انتهى عرض الموسم الخامس من المسلسل الأميركي الشهير "الهروب من السجن"، الذي عُرض على قناة فوكس، لكن هذا الموسم كان الأكثر دراماتيكية كون أحداث المسلسل كانت في الشرق الأوسط وفي اليمن بالتحديد.
الموسم الخامس من مسلسل الهروب من السجن عبارة عن تسع حلقات، وتم تصوير الحلقات في مدينة فانكوفر الكندية وعدة مدن مغربية، منها الرباط، والدار البيضاء وورزازات، التي تعني بالأمازيغية "الهادئة"، وتشتهر ورزازات بتصوير الأفلام السينمائية العالمية في نواحيها، وتلقب بعاصمة السينما، وهي تشبه مدن يمنية بشكل كبير جداً من حيث أشكال السكان، وطراز البناء، ومنظر البيوت.
قصة المسلسل تقوم على تكملة للأجزاء السابقة، فبعد سبع سنوات من وفاة بطل المسلسل مايكل سكوفيلد، يظهر من جديد في العاصمة اليمنية صنعاء في سجن "أوغيغيا" ذي السمعة السيئة، تحت اسم "كانيل أوتيس"، وهو مسجون بتهمة الإرهاب ودعم تنظيم داعش، وقبل سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في الفوضى والحرب، يقوم اثنان من أصدقاء مايكل القدامى وشقيقه لينكولن بوروز وزميل آخر بالمخاطرة بحياتهم من خلال سفرهم إلى اليمن لإعادة مايكل إلى الولايات المتحدة الأميركية، بينما تتزوج سارة زوجة مايكل من عميل سري يعرف باسم "بوسيدون"، وهو المسؤول عن اختفاء مايكل وتزوير وثائق وفاته.
المسلسل الأميركي قدم سجن أوغيغيا كسجن عصري فيه زنازين عديدة ومستشفى، وفي حقيقة الأمر فإن سجون اليمن تعد من أسوأ السجون في العالم من حيث سوء الخدمات والتعذيب الممنهج للسجناء وانتشار الأمراض كالجرب والكوليرا وغيرها.
كما تفاجأ المشاهد اليمني بوجود محطة للقطارات حاول أبطال المسلسل الهروب عن طريقها، وهنا نستذكر كلمة الرئيس اليمني السابق التي قال فيها "فاتكم القطار" في بلد لا قطارات فيه ولا سكك حديدية على الإطلاق.
مسلسل الهروب من السجن عرض عملية التعاون بين وكالة الاستخبارات الأميركية وتنظيم داعش في اليمن، وتزويد الدواعش بالسلاح، على أن وحدة خاصة في وكالة الاستخبارات الأميركية تسمى "فويد واحد وعشرون" تمردت على قرارات وكالة الاستخبارات وأصبحت تتصرف لوحدها وبطريقة فردية بدون إبلاغ الوكالة، عن طريق التعاون مع زعيم التنظيم في اليمن "أبو رمال"، الذي قُتل فيما بعد على يد أصدقاء مايكل، ولعل هذه محاولة لتبرير الأخطاء الأميركية في دعم التنظيم سابقاً، وحالياً تبرير لعمليات قصف الطائرات الأميركية بدون طيار، التي تسببت بمقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء في اليمن.
وبغض الطرف عن مسلسل الهروب من السجن تظل هناك حقيقة مرّة أن الحوثيين بعد انقلابهم المشؤوم وإغلاق أغلب دول العالم لسفاراتها في اليمن ومغادرة البعثات الدبلوماسية والدولية العاملة في اليمن، فقد تحول اليمن لأكبر سجن في العالم، وأغلب اليمنيين لديهم أمنية واحدة هي الحصول على تأشيرة للهروب من هذا السجن الكبير.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.