انتقمت من كيم وكاتي.. وحصدت 75 مليون مشاهدة في 3 أيام.. ممن استوحت تايلور سويفت فكرة الأغنية الجديدة؟

وقد حقَّقت الأغنية نجاحاً لافتاً قارب الـ76 مليون مشاهدة في 3 أيام، وأكثر من 50 مليون لفيديو آخر لكلمات الأغنية في غضون 6 أيام فقط، حتى جعلها تتصدر المشاهدات اليومية على موقع يوتيوب، فيما أكد يوتيوب أن هذا الرقم أكبر تدشين يصدر في تاريخ الموقع.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/30 الساعة 10:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/30 الساعة 10:06 بتوقيت غرينتش

طرحت النجمة الأميركية تايلور سويفت أغنية منفردة بعنوان Look What You Made Me Do، استعداداً لألبومها القادم Reputation، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

وقد حقَّقت الأغنية نجاحاً لافتاً قارب الـ76 مليون مشاهدة في 3 أيام، وأكثر من 50 مليون لفيديو آخر لكلمات الأغنية في غضون 6 أيام فقط، حتى جعلها تتصدر المشاهدات اليومية على موقع يوتيوب، فيما أكد يوتيوب أن هذا الرقم أكبر تدشين يصدر في تاريخ الموقع، بحسب موقع Billboard.



هذا النجاح استغلّته سويفت في فيديو كليب مصوّر، حقق عدداً هائلاً من المشاهدات تخطى الـ30 مليوناً خلال أول يوم فقط، و3 ملايين مشاهدة جديدة كل ساعة لتصبح الأغنية رقم واحد عالمياً التي تصل لهذا الرقم في يوم واحد من طرحها؛ فلم تبلغ هذا النجاح الساحق في المدة نفسها أي من الأغاني المليارية الشهيرة، مثل Hello لأديل أو Despacito للويس فونسي.

رسائل خفية في كليب سويفت



حفل الفيديو كليب بالعديد من المشاهد المثيرة للجدل، مثل التيشيرت الذي ارتداه الراقصون وهو يحمل كلمة I Heart TH، في ردٍّ رومانسي منها على النجم البريطاني توم هيدلستون، الذي شوهد هذا الصيف على الشاطئ مرتدياً تيشرت يحمل جملة I Heart TS.

إلى جانب ظهورها في أحد المشاهد بشعر قصير أشقر، في مقاربة للنجمة كاتي بيري. ومشهد آخر لسويفت في بانيو ممتلئ بالألماس، ودولار واحد فقط يبرز بجوارها، إشارة إلى التعويض الذي حصلت عليه منذ أسابيع عن قضية ربحتها أمام المذيع ديفيد مولر، الذي فقد وظيفته بعد اتهامها له بالتحرش الجنسي.

كما كان لكيم كارداشيان رسائل أخرى في الكليب، إذ ظهرت تايلور في حوض استحمام مليء بالألماس، كتلميح إلى حادثة السطو التي تعرضت إليها كارداشيان في فرنسا، كما استعانت بالأفاعي، كتلميح آخر عن يوم الأفاعي العالمي التي أعلنت عنه كارداشيان، وذلك في ردٍ منها على الخلاف الذي نشب بين سويفت وبين زوج كارديشيان ويست بعدما أصدر الأخير أغنية Famous، وتم التلميح فيه بطريقة مسيئة إلى سويفت.

لماذا حقق فيديو كلمات الأغنية كل هذا النجاح؟




لم يكن الفيديو كليب فقط هو المثير للانتباه، لكن الأغنية نفسها جذبت جمهوراً كبيراً، حين طرحت أولاً فيديو لكلمات الأغنية، بنمط كتابة مميّز لفت الأنظار بشدّة.

فقد ذكّر أسلوب الفيديو المتابعين بأفلام شهيرة استخدمت السمة نفسها، مثل Vertigo، وNorth by Northwest لهيتشكوك، وSpartacus لستانلي كوبريك، التي صنعها جميعاً أحد أهم مبدعي الأفيشات والتترات الخالدة، وهو المصمم العالمي سول باس.

مَن الفنان سول باس وما أهم أعماله؟



"أعتقد أن الجمهور يجب أن يندمج مع أحداث الفيلم من المشهد الأول، ولا ينبغي أن يتجاهل التترات أو يعدها فترة للدردشة أو أكل الفيشار؛ بل أن يهيئ التتر جوّاً نفسياً يجعل الجمهور مترقّباً في انتظار الأحداث".

ولد سول باس عام 1920، ودخل في مجال تصميم الأفيشات والتترات في بداية الخمسينات، ومعها أحدث طفرة نوعية كبيرة غيّرت نظرة الجمهور وصناع السينما أيضاً لذلك الفن، فانبهر صناع أول فيلم تولى باس تصميم أفيشه Carmen Jones عام 1954 بعمله حتى دعوه لتصميم التترات أيضاً.

كان الفيلم من إخراج المبدع أوتو بريمنجر، وهو أول من انتبه لموهبة باس وتبنّاها فعمل معه بالعديد من الأفلام المتميزة، التي جعلها باس لا تنسى، مثل The Man with the Golden Arm عام 1955، وAnatomy of a Murder عام 1959، ويظهر تأثر فيديو أغنية تايلور سويفت بالأخير تحديداً.

سول وهيتشكوك يكوّنان ثنائياً رائعاً



جذب أسلوب سول باس البصري انتباه المخرج الكبير ألفريد هيتشكوك، الذي طلبه للتعاون معه في أكثر أعماله خلوداً، North By Northwest عام 1959 من بطولة كاري جرانت، وPsycho عام 1960 من بطولة أنتوني بيركنز وجانيت لي؛ فنجح باس في إضافة الغموض إلى هذه الأفلام منذ بوستراتها الدعائية، ثم إلى تتراتها التي أصبحت علامة مميزة لسينما هيتشكوك.

يمكن القول إن هذه البوسترات شكَّلت الإلهام الأكبر في فيديو الأغنية، وسيلحظ ذلك جليّاً في أشهر بوستر لهيتشكوك من إبداع سول باس، وهو لفيلم Veritgo إنتاج 1959، وبطولة جيمس ستيوارت وكيم نوفاك.

مع ستانلي كوبريك



شهدت حقبة الستينات أيضاً تألقاً من سول باس، الذي أصبح أسلوبه البصري الرائد هو سمة لأفلام عديدة خلال تلك الفترة، واستثمر نجاحه مع أبرز مخرجي هذه الفترة ومنهم العبقري ستانلي كوبريك؛ حين صمّم له البوستر الدعائي للفيلم الملحمي الضخم Spartacus إنتاج 1960، وبطولة كيرك دوجلاس، وقد شارك باس في هذا الفيلم إيلين ماكاتورا، منتجة الفيلم ومخرجته المساعدة، التي أصبحت زوجته فيما بعد، وتعاونا في أعمال كثيرة تالية.

خصّ باس ذلك الفيلم ببوستر رمزي آخر لسبارتاكوس قائد ثورة العبيد، يعد ذلك المنشور الدعائي بصمة مميزة ولوحة فنية في حد ذاتها، تؤرخ لفن "المينماليزم"، وهو أسلوب رمزي يستخدم أهم تفاصيل الفيلم ليحتل واجهة البوستر، الأمر الذي يضيف تشويقاً وغموضاً للفيلم.

صمم باس أيضاً بوستراً لفيلم The Shining إنتاج 1980، وبطولة جاك نيكلسون، لكنه لم يرق لكوبريك فاستبعده من حملته الإعلانية، وكشف عنه مؤخراً في معرض لمقتنيات كوبريك.



بداية جديدة برفقة سكورسيزي


حملت فترة التسعينات عودة لتألق سول باس في تصميم التترات، وذلك حين تعاون مع المخرج مارتن سكورسيزي في 3 أفلام من أهم ما أخرج، Goodfellas إنتاج 1990 وبطولة روبرت دي نيرو، وجو بيشي، وراي ليوتا، وCasino عام 1995 لدي نيرو، وبيشي أيضاً مع شارون ستون.



لكن يظلّ أحد أبرز أعمال باس هو التتر الدعائي لفيلم Cape Fear، إنتاج عام 1991، وبطولة نيك نولتي، وروبرت دي نيرو؛ فصممه بشكل يوحي بالتوتر الذي يغلّف الأحداث، وضمَّ إليه أشهر مشاهد الفيلم التي تنعكس على صفحة النهر.



خارج إطار السينما


لم تقتصر إبداعات سول باس على مجال تصميم الغرافيكس والبوسترات، فصمم العديد من شعارات الشركات، مثل الخطوط الجوية الأميركية المتحدة، وWarner للاتصالات، لكن يعدّ أشهر شعار صمَّمه باس هو الخاص بشركة AT&T عام 1983، وظل هذا الشعار هو العلامة التجارية المميزة للشركة حتى اليوم.


توفي سول باس عام 1996، بعد مسيرة حافلة وأسلوب متفرد أنشأ به فن "المينماليزم" الرمزي، الذي ألهم العديد من مصممي الغرافيك، وجددت فكرته الرائدة لتحويل التترات إلى جزء من الفيلم من فكر صناع السينما.

علامات:
تحميل المزيد