مع غروب الشمس فوق مدينة حلب السورية، تدفق المئات على قلعة حلب التاريخية؛ لحضور حفل لم تشهد المنطقة مثله منذ 7 سنوات.
ووقف المطرب شادي جميل، ابن حلب، يغني لمدينته على مسرح القلعة الأثري مساء الثلاثاء 25 يوليو/تموز بمسرح قلعة حلب، أمام جمهور حضر توَّاقاً إلى احتضان الفرح والتفاعل مع الأغنيات الشعبية والقدود الحلبية.
واستعادت قلعة حلب التاريخية نغماتها الموسيقية، للمرة الأولى منذ 7 سنوات، بعد أن كانت حصونها ومدرَّجها ومسرحها الأثري لا يسمع بها سوى دوي القذائف.
واستبدالاً لمشهد المسلحين، الذين كانوا يحاولون على مدى سنوات الحرب لإحكام السيطرة على القلعة، تدفق المئات من الجمهور نحو بوابات المسرح؛ لحجز مقاعد لهم، حيث غصت القلعة بالحضور الآتي من جميع أنحاء حلب.
ووصف المغني شادي جميل هذا الحفل بالحدث الكبير، قائلاً لتلفزيون "رويترز": "اليوم حدث كبير، الناس تحكي عن الجاه، اليوم أنا رأيت الجاه من وراء محبة هذا الجمهور والكم الهائل من الناس. هذه القلعة تعد رمزاً؛ بل فخرنا وتاريخنا. نحن نغني عن التاريخ، نحن اليوم نغني بقلعة حلب التي تمثل كل حلبي شريف".
وأنشد جميل للجمهور أغنيات من التراث الحلبي، كما غنى للقلعة أغنية "مجدك يا قلعة حلب" ولمدينته حلب أغنية "شهباء وش عملو فيكي"، من كلمات الشاعر صفوح شغالة، وألحان جورج مارديروسيان.
وقلعة حلب، هي من أقدم القلاع التاريخية القائمة، وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) على لائحة مواقع التراث العالمي عام 1986.
وخاض الجيش السوري حرباً لحماية القلعة؛ لكونها تشرف من تلتها العالية على المدينة كاملةً.
وترتفع القلعة عن مستوى المدينة نحو 33 متراً فوق تل بيضاوي الشكل، يحيط بها سور حجري فيه 44 برجاً دفاعياً من مختلف الأحجام، بطول يصل إلى 900 متر وارتفاع بنحو 12 متراً.