"أرغب في المضي قدماً بشأن الهجوم في الجزائر، أيها الأميرال جهزنا للحرب". مثلت هذه الجملة إعلان الرئيس الأميركي توم كيركمان بلاده الحرب على الجزائر في إحدى حلقات مسلسل Designated Survivor الذي تعرضه قناة ABC الأميركية.
مقاطع الحلقة الرابعة من المسلسل تضمنت التحضير لقصف جوي مدمر على الجزائر، مخلفةً ردود فعل واسعة في الإعلام الجزائري والشبكات الاجتماعية، حيث شكك جزائريون ببراءة خيال هوليوود، واعتبروا أن هناك خفايا ترتبط بتوجهات السياسة الخارجية الأميركية تجاه بلادهم.
تصميم عالي الدقة لمناطق الخطر
وتدور أحداث Designated Survivor حول رصد عميل المخابرات الأميركية سامي سيرفيان – المتواجد بالجزائر -، لقنابل غير تقليدية بحوزة جماعة إرهابية يقودها ماجد نصار، وتتخذ من المثلث الحدودي الفاصل بين الجزائر ومالي والنيجر مركزاً لها.
يظهر الرئيس الأميركي توم كيركمان (كيفر سادرلاند)، متردداً بشأن توجيه ضربةٍ عسكريةٍ للجزائر لإنقاذ عميل استخبارات بلده والقضاء على المجموعة الإرهابية، ويفضل السعي لضمان تعاون الرئيس الجزائري الذي حمل اسم بشار.
ويوبخ كيركمان جنرالاً متحمساً للحرب على الجزائر رغم أنه بلدٌ حليف، غير أنه يضطر لإعلان الحرب بعد تأكد مقتل العميل سامي سيرفيان على يد المجموعة الإرهابية، ويأمر أميرالاً بالتحضير للحرب على الجزائر بعد تعطيل حركة دفاعاتها الجوية.
الحلقة أظهرت تحديداً دقيقاً من قبل أجهزة الرادار لخريطة الجزائر، مع الإشارة إلى أربع بقع باللون الأحمر في الجنوب والجنوب الغربي والغرب والشرق، باعتبارها مناطق خطر تتواجد بها عناصر إرهابية تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية.
ولم تخطئ الحلقة في تحديد هذه المناطق، إذا إنها تمثل منافذ دائمة للمهربين والعناصر الإرهابية من وإلى الجزائر، ما عزز فرضيات المتخوفين من الأهداف الخفية للمسلسل وعلاقاته باستهدافٍ عسكريٍ فعليٍ للبنتاغون، خاصةً وأن عناصر تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وغيرها من الجماعات تنشط جنوب الجزائر وشمال مالي.
حالة طوارئ في الإعلام الجزائري
فور ظهور المقاطع الأولى للحلقة، تعاملت وسائل الإعلام الجزائرية مع الحدث بريبةٍ كبيرة، حيث رأت في الأمر نوايا خفية تنم عن رغبةٍ أميركيةٍ رسميةٍ للتحضير لأمر سيء ضد الجزائر، خاصةً وأن لها أرضية جاهزة في الحدود المتاخمة لليبيا ومالي المضطربتين.
وبثت قناة "دزاير تي في" الخاصة، تقريراً افتتحه بعبارة "في خطورة استفزازية واضحة"، واعتبرت أن الدراما الأميركية تصور الجزائر بلداً منتجاً للإرهاب.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، رأى عدد من المستخدمين أن الأمر بالغ الخطورة على غرار ما كتبه الصحافي الجزائري المقيم بلندن سعيد بن سديرة.
من جانبه، رأى كاتب العمود الصحافي الجزائري الشهير سعد بوعقبة عبر زاويته "نقطة نظام" بيومية "الخبر"، أن السلسلة التلفزيونية تحمل دلالةً مفادها أن أميركا تريد تحضير الرأي العام لديها سينمائياً لإلحاق الجزائر بليبيا في موضوع لوكيربي (اتهام لنظام القذافي بإسقاط طائرة انتهى بدفعه تعويضات) "لأخذ الرصيد من الأموال النفطية المودعة عندها، تماماً مثل حكاية السعودية وتعويضات الهجوم على نيويورك. أميركا أخذت أموال الخليج بسبب حرب صدام وأخذت أموال القذافي بسبب لوكيربي وتأخذ أموال الجزائر بسبب نشاط القاعدة في الصحراء".
من جهته، رأى الأستاذ بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر العيد زغلامي، ما ورد في المسلسل الأميركي مجرد خيال إبداعي لا يمت بصلة للواقع، "فالعلاقات الأميركية الجزائرية على أحسن ما يرام وهناك تعاون رفيع المستوى في مجال مكافحة الإرهاب ولا يمكن تحول ما هو خيال إلى واقع".
السفيرة الأميركية تتأسف
وأمام الضجة الإعلامية الكبيرة التي أخذتها القصة، لم تجد السفيرة الأميركية في الجزائر جوان بولاشيك بُدًّا من نشر تغريدة عبر حسابها على تويتر، قالت فيها إنها "تتأسف لأن الجمهور غير سعيد، العرض مجرد خيال، أميركا تنظر للجزائر على أنها صديق جيد وشريك".
@DinaMacilia @kamihamza0171 السلسلة لا تعكس موقف الحكومة الأمريكية ومشاعر الشعب الأمريكي
— Amb. Joan Polaschik (@JoanPolaschik) October 18, 2016
يشار إلى أن أحداث مسلسل Designated Survivor الذي انطلق موسمه الأول في سبتمبر/أيلول 2016، تدور حول تولي عضو الكونغرس توم كيركمان رئاسة الولايات المتحدة بعد مقتل الرئيس الأميركي ومعظم أعضاء الكونغرس في هجوم استهدف "خطاب الاتحاد".