برأت محكمة استئناف باكستانية، الإثنين 14 فبراير/شباط 2022، شقيق نجمة مواقع التواصل الاجتماعي قنديل بلوش، من جريمة قتلها في عام 2016، والتي أثارت غضباً عاماً بالبلاد وتغييرات في القوانين المتعلقة بما يُعرف "بجرائم الشرف".
كانت بلوش -واسمها الحقيقي فوزية عظيم- تبلغ من العمر 26 عاماً عندما قتلها شقيقها محمد وسيم، ولقبت الفتاة بـ"كيم كارداشيان الباكستانية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت نجمة شبكات التواصل الاجتماعي تظهر دائماً بمظهر عصري، مع اهتمام كبير بتصفيف الشعر والماكياج، كما كانت تنشر صوراً لها تُصنف على أنها "جريئة أو حتى فاضحة" بنظر الفئة الأكثر محافظة داخل المجتمع الباكستاني.
في العام 2019 حكم القضاء الباكستاني بالسجن مدى الحياة على شقيقها محمد، الذي تفاخر بأنه قتلها خنقاً بسبب "سلوكها غير المقبول".
محامي المُدان، سردار محبوب، قال إن موكله حصل على حكم "براءة كاملة" من محكمة في مدينة ملتان في شرقي باكستان، من دون إعطاء تفاصيل إضافية. ولم يُنشر قرار المحكمة بعد.
كانت جريمة قتل النجمة الشابة قد أثارت حالة من الصدمة في باكستان، حيث تُقتل مئات النساء سنوياً على يد أقرباء بحجة "صون شرف العائلة".
كان المُدانون بارتكاب "جرائم الشرف"، يفلتون من الملاحقة القانونية، لكنّ المشرعين أدخلوا تعديلاً على القانون الباكستاني، وقضى بأنه لا يمكن لأهل ضحية قضت في ما يُعرف بـ"جرائم الشرف" أن يصفحوا عن القاتل، الذي غالباً ما يكون من أفراد العائلة.
غير أن القاضي المكلف بنظر القضية يستطيع إسقاط طابع "جريمة الشرف"، مما يتيح للقاتل طلب إبطال الحكم بحقه.
يُشار إلى أنه بعد ثلاثة أشهر على قتل بلوش أقر البرلمان الباكستاني قانوناً يفرض عقوبة السجن مدى الحياة على مرتكبي ما يسمى "جرائم الشرف".
في بادئ الأمر، أكد والدا قنديل بلوش عدم إمكان "الصفح" عن ابنهما القاتل، قبل أن يغيّرا أقوالهما ويبررا فعلته، وقال أحد محامي الوالدة إنها أعطت "موافقتها" على الصفح عن ابنها.
وكالة رويترز نقلت عن محمد قوله إن أمه "أعلنت أيضاً في المحكمة أنها عفت عنه"، ولم يتضح ما إذا كانت المحكمة قد أخذت في اعتبارها ما أعلنته الأم لدي إصدار حكمها.
يُتوقع إطلاق سراح محمد وسيم في الأيام المقبلة، بعدما أمضى 6 سنوات في السجن، وفي تعليقها على ذلك، قالت صنم ماهر مؤلفة كتاب سيرة عن قنديل بلوش: "وسيم بات بإمكانه استعادة حريته بينما قُضِي على قنديل، لأنها تخطت حدود ما يُصنف سلوكاً مقبولاً للنساء في باكستان"، وأضافت "بعد حُكم اليوم، يحق لنا أن نسأل من الذي قتلها؟".
كانت بلوش قد نشرت منشورات على فيسبوك تحدثت فيها عن محاولة تغيير "العقلية النمطية التقليدية" للناس في باكستان، وواجهت تعديات متكررة وتهديدات بالقتل لكنها استمرت في نشر صور ومقاطع مصورة اعتبرت استفزازية.
عملت بلوش عارضة أزياء بناء على شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها أثارت غضب باكستانيين كثيرين.