بزهرة حلب وجواب اعتقال والقرموطي.. هكذا “تحارب” السينما العربية “داعش”

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/04 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/04 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش

"أرض خصبة لجذب الجمهور" هكذا يرى صناع السينما داعش والقاعدة والتنظيمات الجهادية، وربما هذا ما يفسر حالة الاهتمام الكبير بتناول هذه التنظيمات في الأعمال الفنية سواء بشكل صريح أو ضمني.

الاهتمام الكبير بداعش والقاعدة في العامين الأخيرين امتد للدراما وإن كانت بدرجة أقل كثير من السينما ولكنها أخذت أيضاً سمة الكوميديا مثل مسلسل "سيلفي" للنجم السعودي ناصر القصبي في دراما 2015 حين جسد شخصية أب لابن انضم لداعش فسافر خلفه إلى سوريا بداعي الجهاد ليعيد ابنه.

وأما السينما في 2016 فقد انكبت على موضوع "داعش" والقاعدة، حيث أن هناك 4 أفلام سوف تعرض في السينما متمحورة حول داعش في المقام الأول ثم القاعدة في المقام الثاني.

والميل للهزل مسار إجباري برأي بعض النقاد الفنيين لتجنب صناع السينما مواجهة تضييقات رقابية وأمنية على العمل الفني.

دعدوش

من أبرز الأفلام المنتظرة التي تتطرق لداعش بشكل ساخر "دعدوش"، وهو فيلم يتناول فيه هشام إسماعيل قضية شاب بسيط يعاني سلسلة من الفشل والإحباطات في حياته، ويجد نفسه فجأة، عضواً بتنظيم داعش وهو فيلم يدور في إطار هزلي حتى أن فريق المهرجانات "المصراوية"، شارك في الفيلم بأغنية جديدة تحمل نفس اسم العمل.



وانتهت أسرة الفيلم من تصوير الأفيش الدعائي له لطرحه تمهيداً للعرض السينمائي أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

ويشارك هشام إسماعيل بطولة الفيلم ميريهان حسين، وياسر الطوبجي، وبدرية طلبة، وإيمان سيد، وهو من تأليف ساهر الأسيوطي، وإنتاج طارق عبد العزيز، وإخراج عبد العزيز حشاد.


"القرموطي في خط النار"

وسار في الاتجاه نفسه نجم الكوميديا أحمد آدم باستحضار شخصية القرموطي التي قدمها من قبل في أكثر من عمل فني، ولكن هذه المرة ينجح القرموطي في فك شيفرة تنظيم "داعش" ومواجهته وكشف أهدافه وجرائمه ضد البلاد العربية في إطار كوميدي ساخر.

ويعرض الفيلم في موسم أفلام نصف العام الدراسي ويشارك به بدرية طلبة، وعلاء مرسي، ومحمد عادل، وأحمد صيام، ومحمود حافظ، وعلاء زينهم، وماجد محروس، وشيماء سيف.

طرح المنتج أحمد السبكي الملصق الدعائي للفيلم؛ حيث ظهر "القرموطي" الذي يجسده آدم مرتدياً ملابس تنظيم "داعش".


جواب اعتقال

ربما ما يؤكد صعوبة معالجة مثل هذه النوعية من القضايا في السينما العربية فيلم "جواب اعتقال" لمحمد رمضان، والذي حرم من المشاركة في "ماراثون" عيد الأضحى الماضي بسبب اعتراضات الرقابة الفنية على بعض مشاهد في الفيلم.

ويتناول الفيلم قصة شاب اسمه خالد الدجوي يلتحق بإحدى الجماعات الإرهابية معتبراً ذلك جهاداً في سبيل الله، وتتطور أحداث الفيلم حينما يرغب شقيق الدجوي في الانضمام هو الآخر للجماعة، عندها يتدخل الدجوي ويحاول منعه من ذلك، ولكنه يفشل وينضم شقيقه بالفعل للجماعة، حتى حدث خلاف بين أخيه وبين أحد أفراد هذه الجماعة، ما تسبب في قتله الأمر الذي جعل الدجوي ينقلب على الجماعة ويسعى للانتقام منها، وهي اللحظة نفسها التي يصدر فيها "جواب اعتقال" من الشرطة ضده.


واعترضت الرقابة على المصنفات في مصر على الفيلم بسبب مشاهد رأت أنها تحرض على العنف، لأن رمضان يجسد شخصية إرهابية وهو في الوقت نفسه يحظى بشعبية كبيرة ويقلده الآلاف. ومن هذه المشاهد مشهد ينفذ فيه "الدجوي" عملية إرهابية، بقتل مجموعة كبيرة من عساكر الأمن المركزي أثناء تأدية عملهم، وآخر حين توجه رمضان لقتل إمام مسجد وهو على المنبر.

وسيعرض الفيلم في موسم عيد الفطر المقبل وهو من إنتاج أحمد السبكي ويخرجه محمد سامي.

فيلم زهرة حلب

وممن أجاد في هذا الاتجاه الفنانة التونسية هند صبري و مواطنها المخرج الكبير رضا الباهي بفيلم زهرة حلب الذي عرض في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ27 منذ أيام.



وجسدت هند دور سلمى التي سافر نجلها اليافع إلى سوريا للجهاد هناك وانضم إلى تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة بسوريا التي غير اسمه إلى فتح الشام وخلع بيعة أيمن الظواهري زعيم القاعدة.

وبدعوى الجهاد تقوم الأم المكلومة هند صبري للسفر إلى سوريا من أجل استرداد ابنها من جديد.


الهزل

"للأسف نحن لا نقدم سوى الهزل" بهذا علقت ماجدة خير الله الناقدة الفنية على كيفية تناول السينما العربية لقضية داعش في مقابل الأفلام الأجنبية.

وأضافت في حديثها لـ"هافينتغون بوست عربي" أن السينما المحلية لا تستطيع تقديم إلا الهزل لأنها لو ناقشت قضية التنظيمات المتطرفة كداعش بجدية سيجد المنتجون أنفسهم في مواجهة مع العديد من الجهات بدءاً من الرقابة إلى المؤسسات الدينية المختلفة والأمنية.

ورأت ماجدة أن هذه القضايا يمكن تناولها بشكل أكثر جدية منوهة بأن الأفلام الأجنبية تناولت قضايا الجماعات الجهادية بشكل أكثر احترافية كما تناولت أيضًا الحرب في العراق وأفغانستان ،وانتقد الفنانون الأمريكيون سياسات دولتهم بالتدخل في هذه الدول فالعنف هو من فجر العنف وأسهم في ظهور مثل هذه الجماعات.

نشر العنف

وبحسب الناقدة الفنية فإن المسئولين في مصر يتعللون مثلاً بنشر العنف لمنع الأفلام الجادة التي يمكن أن تعالج مثل هذه القضايا مثلما حدث مع فيلم "جواب اعتقال" لأن الدولة من وجهة نظرها والمؤسسات الدينية والجهات الأمنية لا تسمح بالسير في هذا التوجه، بينما أحمد آدم حينما يقدم "القرموطي على خط النار" لن يستوقفه أحد.

الرسالة

سمير الجميل الناقد الفني رأى ظاهرة الهوس الكبير بقضية داعش في السينما أمراً طبيعياً لأنه أصبح أكبر مشاكل الوطن العربي عقب اندلاع ثورات الربيع العربي.
وقال لـ"هافنتغون بوست عربي" إن هناك عناوين تفرض نفسها على الكاتب ومنها داعش والقاعدة.

الجمل لا يعتقد أن هناك مشكلة في تناول قضية داعش في إطار كوميدي ولكن تبقى المشكلة حين تغيب الجدية عن كتابة السيناريو حتى لو كان كوميديا فمن المهم أن يحمل الفيلم رسالة.

وفرق الناقد الفني بين الكوميديا التي تعالج قضايا ومجرد السخرية بسطحية، مرجعاً أسباب غلبة الثانية إلى غياب الثقافة والرؤية.

التسطيح

ومن أشكال التسطيح كما يراها الجمل اختزال صورة الإرهابي في شخص ملتح يرتدي جلباباً أبيض وشالاً، بينما الأهم مناقشة أسباب ظهور داعش في الوطن العربي وكيف يتغذى على الطائفية.

وشدد الناقد الفني على ضرورة التعرض لهذه القضايا حتى يطلع الناس على سبل استغلال الدين بشكل خاطئ ولكن في الوقت نفسه دون تقديم مشاهد صادمة أو عنيفة.

تحميل المزيد