بأمر الجيش المصري حُرم مسلسل يحمل اسم "الضاهر" من العرض في رمضان 2016، لكن منتجه وأحد أبطاله الممثل المصري تامر عبدالمنعم لا يزال يأمل في أن ينجح بالمشاركة في العمل في سباق دراما رمضان 2017.
ومسلسل "الضاهر" بطولة كل من: محمد فؤاد، تامر عبدالمنعم، مادلين طبر، حسن يوسف، لبنى عبدالعزيز، وإنتاج تامر عبدالمنعم، وإخراج ياسر زايد.
ويحكي العمل المرفوض قصة ضابط في الجيش المصري يعيش في منطقة الضاهر، ويقع فى غرام فتاة يهودية تستدرجه للجاسوسية.
ولهذا دخل المسلسل دائرة اختصاص الشؤون المعنوية للجيش المصري، التي طلبت الاطلاع على كل تفاصيل المسلسل قبل أن يخرج للنور أو حتى يصور منه أي مشهد.
الليله وقعت مع ا. تامر عبد المنعم على مسلسل( الضاهر)شرف ان يختارني الاستاذ المخرج ياسر محسن زايد للعمل مع تامر والنجم محمد فؤاد pic.twitter.com/viS36Qtcyq
— madline tabar طبر (@TabarMadline) September 20, 2016
وليست هذه المرة الأولى التي يدخل فيها تامر عبدالمنعم، صاحب العلاقات النافذة في الدولة والممثل المثير للجدل، دوامة رفض الرقابة لأعماله، فقد واجه رفض هيئة الرقابة على المصنفات الفنية لفيلم "المشخصاتي 2" الذي أنتجه ومثّله عام 2015، حيث جسّد فيه بشكل ساخر بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين، واعترضت عليه الرقابة ثم أجازته، لكن الفيلم لم يُكتب له النجاح وحقق أقل الإيرادات.
عبدالمنعم هو زوج ابنة المحامي الشهير فريد الديب الذي تولى الدفاع عن الرئيس المخلوع محمد حسني ومبارك، وصاحب شركة "ماركيز هاوس"، كان قد صرّح بعد الاعتراض على فيلمه أنه سيهاجر من مصر إذا لم تجزه الرقابة!
إعادة كتابة
وكانت تقارير إعلامية كثيرة تحدثت عن اعتراضات للشؤون المعنوية ومطالبتها بتعديلات كبيرة على السيناريو ما دفع عبدالمنعم لتأجيله عاماً كاملاً بسبب صعوبة استخراج تصاريح التصوير.
وكان عبدالمنعم قد سارع بالانتهاء من كتابة 26 حلقة وأرسلها إلى إدارة الشؤون المعنوية بالجيش المصري لمراجعتها والتصديق عليها حتى يتمكن من اللحاق بركب مسلسلات رمضان المقبل.
محمد فؤاد مسلسل "الضاهر"يرى النور في رمضان 2017 بعد عامين من كتابته https://t.co/kgpJsut3jP
— شبكة الربيع (@rapee3) August 26, 2016
ورغم الأقاويل المستمرة بأن سبب منع المسلسل هو اعتراضات للشؤون المعنوية على تفاصيل في السيناريو فإن عبدالمنعم أكد أن السبب هو أنه لم يسلّم الجهاز كامل الحلقات لأنه لم يكن انتهى منها، فاعترضت الإدارة وطالبت بالحلقات كاملة حتى يستطيعوا الحكم على كامل العمل ويتخذوا قراراً حياله.
عبدالمنعم الذي يشارك في العمل كممثل أيضاً أبدى في تصريحات لـ"عربي بوست" تفاؤله الكبير بظهور المسلسل للنور في رمضان المقبل، وأن يحصل على الموافقات والتصاريح أيضًا قريباً.
هل من حق الجيش التدخل؟
اللواء نصر سالم، الرئيس السابق لجهاز الاستطلاع في الجيش المستشار الحالي بأكاديمية ناصر العسكرية، رأى أن رقابة الشؤون المعنوية أمر مهم لأن أي عمل فني يمسّ الأمور العسكرية قد "يؤثر على الروح المعنوية للجنود أو يمثل نوعاً من الحرب النفسية أو تكون له أهداف أو تأثيرات معينة دون أن يدرك المنتج أو المخرج"، حسب تعبيره.
وقال سالم في تصريحاته لـ"عربي بوست": "لدينا في الشؤون المعنوية متخصصون في علم نفس والحرب النفسية وهم الأجدر بتقدير هل العمل له آثار سلبية أم لا على الروح المعنوية"، مردفا: "نحن في عصر الجيل الرابع من الحروب وحرب المعلومات ولابد من الحذر".
ويقول إن الشؤون المعنوية ليست ضد الأعمال الفنية، بل إنها من الممكن أن تنبه المخرج لأخطاء قد يكون لها أضرار جسيمة في العمل الفني لم يكن ملتفتاً لها.
وتابع: "القيادة إن لم تكن في يقظة كاملة لكل ما قد يمسّ الروح المعنوية للجنود سيكون لذلك تأثيرات عظيمة".
ويرى سالم أن دول العالم بأسره لا تترك الأمور تسير عفوياً بشكل قد يمسّ أمنها القومي.
النقاد يؤيدون
ماجدة موريس، النقادة الفنية البارزة، أكدت أن من حق الشؤون المعنوية وفقاً لقانون الرقابة على المصنفات الفنية مراجعة أي عمل يتطرق لأمور تمسّ الجيش أو أحد أفراده، ومن حقها الحظر تماماً إذا اعترضت على طريقة التناول في العمل الفني.
ورأت أن تخلف العمل عن اللحاق بركب مسلسلات رمضان الماضي قد يكون مفيداً درامياً له بمنحه متسعاً من الوقت لتعديل أو إضافة بعض الأمور التي يحتاجها في حالة القضية ليست مرتبطة بزمن معين، ولكن لو ارتبطت فمن المؤكد أن الخسارة ستطوله لأن الإقبال سيكون أقل لشعور الناس أنه فقد جزءاً من أهميته.
قانوني
تدخل الشؤون المعنوية في الأعمال الفنية لم يره المنتج غريباً فهو منصوص عليه بموجب قانون الرقابة على المصنفات الفنية، فمن حق الشؤون المعنوية مراجعة كل الأعمال التي تمسّ الجيش أو تتناول شخصية ضابط من قريب أو بعيد.
عبدالمنعم ينتظر موافقة الشؤون المعنوية لمنحه أيضًا التصاريح اللازمة للتصوير، موضحاً أنه سيطلب منهم خدمات لإنجاز العمل وأمور عديدة أخرى حال الموافقة.
سيرة ذاتية مثيرة للاهتمام
السيرة الذاتية لتامر عبد المنعم مثيرة للاهتمام، فهو يقدم نفسه باعتباره كاتبا وممثلا ومع ذلك فليس في تاريخه الذي بلغ 15 عاما إلا الجزء الأول من فيلم "المشخصاتي" الذي قبع في ذيل قائمة الأفلام بغير منافس لعام 2003، ثم مسلسل "المرافعة" في عام 2014 وبخلاف ذلك فقد ظهر دائما في أعمال ثانوية مع كبار النجوم، كما أن أحداً لم يطلب منه كتابة عمل له.
تامر عبد المنعم هو ابن المستشار الصحفي السابق للرئيس مبارك الذي تم خلعه بعد ثورة يناير 2011، أما والد زوجته فهو فريد الديب محامي الرئيس مبارك ومحامي معظم المسؤولين من رجال مبارك الذين حوكموا بقضايا فساد، وقد نجح في استخلاص البراءة لمعظمهم، ولذلك فقد كان تامر رأس حربة تلفزيونية في الفترة من 2011 وحتى الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي في 2013 للتعبير عن دعم النظام السابق.