أمر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، بإطلاق اسم المغني والملحن المصري الراحل محمد فوزي على المعهد الوطني العالي للموسيقى بالجزائر، فضلاً عن منحه "وسام الاستحقاق الوطني" ما بعد الوفاة.
ونقلت الإذاعة الجزائرية حسب خبر أوردته وكالة رويترز، عن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قوله، في ندوة حول التراث المادي واللامادي في الجزائر العاصمة: "يأتي هذا التكريم في إطار تخليد ذكرى مرور 60 عاماً على تأليف نشيد (قسماً)، وكذلك عرفاناً من الجزائر بمن قدموا لها الدعم والمساعدة، في وقت كان يتطلب ذلك".
وضع شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا (1908-1977) كلمات النشيد الوطني، فيما تولَّى محمد فوزي (1918-1966) تلحينه في 1956.
وقال ميهوبي إن إطلاق الاسم على المعهد، ومنح الوسام سيكون "في وقت لاحق، ربما قبل نهاية السنة الجارية 2017".
وأضاف أن عائلة المغني والملحن المصري الراحل وافقت على وضع حقوق لحن النشيد تحت تصرف الدولة الجزائرية بشكل نهائي.
تبرع لتلحينه
وبحسب الخبر الذي نقلته "الأهرام" المصرية فإن قصة النشيد الوطني للجزائر عام 1956 بدأت عندما طلب عبان رمضان، أحد قادة الثورة الجزائرية، من الشاعر مفدي زكريا، كتابة نشيد وطني، يعبر عن ثورة الجزائر.
وخلال يومين فقط تم تجهيز نشيد "قسماً بالنازلات الماحقات"، وتم نقله للقاهرة لتلحينه بشكل قوي، وتبرَّع الفنان محمد فوزي بتلحين النشيد هديةً للشعب الجزائري، الذي اقتنعت به جبهة التحرير، واعتبرته لحناً قوياً في مستوى كلمات النشيد.
وعن هذا اللحن علق أحد الجزائريين على نسخة للحن على يوتيوب قائلاً: نحن الجزائريين معترفون أننا محظوظون، ومفتخرون بهذا اللحن الرائع، الله يرحم الموسيقار والعبقري المصري محمد فوزي، وهذا يعد شرفاً عظيماً لنا كجزائريين".
اكتئاب
ويعد فوزي أحد أبرز الفنانين المصريين في القرن العشرين، إذ تنوع إنتاجه بين الغناء والتلحين والتمثيل، وأسَّس شركة إنتاج سينمائي باسم (أفلام محمد فوزي)، وشركة (مصر فون) لإنتاج الأسطوانات الموسيقية، التي خضعت للتأميم لاحقاً. وكان الراحل شقيق المغنية والممثلة هدى سلطان.
واشتهر فوزي بأغانيه الرومانسية والوطنية والدينية، خاصة بعد ثورة يوليو 1952، كما أسهم في توجيه ضربة لشركات الأسطوانات الأجنبية، عندما أسس شركة "مصر فون" لإنتاج الأسطوانات عام 1958، وتفرَّغ لإدارة شركته الجديدة، التي أنتجت أغاني لكبار المطربين، منهم محمد عبدالوهاب، والمطربة ليلى مراد، ونازك وهدى سلطان، وكانت شركته تبيع الأسطوانة بسعر خمسة وثلاثين قرشاً، في حين كانت الشركات الأجنبية تبيع الأسطوانة بـتسعين قرشاً.
تم تأميم شركة محمد فوزي، عام 1961، وتم تعيينه مديراً لها بمرتب 100 جنيه، الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد، كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة، التي انتهت برحيله بمرض سرطان العظام في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1966م، لينتهي لحن حياة فوزي بنهاية هادئة، بعيداً عن الأضواء.