انتظرت هذا اليوم بنفسية طفلة تنتظر يوم العيد؛ لأسقي مسامعي عيدية من صوت السلم والحب الطاهر، لأُنسيها أصوات مقدمي الأخبار وهم يرشقونني كل يوم بأعداد الموتى والتفجيرات؛ لتنسيني ما فعله داعش بالناس.
صوت فيروز الذي تألفه كل الأرواح جاء ليسرقنا ساعة من الضجيج والعبث ويأخذنا في رحلة للفردوس.
أذكر صوتها جيداً، فهو يذكرني بكل ما هو لطيف وطاهر، يذكرني بالجبال الشامخة التي يجري في قلبها واد يسقي المتعبين من تسلقه.
ويذكرني بصوت أمي وهي توقظني كي لا أتأخر عن الجامعة لكني آخذ وقتي ووقت الجامعة وأسافر معها لقرى لبنان النظيفة.
يذكرني كذلك بذاك الرجل غير الموجود بعطر المسك، لكنه محارب يدافع عن حبه وأرضه.. يذكرني بلحظات الغضب المحمود وهي تنادي القدس لنا.
فيروز كانت وما زالت السلم والهدوء وتنهيدة الغاضب المتعب من الكون، وحلم العاشق وأمل المحارب، هي من يصح القول فيها الفن.
فيروز شعرت باشتياق الكون لصوتها ولدفئها عادت لتغيث بعمق صوتها البشر من سجن الحروب.
لعل بصوتك يا ملاك تتوقف الحروب ويتذكر الدواعش. صوتك الذي لا بد أنهم سمعوه في طفولتهم وهم ذاهبون للمدرسة أو في مقهى.. فصوتك حتى لو نسيه العقل حفر في القلب وترعرع فيه.. فليتذكروا تلك الصباحات الجميلة قبل أن تعكرها رائحة الرصاص والدماء، فليتذكروا عطر الليمون والياسمين والصنوبر المنبعث من كلماتك.. ودمت يا سيدة لهذا الكون عبيره.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.