توم هاردي في حربٍ مع الجميع قبل النهاية.. Taboo يخطف الأنظار في 2017

ارتبط اسمه في السنوات الأخيرة بالأدوار المعقدة؛ ويثبت مع كل شخصية يجسدها أن لديه موهبة تمثيلية كبيرة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/30 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/30 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش

ارتبط اسمه في السنوات الأخيرة بالأدوار المعقدة؛ ويثبت مع كل شخصية يجسدها أن لديه موهبة تمثيلية كبيرة.

منذ تقديمه لشخصية "أيمز" في Inception عام 2010 -الذي أخرجه الكبير كريستوفر نولان- وانهالت عليه الأدوار، وصار واحداً من أهم نجوم هوليوود، إنه النجم توم هاردي.

بعد النجاح الكبير الذي حققه في الدراما التلفزيونية بتقديمه شخصية ألفي سولمونز في المسلسل البريطاني الناجح Peaky Blinders، قرر هاردي خوض تجربة المسلسلات مرة أخرى، وهذه المرة مع مسلسل Taboo، الذي يُعرض حالياً على قناتي BBC ببريطانيا، وFox بأميركا.



يشارك هاردي في بطولة المسلسل مجموعةٌ كبيرةٌ من نجوم هوليوود منهم: أونا تشابلن، مايكل كيلي، وديفيد هايمان، ومارك جاتس، وجيسي باكلي، وستيفن غراهام، وجوناثان برايس.

المسلسل من تأليف ستيفن نايت، بالاشتراك مع توم هاردي، ووالده إدوارد هاردي. وقام هاردي بكتابة جميع حلقات المسلسل (8 حلقات)، وقد تقاسم مهمة إخراج حلقات المسلسل: كريستوفر نايهولم، وأندريس أنجستورم، إذ أخرج كل منهما 4 حلقات.

قصة المسلسل: ديلايني في مواجهة الجميع


تدور أحداث Taboo عام 1814، عندما يعود جيمس ديلايني (توم هاردي) لإنكلترا، بعد مكوثه بإفريقيا 12 عاماً؛ من أجل حضور جنازة والده هوارث ديلايني، وتسلُّم نصيبه من ممتلكاته.

ومن ضمن ما تركه والده من ممتلكات، جزيرة بشمال أميركا تُدعى "نوكتا ساوند"، وكانت تلك الجزيرة موضع صراع بين كل من بريطانيا، والولايات المتحدة أثناء الحرب المشتعلة بينهم.

نتيجة لغيابه الطويل، كان هناك اعتقاد أن جيمس ديلايني توفي في إفريقيا، وأن أخته زيلفا جيري (آونا شابلين) هي الوريث الوحيد لأبيها، وعلى هذا الأساس، قامت شركة الهند الشرقية -أهم الشركات التجارية الدولية الكبرى بالقرن الـ19- بالاتفاق مع زيلفا على شراء نوكتا ساوند منها لحساب التاج البريطاني.

ولكن عودة ديلايني كانت بمثابة بعثرة لأوراق وحسابات الجميع؛ فجيمس تمسك بالجزيرة ورفض بيعها، رفم عرض شركة الهند الشرقية مبلغ مالي كبير لشرائها؛ ما دفع الشركة لتدبير اغتياله، لكنها فشلت.

يدرك جيمس مدى أهمية نوكتا ساوند بالنسبة للأميركان في حربهم مع التاج البريطاني، ويقرر الاتفاق مع الأميركان سراً على بيع الجزيرة لهم، ودعمهم في حربهم مع بريطانيا، مقابل منحه احتكار تجارة الشاي بأميركا.

وكانتقامٍ من شركة الهند الشرقية على محاولة اغتياله، والتضييق عليه بشكل مستمر، وأيضاً كجزء من اتفاقه مع الأميركان، يقوم جيمس بسرقة كميات كبيرة من البارود من مخازن شركة الهند الشرقية، لصناعة كميات كبيرة من المتفجرات، وتهريبها للأميركان.


مع تقدُّم الأحداث، تظهر لورا بو (جيسي باكلي)، الممثلة المسرحية التي تزوجها هوراس ديلايني -والد جيمس- قبل وفاته بمدة قصيرة، والتي تعود للمطالبة بحقها في ممتلكات زوجها.

كذلك، تأخذ القصة منحنىً غريباً؛ عندما يتكشف لنا وجود علاقة غرامية غامضة بين جيمس وأخته زيلفا جيري، والتي تجعل زوجها ثورن جيري يستشيط غضباً، ويعزم على قتل جيمس. كما تزداد معرفتنا بماضي جيمس الغامض، والعبودية التي عاش بها خلال فترة طويلة من حياته.

مميز ولكن مثير للجدل


منذ عرض الحلقة الأولى بالمسلسل -يوم 7 يناير/كانون الثاني 2017- والمسلسل مستمر فى حصد ردود فعل إيجابية ، سواء من النقاد أو الجمهور.

أكثر ما أثنى عليه النقاد والجمهور، هو تجسيد توم هاردي المُتقن لشخصية جيمس ديلايني، فعلى الرغم من وجود بطء في تقدم الأحداث، وهي النقطة السلبية التي أجمع عليها غالبية متابعي المسلسل- فإن أداء هاردي وحضوره المميز أغنا مشاهدي Taboo عن قلة لحظات التغيير خلال حلقاته.

ومن ضمن الأشياء التي مدحها النقاد الأجواء العامة للمسلسل ككل. فقد نجح المسلسل في أن يجعل المشاهد يعيش داخل ضواحي لندن، والجانب القاتم منها خلال بدايات القرن الـ19، وهو ما يمثل تشابهاً كبيراً مع أجواء روايات الكاتب البريطاني الكبير تشارلز ديكنز.

المسلسل حاصل على تقييم 9.1 على موقع IMDb، و78% بموقع Rotten Tomatoes.

على الجانب الآخر، أثار Taboo الكثير من الجدل حتى قبل بداية عرضه، فيما يخص تصوير شركة الهند الشرقية؛ إذ يقدم للمتفرج شركة الهند الشرقية كشركة لا تعرف أي خطوط حمراء، أو معايير أخلاقية في تعاملاتها، وأن إدارتها على أتم استعداد لفعل أي شيء؛ في سبيل الوصول لأغراضها، وهذا ما انتقده البعض، ورأوا أنه تصوير غير دقيق تاريخياً عن الشركة.

وعلى الجانب الآخر، هناك من يرى أن تصوير Taboo لسياسات وأفعال إدارة شركة الهند الشرقية كان صحيحاً، وليس بعيداً عن حقيقة الشركة، التي انتهجت الكثير من الطرق غير الأخلاقية في أعمالها، وعلى رأسها احتكارها تجارة بريطانيا، وسيطرتها على النصيب الأكبر من التجارة الدولية خلال تلك الحقبة.

فشركة الهند الشرقية –بحسب وصف ستيفن نايت، أحد مؤلفي المسلسل- سيطرت على أقاليم شاسعة على مستوى العالم، وامتلكت من القوة ما لا تمتلكه حالياً كبرى الشركات متعددة الجنسيات، واستخدمت تلك القوة في نيل ما تريد، سواء بأساليب شرعية أو غير شرعية.

تحميل المزيد