تأثر كثيرون بآخر أعمال دلال عبدالعزيز وآخر مشاهدها، الذي جسدت فيه مشهد وفاة، وشعروا بالحزن أن آخر مشهد فني مسجل لها كانت تودع فيه ابنها وتقول: "أشوف وشك بخير يا حبيبي"، ثم أخذت تردد "ما شاء الله"، و"الله أكبر" لرؤيتها شيئاً جميلاً قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
هذا المشهد المؤثر جاء في مسلسل "ملوك الجدعنة" الذي عُرض في رمضان الماضي (من منتصف أبريل/نيسان، وحتى منتصف مايو/آيار)، وهو آخر أعمال النجمة المصرية الراحلة، والذي كانت خائفة للغاية من المشاركة فيه، خشية أن تصاب بكورونا، وللمفارقة المحزنة، أن عبدالعزيز توفيت بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المعاناة من تبعات إصابتها بفيروس كورونا (أصيبت بكورونا هي وزوجها الفنان سمير غانم في نهاية أبريل/نيسان).
إذ نشر برنامج "ET بالعربي" مقطع فيديو من لقاء سابق كشفت فيه أنها رفضت الاشتراك في مسلسل "ملوك الجدعنة" في البداية خوفاً من فيروس كورونا، مع بعض الظروف الشخصية. (للملاحظة قالت عن المسلسل "عش الدبابير" إذا كان هذا الاسم المبدئي له قبل تغييره إلى "ملوك الجدعنة")
وأكدت أنها كانت معجبة بالعمل وبالدور بدرجة كبيرة، وكانت متحمسة لتجسيده، لكنها رفضته في البداية لخشيتها من كورونا، وأشارت إلى عرض فريق عمل المسلسل الدور على فنانة أخرى أثنت عليها دون ذكر اسمها، ولكنها هي الأخرى اعتذرت بسبب الانشغال في عمل آخر.
لذلك حاول صناع المسلسل إقناع دلال عبدالعزيز بالموافقة على الدور؛ وهو ما حدث بالفعل. وقد صورت عبدالعزيز الحوار مع البرنامج الذي تعرضه قناة MBC قبيل سفرها إلى لبنان لتصوير المسلسل.
كان المسلسل الأخير في سلسلة أعمال الفنانة الراحلة "ملوك الجدعنة"؛ حيث أدت دور "عطية"، وهي أم كانت تكابد الحياة من أجل الحفاظ على عائلتها.
وفي آخر مشاهدها بالمسلسل أبكت الجمهور مرتين، مرة بوفاة "عطية" بعد وداع ابنها "سرية" (أدى دوره الفنان عمرو سعد) بينما كانت في حالة صحية سيئة، وماتت تاركةً ولديها اللذين يحبانها بشدة، وبعد مكابداتها مشاق عدة لأجلهما، والمرة الثانية التي بكى فيها الجمهور بعدما استرجع الجمهور المشهد بعد وفاة النجمة دلال عبدالعزيز.
بدا المشهد بالنسبة لجمهور الراحلة بمثابة وداع لهم أيضاً.
كانت نقابة المهن التمثيلية في مصر قد أعلنت، 7 أغسطس/آب 2021، وفاة الفنانة دلال عبدالعزيز عن عمر ناهز 61 عاماً، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المعاناة من تبعات الإصابة بفيروس كورونا، فرغم تعافيها من فيروس كورونا فإنها عانت من مضاعفات المرض وآثاره الجانبية، مثل التهاب الرئة الذي يجعلها مضطرة للتنفس عبر الأجهزة الاصطناعية.
وقد لحقت دلال عبدالعزيز بزوجها الفنان سمير غانم، الذي توفي في مايو/أيار عن عمر 84 عاماً متأثراً بإصابته بكورونا.
وُلدت الفنانة في 17 يناير/كانون الثاني عام 1960، بمحافظة الشرقية، في شرق الدلتا، وتخرجت في كلية الزراعة- جامعة الزقازيق. قدّمها المخرج نور الدمرداش لأول مرة في مسلسل "بنت الأيام" عام 1977، بطولة محمود مرسي وكريمة مختار ونعيمة وصفي، لكن عائلتها أصرّت على أن تُنهي دراستها الجامعية قبل أن تحترف التمثيل.
بعد التخرج في الجامعة عادت مرة أخرى للتلفزيون، حيث التقت مع الممثل جورج سيدهم في أحد المسلسلات، ورشحها لبطولة مسرحية "أهلاً يا دكتور" مع صديق عمره سمير غانم. تزوجت بعد هذه المسرحية من غانم، الذي كان يكبرها بنحو 20 عاماً، وأثمرت هذه الزيجة عن ابنتين، هما الفنانتان دنيا وإيمي سمير غانم.
قد يهمك أيضاً: رسالة مؤثرة من دنيا سمير غانم إلى والدتها الراحلة دلال عبدالعزيز