يصنف الكثيرون النجم الأميركي جوني ديب ضمن أفضل المواهب في جيله، إذ احترف تجسيد الشخصيات شديدة التعقيد، التي تتميز بغرابة الأطوار، ما بين دوره في Edward Scissorhands، وتجسيده لشخصية السفاح في Sweeney Todd، وتألقه في دور المجرم ويتي بولجر في Black Mass.
ديب حقق شعبيةً ساحقةً على مدار سنوات، وأصبحت الكثير من الشخصيات التي قام بتجسيدها أيقونية في تاريخ السينما، لكن رغم ذلك، فلم تحقق أي من تلك الشخصيات طوال مسيرته الفنية نجاحاً جماهيرياً ونقدياً مثلما حققت شخصية "جاك سبارو".
جاك سبارو، الشخصية الرئيسية في سلسلة أفلام Pirates of the Caribbean، إذ صارت من أهم الشخصيات السينمائية خلال القرن الـ 21.
يعود جوني لتجسيد شخصية "سبارو" مرةً أخرى في الجزء الخامس والجديد من سلسلة أفلام Pirates of The Caribbean، بعنوان Dead Men Tell No Tales، ويبدأ عرض الفيلم سينمائياً في 26 مايو/أيار 2017.
يشارك في بطولة هذا الجزء إلى جانب ديب مجموعة ضخمة من النجوم منهم: جيوفري راش، واورلاندو بلوم، وخافيير باردم، وكيفن ماكنيلي، وستيفن غراهام، وكايا سكوديلاريو، وبرينتون ثويتس.
قام بكتابة النص السينمائي للفيلم جيف ناثانسون، أما مهمة الإخراج فتم إسنادها للمخرجين النرويجيين خواكيم رونينغ وإيسبن ساندبرغ.
قصة الفيلم: سبارو في مواجهة الموت
تبدأ أحداث الجزء الخامس من سلسلة Pirates of the Caribbean عندما يقوم الكابتن "سالازار" (خافيير باردم) بالهرب هو واتباعه من مثلث الشيطان، ويُقسم سالازار على قتل جميع قراصنة العالم، وعلى رأسهم عدوه اللدود "جاك سبارو".
أما "سبارو"، فيدرك هو الآخر الخطر الذي صار يحدق به، خاصة بعد أن سيطر "سالازار" واتباعه من جيش الأشباح على العديد من البحار، وقام بتصفية الكثير من القراصنة.
وقد أصبح الأمل الوحيد لسبارو للقضاء على "سالازار" هو امتلاك "سهم بوسيدون" الأسطوري، فمن يمتلك هذا السهم يسيطر على جميع بحار الأرض بما عليها، وهو ما يسعى إليه "سلازار" أيضاً، إذ يرغب في الحصول عليه بأي ثمن؛ حتى يحقق مسعاه.
في رحلة بحثه عن سهم بوسيدون، يقوم سبارو بتكوين مجموعة من التحالفات، فيلتقي بفتاة تُدعى "كارينا سميث" (كايا سكوديلاريو) تقوم بدراسة علم الفلك، وتسعى هي الأخرى للوصول للسهم.
وفي سبيل ذلك، تقوم كارينا بتجميع كافة المعلومات عن كيفية الوصول إليه، وتدون كل ما تتوصل إليه من معلومات وأدلة في مذكرة خاصة بها. كما يقابل سبارو شابا يُدعى "هنري" (برينتون ثويتس)، وهو جندي بالأسطول الملكي الإنكليزي، يسعى لكسر لعنة تمنعه من مقابلة والده.
يصبح سبارو مضطراً للاستعانة بكابتن "باربوسا" (جيوفري راش)، العدو السابق لسبارو، إذ يصبح هو الآخر في مواجهة مميتة مع "سلازار". كما يطلب سبارو معونة "ويل تيرنر" (أورلاندو بلوم)، الذي أصبح قائد سفينة "الهولندي الطائر"، وصار ديفي جونز الجديد.
هل نرى تحفة سينمائية خالدة؟
على الرغم من نجاح جميع الأجزاء اللاحقة للجزء الأول من السلسلة The Curse of The Black Pearl، وتحقيق كل منها إيرادات تخطت المليار دولار، إلا أنها حصلت على تقييمات سلبية من النقاد، وبالأخص الجزء الرابع On Stranger Tides، ما دفع منتجي الفيلم جيري بروكهايمر وشركة ديزني، إلى إجراء العديد من التغييرات الجذرية على فريق عمل الجزء الـ 5 من السلسلة؛ لضخ دماء جديدة، وإعادة السلسلة للمسار الصحيح.
فلأول مرة لا يقوم الثنائي تيد إليوت وتيري روسيو بكتابة النص السينمائي للفيلم، بعد أن قاما بكتابة جميع الأجزاء السابقة للسلسلة. إذ تولى كتابة النص السينمائي للجزء الخامس جيف ناثانسون، الذي قام مسبقاً بكتابة النص السينمائي لفيلمي Catch Me If You Can في العام 2002، وThe Terminal في العام 2004.
قام المخرج غور فيربينسكي بإخراج أول ثلاثة أجزاء من السلسلة، ثم تولى المخرج الكبير روب مارشال، مخرج الفيلم الغنائي الشهير Chicago مهمة إخراج الجزء الرابع، ولكن في هذه المرة تمت الاستعانة بالثنائي النرويجي: خواكيم رونينغ، وإيسبن ساندبرغ لتولي مهمة إخراج الجزء الخامس من السلسلة.
قام الثنائي النرويجي بإخراج الفيلم الشهير Bandidas في العام 2006، بطولة سلمى حايك وبينيلوب كروز، كما قاما بإخراج فيلم Kon- Tiki في العام 2012، الذي تلقى ثناء كبيراً من النقاد، وترشح لجائزتي أوسكار، وغولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي.
كذلك يشهد الجزء الجديد من قراصنة الكاريبي عودة النجم أورلاندو بلوم؛ لتجسيد شخصية ويل ترنر بعد غيابه عن الجزء الرابع. كما يظهر نجوماً جدد لم يسبق لهم من قبل العمل بأي من الأجزاء السابقة.
إذ يقوم النجم خافيير بارديم، نجم فيلم No Country For Old Men بتجسيد شخصية كابتن "سالازار"، العدو اللدود لسبارو. كما ينضم للسلسلة النجمان الشابان برينتون ثويتس، وكايا سكوديلاريو، نجمة أفلام The Maze Runne.
فرصة جوني ديب الأخيرة؟
على الرغم من موهبته الفذه التي يصعب الاختلاف عليها، واختياره للأدوار الثقيلة تمثيلياً لتجسيدها، فإن جوني ديب يعاني من فشل الكثير من أفلامه في السنوات الأخيرة، فأفلام The Rum Diary في العام 2011، وThe Lone Ranger في العام 2013، وTranscendence في العام 2014، وMortdecai وBlack Mass في العام 2015، قُوبلت بالعديد من الانتقادات السلبية سواء من النقاد، أو الجمهور، ولم تحقق نجاحاً يُذكر في شباك التذاكر.
بجانب المأزق المالي الذي وجد ديب نفسه متورطاً به، فقد أصبح على شفا الإفلاس، بعد أن ظهرت العديد من الأخبار التي تتحدث عن أسلوب الحياة الباهظ الذي يعيشه النجم، إذ ينفق ما يقرب من الـ 2 مليون دولار شهرياً، على شراء منازل فارهة، وكميات ضخمة من الخمور، وغيرها من الرفاهيات، التي جعلت ديب يفقد الكثير من ثروته في السنوات الأخيرة.
وازدادت الأزمة تعقيداً عندما قرر ديب الاستغناء عن خدمات شركة "ميندل" للخدمات المالية، التي كانت مسؤولة عن إدارة أمواله، بل ووصل الأمر إلى قيامه برفع دعوى قضائية على الشركة، متهماً إياها بسوء إدارة أمواله، وعدم تسديد ضرائبه.
كل ذلك يجعل الجزء الجديد من Pirates of The Caribbean الفرصة الأخيرة لجوني ديب؛ لإعادة إحياء مسيرته الفنية التي تعرضت للعديد من الصدمات بالسنوات الماضية، والمخَرج له من موقفه المالي المتعثر.