح للأوسكار
وفيلم فرنسي آخر عام 1995 يحمل اسم Dust of Life الذي شارك في إخراجه وكتابته الجزائري رشيد بوشارب، ولم يحك قصة عربية، بل تحدث عن مجموعة من المقاتلين الأميركيين من أصول آسيوية والحياة التي عاشوها بعد انتهاء خدمتهم في حرب فيتنام.
فيلم من إنتاج الجزائر
وهناك فيلم Timbuktu عام 2015 الذي تقدمت به موريتانيا لأول مرة للترشح لنيل الجائزة عن أفضل فيلم أجنبي، والذي قام السينمائي الموريتاني عبدالرحمن سيساكو بالمشاركة في كتابته وإخراجه، لكنه صوّر في مالي ويتحدث عن تاريخ تمبكتو الحديث.
فيلم موريتاني
فيما يلي الـ4 أعمال التي ترشحت لنيل الجائزة وكانت تناقش موضوعات من البيئة العربية:
Paradise Now الجنة الآن
هذا الفيلم أخرجه وشارك في كتابته المخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد، ونال عنه جائزة "غولدن غلوب" عام 2005 عن أفضل فيلم أجنبي. ويحكي قصة شابين قررا القيام بعملية انتحارية داخل إسرائيل ورحلتهما من الضفة إلى تل أبيب.
Days of Glory 2006
هذا الفيلم أخرجه السينمائي الجزائري رشيد بوشارب، ويلقي الضوء على دموية الاحتلال الفرنسي للجزائر إبان الحقبة التي استعمرت فيها فرنسا تونس والمغرب والجزائر، عن طريق رصد حياة مجموعة من الرجال من مواطني هذه الدول وانخراطهم في الخدمة العسكرية بالجيش الفرنسي إبان الحرب العالمية الثانية.
Outside the Law 2010
يعتبر هذا الفيلم امتداداً لفيلم رشيد بوشارب Days of Glory، حيث يكمل قصة حرب التحرير الجزائرية التي أعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية من خلال رصد حياة 3 أخوة جزائريين.
Omar
2013
في هذا الفيلم يعالج المخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد نفس قضايا الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال، لكن من خلال قصة حب شاب مقاوم، ومحاولاته لتجاوز الجدار العازل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية، وذلك من أجل أن يستطيع مقابلة فتاة وقع في غرامها.