من نجم كرة القدم العالمي "نيمار" إلى المغني البرازيلي الشهير غوستافو ليما؛ وقعت البرازيل في حب الأخوين السوريين اللذين بدآ مسارهما الفني في غناء موسيقى البوب عقب ثلاثة أعوام من الفرار من بلادهم التي مزقتها الحرب.
"جمان النجم"؛ البالغ من العمر 10 سنوات، وأخوه "ليمار" ذو الـ 7سنوات، طفلان أصبحا واجهة لسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها البرازيل، والتي عرضت من خلالها 2000 تأشيرة للاجئين سوريين منذ عام 2013 لدواع إنسانية، وكانت تلك النسبة هي الأعلى بين دول أميركا اللاتينية. وهما يخططان الآن لتسجيل نداءات من أجل السلام في سوريا، بحسب ما أوردت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
الطفلان يُعرفان الآن باسم فرقة Syrian Boys، وقد وصلا إلى العاصمة برازيليا من مدينة السويداء في جنوبي سوريا بصحبة والديهما اللذين خسرا ابن عمهما في الحرب، وقالا إنهما يخافان الموت إن ظلّا هناك.
تعلم الغناء
تحت إشراف منتج برازيلي؛ بدأ الشقيقان بأخذ دروس الغناء، وسجّلا قطعاً موسيقية باللغة البرتغالية والعربية. وظهرا مؤخراً على شاشات التلفزيون في ساعات ذروة المشاهدة، وتلقيا رسالة من لاعب الكرة البرازيلي العالمي نيمار، والذي قال لهما "أتمنى أن تجدا السلام في البرازيل". وهما الآن يخططان لتسجيل أغاني منفردة مع نجوم موسيقى البوب البرازيليين. آملين أن يساعد ذلك في نشر محنة هؤلاء الذين لا يزالون في سوريا في خضم الحرب الأهلية بأنحاء البلاد.
"نحن الآن نعد أغنية باسم "سلامٌ في العالم" لإنهاء العنف في سوريا وفي العالم بأسره"، هكذا قال جمان مُضيفاً أن الفكرة قد تم استلهامها من أغنية الفنان مايكل جاكسون "نحن العالم".
الأخ الأصغر ليمار أضاف قائلاً: "سيسمع الناس ويخبرون الآخرين لإيقاف الحرب. العديد من الناس يموتون، وأطفال أبرياء يموتون في الشوارع".
الطفل ليمار قال إنه ليس لديه شكٌّ في أن الوصول إلى البرازيل أنقذ عائلته، فقال "في سوريا؛ البنادق توجد في كل مكان، تقتل الناس والأطفال، لو كُنا هناك حتى اللحظة، لا نعتقد أننا كُنا سنظل أحياء".
تلقا الأخوان مؤخرًا زيارة مفاجئة من نجمهم المفضل، غوستافو ليما، ضمن برنامج تلفزيوني شهير اسمه "فانتاستيكو". وقالا إن موسيقى ليما موجودة في سوريا أيضاً. وقال ليمار "نحن نحب الموسيقى السورية، يوجد لدينا موسيقى البوب وفانك، وهو نوع من الموسيقى الشعبية". ليما على قائمة الفنانين الذين يرغب الأخوان في التعاون معهم بإنتاج أغنيات جديدة؛ على الرغم من أنه لم يتم التأكيد بعد على مسار محدد للعمل.
محنة اللاجئين
ولكن على الرغم من أن شهرة الأخوين آخذة في الازدياد، تظل محنة العديد من اللاجئين السوريين قائمة في أنحاء البرازيل. ففي الوقت الذي نالت فيه الدولة الاستحسان إثر موقفها بقبول اللاجئين بينما تتردد العديد من البلدان خاصة في أوروبا، تعد الإجراءات الروتينية مجرد بداية.
فالدعم المقدم لهم محدود، ورغم أن اللاجئين يحق لهم العمل، فإن العثور على عمل أو منزل لايزال أمراً صعباً، وقد اقترح نشطاء أنه بالتوازي مع جهود منح حق اللجوء للاجئين، على البرازيل أيضًا أن تنظر في مسألة تقديم الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة، كالنساء المُعرضات للخطر والناجين من العنف.
"فضلاً عن الأبواب المفتوحة، تحتاج البرازيل إلى سياسات قوية للدمج والقبول في المجتمع" هكذا قالت كاميلا أسانو، منسقة السياسة الخارجية بمنظمة "كونيكتاس" غير الحكومية لحقوق الإنسان، والتي تتخذ من مدينة ساو باولو مقراً لها.
أما بالنسبة للأخوين السوريين وعائلتهم، فلم تمنحهم البرازيل اللجوء فقط، بل المستقبل أيضاً. ويقول والدهما، رياض: "نحن نفتقد الأصدقاء والعائلة بشدة، ولكن البرازيل حقًا .. حقًا جيدة، هنا في البرازيل الناس عائلتنا، أعتقد أنه من العظيم أن الأولاد يغنون، ويكون الأمر لطيفاً عندما يتحدث الناس عنّا. عندما يكون لدينا المال الكافي؛ سنساعد الناس في سوريا والذين هم في حاجة هنا".