مهرجان دبي يمنع عرض فيلم خالد أبو النجا.. الأزمة في بطل العمل أم قصته؟

لظروف طارئة غير معلَنة حتى الآن، منع مهرجان دبي السينمائي عرض فيلم أنيمشين مصري، من بطولة خالد أبو النجا، يتناول قصة طفل عمره 13 عاماً، كان يعمل بائعاً للبطاطا في ميدان التحرير، قُتل برصاص الجيش المصري خلال ثورة يناير/كانون الثاين، في حادثة قيل إنها وقعت خطأ.

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/14 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/14 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش

لظروف طارئة غير معلَنة حتى الآن، منع مهرجان دبي السينمائي عرض فيلم أنيمشين مصري، من بطولة خالد أبو النجا، يتناول قصة طفل عمره 13 عاماً، كان يعمل بائعاً للبطاطا في ميدان التحرير، قُتل برصاص الجيش المصري خلال ثورة يناير/كانون الثاين، في حادثة قيل إنها وقعت خطأ.

ورغم إعلان مهرجان دبي عن إدراج الفيلم ضمن الأفلام المعروضة بالدورة الثالثة عشرة للمهرجان، في مسابقة "المهر الصغير"، ودعوة أبطاله لدبي، فوجئ صناع الفيلم بسحبه من العرض ومنعه، دون أي أسباب معلنة.

وأصدرت كل من إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي وفريق عمل فيلم "بائع البطاطا" بياناً مشتركاً يوم الثلاثاء 13 ديسمبر/ كانون الأول، أكدا فيه أنه تعذّر عرض الفيلم لظروف طارئة وخارجة عن إرادة الطرفين، متمنين للفيلم النجاح في عرضه المقبل، دون توضيح هذه الأسباب.

خالد أبو النجا


مقربون من فريق إعداد الفيلم رجحوا أن يكون أسباب منع عرضه "سياسية"؛ إذ عُرف عن بطله خالد أبو النجا أنه معارض للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تدعمه الإمارات، وتمتلئ صفحة أبو النجا على تويتر بانتقادات عديدة للسيسي، ورفْعه شعار "ارحل" في مواجهته، مما أدى إلى اتهامه من قِبل إعلاميين ومؤيدين للسيسي له بالخيانة، وتعرّضه لحملة شنّها إعلاميون ضده، رأى كثيرون أنها خادشة للحياء ومهينة.

ورجح آخرون، من فريق عمل الفيلم، أن يكون السبب هو أن الفيلم يدور حول تداعيات ثورة يناير، والصدام بين المتظاهرين وقوات الجيش في ميدان التحرير.

الفنان خالد أبو النجا، رفض الحديث عن سبب المنع، ولكنه قال في تصريحات صحفية: "إنه من الصعب الحديث عن سبب وقف عرض العمل، خاصة أن أي شيء سيتم ذكره سيكون مضرّاً للمهرجان الذي سبق أن أعلن عن العرض العالمي الأول للفيلم بمسابقة المهر، كما أننا لا نريد للفيلم أو لمخرجه الشاب أحمد رشدي أي دعاية سلبية".

وتابع: "قرار إيقاف عرض الفيلم كان صعباً ولكنه كان الأفضل للجميع، ولهذا فضلنا أن نمضي قدماً لعرض الفيلم بمهرجان آخر بلا خلافات".

أحد أعضاء فريق العمل قال إنه لا يستطيع الجزم بأن سبب المنع هو اسم الفنان خالد أبو النجا، مشيراً إلى أن "التصريح الذي أصدرناه كان محايداً، وكل كلمة فيه كانت موزونة بما لا يضر أحداً من الطرفين".

وأضاف عضو الفريق، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو موقعه الفني، لـ"عربي بوست"، أن "سبب رفع الفيلم من جدول العرض مجهول"، متحفّظاً على عبارة أنه "تم منعه".

وقال مؤلف ومخرج الفيلم أحمد رشدي بنبرة حزن، إن سحب الفيلم من المهرجان "يؤثر على فرص ترشحه للأوسكار".

وبحسب مؤلف ومخرج الفيلم "أحمد رشدي"، كانت مصر تراهن على فيلم "بائع البطاطا المجهول" في دبي للحصول على جائزة وأن يكون مهرجان دبي معْبراً للفيلم للمنافسة على جوائز المهرجان المؤهلة لترشيحات الأوسكار.

قصة الفيلم والجيش المصري


وفيلم الرسوم المتحركة القصير "بائع البطاطا المجهول"، هو فيلم روائي قصير، مدته 15 دقيقة، يستخدم أسلوب الرسوم المتحركة "أنيمشن"، ومأخوذ عن حادث مقتل الطفل عمر صلاح، الذي اشتُهر بلقب "بائع البطاطا"، في محيط السفارة الأميركية.

القصة الحقيقية بدأت في قلب ميدان التحرير، وخلال فترة قيام متظاهرين بالتظاهر بالقرب من السفارة الأميركية بالقاهرة ضمن فعاليات ثورة يناير، وكان هناك طفل صغير يدعى عمر صلاح (13 عام)، يبيع البطاطا المشوية يجلس في المكان، يعرض بضاعته البسيطة على عربة متواضعة، ولكن أحد أفراد قوات تأمين الميدان التابعة للجيش، قتله بالرصاص خلال الفوضى التي كانت تشهدها البلاد.

وقتها اعتذر الجيش المصري في بيان بتاريخ 14 فبراير/شباط 2013، وقال إن "القتل الخطأ"، وأكد المتحدث الرسمي أن "المتسبب في الحادث قد تم تحويله للنيابة العسكرية لإجراء التحقيقات اللازمة"، ولم يتسن لعربي بوست معرفة نتائج التحقيقات.

ولكن "بائع البطاطا"، ظل يشغل بال كثير من المصريين منهم المؤلف والمخرج "أحمد رشدي"، فقرر عمل فيلم "انيميشن" عن قصته في 15 دقيقة، وكان أول عرض عالمي له في مهرجان دبي.

الفيلم يستخدم تقنية التحريك الروائي، ويشارك في بطولته خالد أبو النجا، وتارا عماد، ومن إخراج أحمد رشدي.

وتدور أحداث الفيلم حول شاب مصري يدعى خالد يقرر التحقيق في قضية مقتل طفل يبيع البطاطا في ميدان التحرير أثناء الثورة المصرية، فتأتيه أحلام وكوابيس مرتبطة بالطفل خلال رحلة بحثه عن القاتل.

ويصل خالد إلى حائط مسدود في بحثه، حيث تصبح الحقيقة غائبة تماماً، وتأخذه التحقيقات إلى مسار آخر، لم يكن يتوقعه.

علامات:
تحميل المزيد