تعرف ذلك الانتشاء عندما تكون مُسافراً في الطريق إلى مدينةٍ ساحلية وفجأة يُدرك بَصَرُك زُرقةً بعيدة أو تشم رائحة البحر بعد طول انتظار؟ الذين يحبون البحر يلتمسونه في الأشياء كلها، حتى وإن كان على شاشةٍ، صغيرةً كانت أو بحجم شاشة السينما.
ما بين لقطاتٍ تستغله كمكانٍ رومانسيّ، وأخرى تستخدمه لتُغرِق في الخيال، هذه قائمة لعُشاق البحر بسبعة أفلامٍ صُوِّرت مشاهدها الأفضل على الشاطئ.
1- The Seventh Seal (1957)
فكرة جيدة أن تأخذ معك لعبة ما للتسلية عند الذهاب إلى الشاطئ. هذا ما فعله بطل الفيلم، فارس القرون الوسطى الذي جسَّد شخصيته المًمثل السويدي ماكس ڤون سيدو، في رائعة أحد كبار مخرجي العالم، إنجمار بيرجمان The Seventh Seal.
يتعرَّض الفيلم لأسئلة رَجُلٍ عن الحياة والموت ووجود الإله إبان فترة اجتياح الطاعون الأسود، وهو أحد أكثر الأوبئة العالمية حصْداً للأرواح في تاريخ البشر.
في هذا المشهد بالتحديد، بينما يلتجئ الفارس إلى أحد الشواطئ الصخرية الاسكندنافية، يأتيه الموت ويخبره أنه قد حان دوره. بعد تفكيرٍ سريع، يقترح الفارس على قابض الأرواح أن يلعبا الشطرنج معاً، شريطة أن يعيش إذا فاز.
2- Eight and a Half (1963)
هل راودتك من قبل أفكار مُصوَّرة مثل ماذا لو لم يكن الإنسان هو الكائن العاقل على الأرض؟ أو ماذا لو كان هو الجماد بينما تتصرف الجمادات الحالية ككائناتٍ حية؟ ماذا لو كان الإنسان طائرةً ورقية مثلاً؟
هذا هو ما كانه البطل في هذا المشهد من أحد أهم كلاسيكيات السينما العالمية الذي أخرجه الأيقونة السينمائية الإيطالية فيدريكو فيلليني.
وسط فيلمٍ عن ذكريات وخيالات مخرجٍ فقير، يحلم ذلك السينمائي بكابوسٍ يرى نفسه فيه طائرةً ورقية بشرية تُحلِّق في سماء الشاطئ، قبل أن تهوي، أو يهوي البطل الطائرة، في البحر. طوال الفيلم، يجعل فيلليني من الشاطئ مكاناً مُبهراً ومُربِكاً في الوقت نفسه. إذا كنت تنوي مشاهدته، فاستعد لواحدٍ من أكثر الأفلام شَطْحاً وجُموحاً في تاريخ السينما العالمية.
3- The Piano (1993)
يتراءى البحر بدءاً من مُلصق الفيلم؛ حيث تقف امرأة ترتدي قُبَّعةً وفستاناً كلاسيكياً إلى جوار بيانو على الشاطئ، في لوحةٍ تُجسِّد الدراما الايروتيكية المميزة في فيلم المخرجة جين كامبيون.
يحكي الفيلم قصة سيدة بكماء تذهب، برفقة ابنتها وآلتها المُقدَّسة، إلى نيوزيلاندا لإتمام زواجها المُخطط له مُسبقاً بثريٍّ من أصحاب الأملاك، غير أن الأحداث المُتصاعدة تؤدي بها إلى علاقة أخرى غير مُتوقعة.
4- The Shawshank Redemption (1994)
إذا لم تكن قد شاهدت هذا الفيلم من قبل فهذا ترشيحٌ لا جدال فيه، وإذا أردت مشاهدة النهاية بنفسك فلا تقرأ السطور القادمة عنه. أما إذا كنت قد شاهدته بالفعل، فعلى الأغلب أنك من محبيه، وهذا تذكيرٌ لك بمشهدٍ من أطيب ما عُرِض على شاشة السينما عن الصداقة والأمل وحب الحياة.
هذه المرة يظهر الشاطئ في المشهد الختاميّ للفيلم. يسافر ريد (مورغان فريمان) إلى المكسيك ليلحق بصديقه آندي الهارب من السجن بعد سنواتٍ طوال قضاها فيه مقابل جريمة قتلٍ لم يرتكبها.
على شاطئ هادئ لا مُتناهٍ، يُرمم آندي مركباً قديماً، بينما يتقدم ريد نحوه، فيلتفت الأول ويترك ما في يده ليبتسم ملء قلبه ويتجِّه نحو رفيقه القديم. يتعانقان دون أن ينبس أي منهما ببنت شفة.
معلومة خارج السياق قليلاً: يقوم الممثل تيم روبنز، الذي جسَّد دور آندي، حالياً بتوفير دروسٍ في التمثيل للمسجونين المُدانين في 6 سجون بولاية كاليفورنيا، وكأنه يمنحهم خلاصاً على طريقته.
5- Cast Away (2000)
يُعَد هذا الفيلم أحد أفضل الأفلام التي تم تصويرها بجوار البحر على الإطلاق، وهو غني بالمشاهِد التي يمكن اعتبارها الأفضل على مستوى بقية مشاهد الفيلم وعلى مستوى الأفلام الشبيهة كافة.
تتحطم طائرة موظف الطرود، تشاك نولاند (توم هانكس)، لكنه ينجو من الغرق ويأوي إلى جزيرةٍ نائية في انتظار المساعدة التي لا يبدو أنها ستأتي قريباً. مع الوقت، يُكوِّن صداقةً مع كُرة رَسَم عليها ملامح إنسانٍ ومَنحها اسم ويلسون.
يتمحور المشهد الذي يعتبره الكثيرون الأفضل في الفيلم بأكمله حول ويلسون؛ إذ ينجح نولاند في بناء مركبٍ يُبحر به إلى شاطئ النجاة، وبعد أن يبدأ رحلته، يسقط ويلسون وسط الأمواج، فيُصارعها نولاند سابحاً يحاول إنقاذ صديقه الوحيد منذ فترةٍ طويلة، لكنه لا يستطيع، فيعود إلى مركبه باكياً مُعتذراً.. للكُرة.
لكن ذلك المشهد يجري في عرض المحيط. أما أفضل مشهد يجري على الشاطئ، فيحتله ويلسون أيضاً؛ إذ يدخل نولاند في حوارٍ معه عن خطته للإبحار أملاً في النجاة، ويتخيل رده، الذي لا يأتي في الواقع إلا من رأسه شخصياً، لكنه يستفزه، فيرمي الكرة – صديقه ويلسون – بعيداً.
6- Eternal Sunshine of the Spotless Mind (2004)
ليس هذا شاطئاً مُعتاداً، فهنا الثلج والبرد والعتمة يستبدلون الرمال والأجواء المُشمسة. وماذا نتوقع من فيلم خيالٍ علمي عن الحب والذاكرة؟ ليس أفضل من أبيض الثلوج وزُرقة المُحيط المُعتِمة ليُعبِّرا عن التأمل البعيد الذي يغرق فيه الفيلم.
يتخيل الفيلم حبيبةً خضعت لعمليةٍ لتمحي حبيبها من ذاكرتها، فيقرر حبيبها، مُنفطِرَ القلب، القيام بالأمر نفسه، فقط ليكتشف أثناء إجراء العملية ومرور الذكريات أمام عينيه، أنه ما يزال يحبها، بعد أن يكون الوقت قد فات ليُصحح خطأه.
إذا كنت تريد معرفة المزيد لتقرر إذا كنت ستشاهد الفيلم، فربما يحسم قرارك أن الحبيب والحبيبة يؤدي أدوارهما الكَنَدي جيم كاري (Jim Carrey) والبريطانية كيت وينسلت (Kate Winslet).
7- Atonement (2007)
قصة حُبٍ أخرى يتخلل الشاطئ أحداثها، لكن المشهد الأبرز بجوار البحر لا يجمع الحبيبان، وإنما يظهر فيه البطل وحده، في مشهدِ تتبُّعٍ يمتد لخمس دقائق دون انقطاع ليُجسِّد مدينة دانكريك الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية.
مع ذلك، لا يخلو الفيلم من مشهدٍ للحبيبين على الشاطئ. هو في الواقع مشهد الختام.