مخرج كاثوليكي كرس حياته لصناعة أفلام عن الإسلام.. كيف جسدت السينما العالمية رحلة الحج؟

قليلة هي الأعمال السينمائية التي أظهرت فريضة الحج عند المسلمين، ولكن هناك بعض أعمال وثائقية رعتها قنوات أجنبية مثلNational Geographic وPBS لأغراض تثقيفية بحتة تعتبر مرجعاً لمن يريد أن يتعرف على هذه الشعيرة العظيمة من غير المسلمين.

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/05 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/05 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش

قليلة هي الأعمال السينمائية التي أظهرت فريضة الحج عند المسلمين، ولكن هناك بعض أعمال وثائقية رعتها قنوات أجنبية مثل National Geographic و PBS لأغراض تثقيفية بحتة تعتبر مرجعاً لمن يريد أن يتعرف على هذه الشعيرة العظيمة من غير المسلمين.

ولكن هناك استثناءات جسّد فيها الفن السابع رحلة الحج بشكل ناجح، ضمن سياق روحي وقضايا اجتماعية والسياسية وربما التاريخية أحيانا.

فيما يلي قائمة تحوي الأفلام الأبرز عن الحج رصدتها لكم "عربي بوست".


Journey to Mecca


فيلم أنتج عام 2009 يوثق رحلة الرحالة المغربي ابن بطوطة إلى مكة، قام بإخراجه السينمائي الأميركي "تاران ديفس" وهو شاب نشأ في عائلة كاثوليكية، ودرس السينما في جامعة هارفارد العريقة، لكنه كرّس حياته لإنتاج أفلام عن الإسلام، هدفها تقريب مفهوم الدين من الغرب، بإظهار صور التعايش فيه وتقبله للآخر على عكس الفكرة السائدة.

افتتان المخرج بالعالم الإسلامي قاده إلى إنتاج 4 أفلام وثائقية، كان أولها عام 1994 في أوزبكستان وطاجكستان The Land Beyond The River ثم فيلم آخر صوّره في كابول حمل اسم Afghan Stories ثم فيلم عن الأقلية الشيشانية المسلمة في روسيا Mountain Men and Holy War ثم رحلة ابن بطوطة إلى مكة.

وأخيراً فيلم قام بإنتاجه عن مدينة القدس Jerusalim والذي قال إنها كانت الوجهة الطبيعية له بعد أن ذهب إلى مكة.

تاران ديفيس الأول من اليمين في القدس مع فريق عمله

أما فيلمه الشهير عن رحلة ابن بطوطة إلى مكة فقد قال المخرج عن تجربته " كل الطرق قادتني إلى مكة ..إذا كنا نريد فهم العالم الإسلامي فعلينا أولا أن نفهم الحج ".

الفيلم بحسب تقرير نشر عنه في New York Times مزج بين الماضي والحاضر، حيث يحاكي رحلة الحج التي قام بها الرحالة المغربي ابن بطوطة من طنجة التي تركها عام 1325 متوجهاً إلى مكة مازجاً إياها بموسم حج عام 2007 الذي صوّره المخرج في مكة، بصورة تجذب المشاهد لمعرفة شعائر الفريضة وتغير السفر إليها بين الأمس واليوم.


وقام الممثل شمس الدين زينون بأداء دور ابن بطوطة، فيما قام الممثل البريطاني المخضرم بن كنغزلي بدور الراوي.

وجاء في التقرير أن المخرج أراد الابتعاد كل البعد عن المواد الفيلمية الإخبارية، فقام ببناء صحن الكعبة ونسخة من الكعبة المشرفة ذاتها ولكن في المغرب، من أجل استحضار ما كانت عليه مكة قديماً، مستعيناً بخبير صور بصرية مختص، كانت نتيجته الإشادة من النقاد، وحصول الفيلم على عدة جوائز.



Malcolm X :1992


فيلم Malcom X للمخرج الأميركي المبدع سبايك لي والممثل الأسمر دينزل واشنطن الذي عرض عام 1992 ولاقى نجاحاً كبيراً.

يتناول الفيلم حياة المفكر الإسلامي الأميركي ذي الأصول الإفريقية مالكوم إكس، ورحلته من عالم الجريمة في حي "هارلم" الخطير في نيويورك، ودخوله السجن في شبابه بعد تورطه في عالم الجريمة، ثم اعتناقه الدين الإسلامي الذي غيّر حياته وجعله قائداً في مجتمع السود الذي يعاني من التمييز والاضطهاد ويتوق لقيم تنصفه، وهو ما وجده إكس في الإسلام، خصوصاً بعدما ذهب في رحلة الحج إلى مكة.


وهنا أبدع المخرج سبايك لي في إظهار مشقة الحج والسفر، وروى بصورة بصرية عبر رسالة بعث بها إكس لزوجته ما دار في خلد الرجل وهو يصف شعوره هناك مرتدياً إزار الإحرام، قائلاً وهو يمارس الشعائر من طواف وسعي حول الكعبة: "رأيت عظمة الله في مكة.. لم أحس أبداً بمشاعر الأخوة الحقيقية بين البشر كما شعرت بها هنا في البيت الذي بناه إبراهيم ومحمد.. عظمة الله تتجلى في مكة".


ويستمر الفيلم في سرد أثر الحج على وعي وفكر إكس بعد عودته إلى بلاده، جعلته يبتعد عن منظمة "أمة الإسلام" التي كان يعتبر فيها الساعد الأيمن لزعيمها إليجا محمد، بعد أن كشف له ما تعلمه في الحج انحرافهم الفكري، لتنتهي حياته بالاغتيال عام 1965.

الجدير بالذكر أن مشاهد مكة في العمل تم تصويرها في المدينة، وليس من خلال بناء مجسم مطابق للكعبة المشرفة كما في أعمال أخرى، عن طريق فريق عمل في السعودية التي تحظر دخول مكة على غير المسلمين.

كما صُورت بقية أجزائه في مصر، حيث زار مالكوم أهرام الجيزة وجامع محمد علي، أما مشاهده الأخيرة فصورت في جنوب إفريقيا، حيث روى زعيمها مانديلا بصوته أواخر سطور الفيلم.

ترشح فيلم مالكوم إكس لجوائز كثيرة منها جائزتا أوسكار. وما زال هذا الفيلم برؤيته الثورية للإسلام أحد أكثر الأفلام المثيرة للجدل حتى وقتنا الحالي.

Le Grande Voyage


فيلم Le Grand Voyage الذي عُرض عام 2004 وهو إنتاج مغربي فرنسي تركي مشترك، من بطولة الممثلين المغربي محمد مجد والفرنسي نيكولاس كازال.

يحكي الفيلم قصة فتى يدعى رضا، يعيش في جنوب فرنسا التي ولد فيها لعائلة من أصول عربية مغاربية، يفرض عليه والده أن يرافقه في رحلة شاقة إلى الحج بحراً ثم براً لعدم قدرة الوالد على توفير المال الكافي للسفر بالطائر.

حاول رضا التملص دون جدوى متخذاً من الدراسة ذريعة، لكن الواقع أنه مرتبط عاطفياً بفتاة لا يرغب في الابتعاد عنها، ثم يرضخ لطلب والده.

في الرحلة يتعرض الأب والابن لعدة مواقف تظهر الفجوة بين الأجيال، والاختلاف من حيث المبدأ بين ما هو مسموح ومرفوض دينياً ومجتمعياً بينهما، وتنتهي الرحلة بوصولها إلى مكة الهدف المنشود وقد اقتربا من بعضهما أكثر وأصبحا أكثر تفهماً وقبولاً لعلاقتهما.


ورغم ذلك لم يستطيعا الاستمتاع بطبيعة العلاقة الجديدة، إذ يموت الوالد في الحج، تاركاً الابن مع ذكريات رحلة العمر الأخيرة.

ويعتبر النقاد الفيلم من الأعمال القليلة جداً التي ألقت الضوء على اختلاف طبيعة الإسلام بين بلد وآخر، إذ يلمس المشاهد ذلك من البلاد الكثيرة التي قطعها الابن مع الأب مسافرين، مروراً بتركيا ودمشق وغيرها من البلاد حتى وصولها مكة.

ترشح الفيلم لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي في مهرجان "البافتا" البريطاني عام 2006.



Inside Mecca


من أجمل الأفلام الوثائقية التي أنتجتها قناة National Geographic عام 2003، حيث وثق العمل رحلة 3 حجاج إلى مكة لأداء فريضة الحج.

ورافق الوثائقي حاجاً من ماليزيا وحاجاً من جنوب إفريقيا وحاجة من الولايات المتحدة الأميركية اعتنقت الإسلام، وصحبهم الفيلم في رحلتهم إلى المدينة المقدسة.


ويعتبر العمل دليلاً بصرياً لكل من يريد أن يعرف أكثر عن الحج أو أن يفهم معنى الشعيرة وقيمتها لكل مسلم مهما كانت جنسيته ولونه ولسانه.

ولا نغفل بعض محاولات السينما الهندية التي أنتجت عدة أفلام حول الفريضة أبرزها فيلم بعنوان Hajj عام 2013 وهو باللغة الكناندية، ومن بطولة وإخراج نخيل مانجو.

لقطة من فيلم Hajj الهندي

علامات:
تحميل المزيد