صاحبة أفضل بحث علمي عن السرطان بألمانيا لـ”عربي بوست”: صديقتي ماتت بالمرض الخبيث فوهبت حياتي لعلاجه

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/21 الساعة 17:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/21 الساعة 17:26 بتوقيت غرينتش
سارة حجي صاحية أفضل بحث علمي عن السرطان في ألمانيا

أعلنت الجامعة الألمانية بالقاهرة تحقيق الدكتورة سارة محمود حجي إنجازًا علمياً عالميًا في مجال الأورام السرطانية، بعدما تقدمت بدراسة أثبتت خلالها وجود تأثير للهرمونات الجنسية لدى المرأة مثل هرمون الأستروجين، على الأعضاء غير الجنسية كالأمعاء والبنكرياس، وهو ما ساهم في تفسير الظاهرة التي حيرت كثيراً من العلماء وهي ارتفاع نسبة هذه الهرمونات حول منطقة الأورام السرطانية في أعضاء الجهاز الهضمي.

وهبت حياتها للبحث العلمي

في تدوينة مقتضبة نشر الحساب الرسمي للسفارة الألمانية في القاهرة تهنئة للباحثة المصرية سارة حجي التي حصلت على واحدة من أفضل جوائز التميز وأعرقها في مجال علاج السرطان.

تقول حجي لـ"عربي بوست": "بداية تعرفي على السرطان كانت بعدما أصيبت به واحدة من أعز صديقاتي وتربطنا علاقة قرابة، كانت تستعد للاحتفال بزواجها بعد قصة حب كبيرة إلا أن القدر لم يمهلها". أصيبت حنان، قريبتها، بأحد أنواع مرض السرطان.

بعد رحلة طويلة مع المرض ماتت صديقتها وتركت في قلب المراهقة سارة حجي جرحاً لا يندمل، في تلك اللحظة قررت سارة أن تعرف أكثر عن المرض وأن تحوّل المحنة إلى منحة.

بعد تلك الواقعة التحقت "سارة" بكلية الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية التابعة للجامعة الألمانية في القاهرة، لتكون نقطة انطلاق وخطوة أولى في تحقيق حلمها.

"اعتزمت أن أجد علاجاً للسرطان"

تضيف سارة: "اعتزمت أن أجد علاجاً للسرطان، قضيت ساعات وأياماً في القراءة والاطلاع، الجميع قدّم لي يد العون، عندما كنت أشعر بالإرهاق أو التعب كنت أذكّر نفسي بما عانته حنان من آلام".

تفوقها على أقرانها وزملائها أهّلها لأن تحصد أعلى المراتب في الجامعة، ومن ثم قررت بعد تخرجها أن تحصل على الماجستير على نفقتها الخاصة، تقول سارة: "كانت الفكرة الأساسية لديّ هي إثبات وجود علاقة نسبية بين الهرمونات الجنسية لدى المرأة مثل هرمون الإستروجين وتأثيره على الأعضاء غير الجنسية والأمعاء والبنكرياس، وهي فكرة جديدة تحتاج جهداً كبيراً لإثبات صحة النظرية".

طريق صعب

لم يكن الطريق ممهداً بالورود، حيث كانت المنافسة شرسة إلى أقصى حد، تقول سارة: "المسابقة على المنحة لم تكن سهلة قط، إذ شاركت مع قرابة 400 عالم من مختلف أنحاء العالم، إلا أن التفوق كان من نصيبي، وبالفعل حصلت على المنحة، التي سهلت كثيراً من الخطوات لتحقيق نجاح أكثر وضوحاً".

حصلت سارة على منحةٍ قدرها 2.7 مليون دولار، من المعهد الوطني والصحي بأمريكا، ليدعمها أكثر في المضي قدماً لتحقيق نتائج ونجاحات ملموسة، تقول سارة عن بحثها: "عند إفراز الهرمونات النسائية من المبيض تتجه تلك الهرمونات مباشرة إلى الخلايا الجذعية الموجودة في الأمعاء، وهو ما يترتب عليه حدوث ما يمكن وصفه بـ(الخلل) في طبيعة عمل تلك الخلايا وما ينتج عنها من مضاعفات".

استطردت حجي: "المنحة المالية ذللت العديد من العقبات أمامي لتحقيق نجاح ملموس، وبفضل الله تمكنت من إثبات الفرضية التي وضعتها بوجود علاقة متينة وحيوية بين الهرمونات النسائية والخلايا في الأعضاء الأخرى في الجسد". 

دعم أسري 

أشارت سارة إلى أن عائلتها تمثل حجر الأساس في تحقيق ذلك النجاح، حيث إن والدتها لم تتركها يوماً واحداً، بل كانت حريصة على متابعتها يوماً تلو آخر، وعندما لم تكن بجانبها كان التواصل هاتفياً بشكل يومي، تقول سارة: "والدتي هي من تكفلت بإقناع والدي بإمكانية السفر إلى الخارج، في النهاية والدي رجل شرقي يجد في سفر المرأة وحدها أمراً ليس باليسير، لكن ثقته في وفي حلمي، بجانب دعم والدتي، جعلاه يوافق على السفر فلولاهما ما كنت حققت خطوة واحدة من نجاحي، هما صاحبا الفضل الأكبر في كل شيء أنعم به".

وكتبت السفارة الألمانية باللغة العربية: "نهنئ الباحثة المصرية سارة حجي، على فوزها بجائزة ريشتسينهاين لأفضل بحث عن السرطان في ألمانيا، وقد التحقت سارة حجى بالجامعة الألمانية بالقاهرة، ثم حصلت على الماجيستير والدكتوراه من جامعة هايدلبرج والمركز الألماني لأبحاث السرطان".

مثلت تلك التدوينة السبيل الوحيد لوسائل الإعلام العربية والمصرية للتعرف على قصة نجاح الفتاة الثلاثينية التي تحمل في طياتها كثيراً من الألم والمعاناة.

تحميل المزيد