بفعل نجاح مسلسلاتها وإنتاجها الدرامي، بدأت الثقافة التركية تنتشر أكثر فأكثر في مختلف دول العالم، حتى لم يعد غريباً في دولٍ كالأرجنتين أو البرازيل أن تجد اسم رودريغيس مكتوباً إلى جانب جانير أو أحمد على هوية أحدهم!
بل تعدى الأمر في بعض الأحيان تبني ثقافة البلاد، وبدأ يؤثر حتى على العلاقات بين الأفراد داخل المجتمعات، حيث طالبت نساء عربيات أزواجهن بأن تتم معاملتهن على غرار ما يشاهدنه في تلك المسلسلات.
قطاع اقتصادي واعد
يقول مدير البرامج في قناة TRT1 التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية أحمد فوركان غيندوغدو، إن بلاده تمكنت في العام 2015 من إنتاج ما يعادل 4.5% من الأعمال السينمائية التي أنتجت في العالم كله، وهو رقم لم تصل إليه من قبل.
وأضاف في حديث مع "عربي بوست"، أن مسلسل "قيامة أرطغرل" أصبح في وقتٍ وجيزٍ جداً بعد البدء في إنتاج موسمه الأول في ديسمبر/كانون الأول 2014، "الدراما الأولى التي يحكي عنها ويتفاعل معها الشباب على فيسبوك".
وفي الوقت الذي لم يحقق فيه قطاع السينما في تركيا سنة 2002 سوى 10 آلاف دولار كأرباح، من المنتظر أن تتجاوز الأرباح ملياري دولار بعد سنة 2023، علماً بأن هذا القطاع حقق نحو 200 مليون دولار أرباحاً مُباشرة في العام 2012.
العربيات والدراما التركية
من جانبها، قالت أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة قادير هاس في إسطنبول د. ايلام ينار داغ أوغلو، إن 85 مليون شخصاً على الأقل شاهدوا المسلسلات والأعمال السينمائية التركية عبر العالم – أغلبهم من النساء -.
وأضافت خلال عرضٍ ألقته أمام الصحفيين المشاركين في مؤتمر هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية، أن الدول العربية وبلدان أميركا اللاتينية كالبرازيل والأرجنتين تأتي في المقدمة.
وأرجعت داغ أوغلو سبب إقبال النساء العربيات على مُشاهدة المُسلسلات التركية إلى "إحساسهن بأن هذه المُسلسلات تُقدم لهن ما لم يجدنه في مجتمعهن من حب وجمال وأدوار في الحياة، في مقابل الأدوار التي تلعبها النساء في المجتمع التركي".
وقالت إنه "يُمكن الحديث اليوم بفعل هذا الإنتاج السينمائي الضخم عن نمط عيش جديد ينتشر في الشرق الأوسط يُسمى النموذج التركي".
واعتبرت أستاذة الإعلام والاتصال أن اعتماد مدينةٍ كإسطنبول مركزاً للتصوير ساهم أيضاً إلى حد كبير في انتشار السينما التركية عبر العالم، حيث أصبحت المدينة علامةً تجارية بامتياز.
يشار إلى أن الشاشات العربية بدأت في عرض المسلسلات التركية في العام 2007، حين عرضت قناة MBC مسلسل "إكليل الورد"، قبل أن تتوالى مسلسلات أخرى حققت نجاحاً منقطع النظير، في مقدمتها "سنوات الضياع" و"نور".