الإنسانية فى الأفلام الهندية

ومع تمثيل تلك الطفلة المتقن وكأنها مخضرمة في مجال التمثيل، جعلتني أشاهد فى عينيها المنكسرة التائهة آلاف الأطفال، بل الملايين من الأطفال المشردين واللاجئين، ممن أخذتهم موجات الحياة من أحضان أمهاتهم، ولكن شهيدة قابلت لا أجد له وصفاً ذلك الذي ما زال يحمل القوة مع الإنسانية مع الطيبة، يكفي أنها كانت تشعر معه فقط بالأمان.

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/06 الساعة 05:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/06 الساعة 05:27 بتوقيت غرينتش

لن أشعر أبداً بالملل إذا شاهدته أكثر من مرة، هذا الفيلم (باجرانجي بهايجان) من أروع أفلام سلمان خان، ومن أروع أفلام بوليوود عموماً؛ لصدق تلك المشاعر الإنسانية، التي بكينا جميعاً فقدانها لدى معظم البشر الآن.

ومع تمثيل تلك الطفلة المتقن وكأنها مخضرمة في مجال التمثيل، جعلتني أشاهد فى عينيها المنكسرة التائهة آلاف الأطفال، بل الملايين من الأطفال المشردين واللاجئين، ممن أخذتهم موجات الحياة من أحضان أمهاتهم، ولكن شهيدة قابلت لا أجد له وصفاً ذلك الذي ما زال يحمل القوة مع الإنسانية مع الطيبة، يكفي أنها كانت تشعر معه فقط بالأمان.

ليست على دينه، ليست من وطنه، لا يعرف عنها أي شيء، ولكن إنسانيته المفتقدة الآن في ذلك العالم كانت هي دافعه لاصطحاب تلك الطفلة، بالرغم من كل العوائق التي قابلته لترك تلك الطفلة، فإنه لم يفلت يديها طوال الفيلم، وإني لأرى انجذابنا جميعاً للفيلم إلى هذا الحد، هو افتقادنا للشخصية التي قدمها لنا سلمان خان، كم طفلاً لا يجد من يمد له يد المساعدة، الملايين من الأطفال المشردين التائهين، يصرخون ولا أحد يسمع أصواتهم، وجدنا أنه عندما أراد سلمان أن يتمرد على إنسانيته وترك يد شهيدة، فأرادت أن تنال منها تلك الوحوش البشرية، فتلك الوحوش البشرية يوجد منها الكثير الآن في العالم بأسره شغلهم الشاغل، هو تدمير الأطفال، ولكن الإنسانية التي مثلها سلمان فهي عملة نادرة؛ لذلك لن ننساها وسيظل ذلك الفيلم رمزاً للإنسانية.

ولأن الأفلام الهندية متفوقة على نفسها كثيراً، يوجد فيلم آخر بالرغم من اقتباسه من فيلم أجنبي، شاهدت النسخة الأجنبية منه تأثرت كثيراً كثيراً جداً، ولكن عندما رأيت النسخة الهندية استطعت المقارنة بينهما، ولكن الآن ليس هدفي مقارنة، ولكن الآن أريد إيضاح كيف أظهر الفيلم معاناة مريض السرطان وخاصة عندما تكون أماً، فأخذنا فيلم (وي أر فاميلي) إلى موجة إنسانية ضخمة، كيف لهذا المرض اللعين أن يفرق بين أم وأولادها، ومدى معاناتها، وكيف تعاملت مع أطفالها بكل ذلك الوعي.

أوضح لنا الفيلم كيف يجب أن يكون الإخلاص من ناحية الزوج لزوجته المريضة، وكيف يجب أن يقف بجانبها، وبجانب أولاده فى ذلك الوقت، وكيف لهذه المرأة التي تحملت الكثير والكثير من حقها أن يتكاتف الجميع لمساندتها، والأخذ بيديها، في هذه المرحلة، وكيف استطاعت كاجول وكل من في الفيلم بصدق المشاعر والأداء المتقن، توصيل معاناة مريضة السرطان، وشعورها المؤلم لترك أطفالها، وكيف استطاع الزوج أن يقول لجميع الأزواج إن الزوجة في ذلك الوقت لها الحق الكامل بالمساندة والسعادة.

الفيلم الثالث المذهل العبقري وإذا تحدثت عنه فلن أستطيع إيصال مدى روعته، وإتقانه فهو بالتأكيد فيلم بلاك، بطولة أميتاب باتشان، وراني موخيرجي، فالفيلم يصور حالة هيلين كيلر الشخصية الضريرة، التي ولدت صماء وعمياء، وذلك الإبداع فى التمثيل، والإتقان فى الأداء، تم تمثيل تلك الحالة، الصعب التعامل معها؛ لعدم قدرتها على الأكل، والكلام، والرؤية، فكيف لهذه الطفلة أن يتم التعامل معها، وكيف كان لإصرار أمها بجانب معلمها النبيل دور في تحويلها من طفلة صعب التعامل معها بأي شكل من الأشكال، إلى طالبة في الجامعة، حاصلة على الماجستير والدكتوراه، وكيف مكث هذا المعلم النبيل بجوار هذه الطفلة حتى أصبحت على ماهي عليه، ويوضح لنا الفيلم كيف أن هناك أناساً يضحون بحياتهم من أجل أشخاص آخرين بطيب خاطر، ونبل كبير.

للسينما الهندية تاريخ كبير ليست مقتصرة على الرقص والألوان كما يظن الجميع، بل تناقش الكثير من الأمور، التي تؤثر بالإيجاب على مجتمعهم، والتى شاهدناها، وأبكتنا كثيراً، وأضحكتنا، وعشنا معها فهي تقدم للسينما العالمية الكثير.

وأخيراً للسينما العربية متى سنراك هكذا كفى تلك الألوان الرديئة التي تقدمينها لنا واعملوا حقاً على تقديم رسالة الفن كما يجب أن تقدم.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد