بعد قرابة الشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أسفر عن استشهاد قرابة 9 آلاف شخص، انطلقت حملات إلكترونية من مجموعة من الأشخاص لمشاهدة فيلم "ولد في غزة" "Born in Gaza" الذي يتحذث عن الحرب في القطاع والموجود على منصة نتفليكس التي تعرف أنها داعمة لإسرائيل.
أخرج الفيلم سنة 2014 من قبل مخرج إيطالي يدعى "هيرنان زين" Hernán Zin فيما يحكي الفيلم الوثائقي عن قصة 10 أطفال ولدوا في غزة وكيف يعيشون في الظروف الصعبة خاصة خلال فترة الحرب مع إسرائيل.
ولد في غزة.. وثائقي يعود بعد 10 سنوات
حسب موقع "hollywoodreporter" في يوليو/تموز 2014، انتشرت صور الغارة الجوية على شاطئ غزة والتي أسفرت عن مقتل أربعة شبان يلعبون كرة القدم، على المستوى العالمي، مما دفع المخرج الإسباني هيرنان زين إلى السفر جواً وتصوير فيلم وثائقي عن محنة أطفال فلسطين والذي سماه فيما بعد "ولد في غزة".
هيرنان زين هو مخرج ومنتج وكاتب ومراسل حربي من أصل إيطالي أرجنتيني رشح لجائزة إيمي وجرامي. لقد عمل في أكثر من 80 دولة. يتم بث أكثر من 35 فيلماً ومسلسلاً له على منصات مثل Netflix وAmazon Prime Video وNatGeo وDisney Plus وHBO وCanal Plus وMovistar Plus وRAI وGlobo.
تم الاعتراف بإنتاجاته في جميع أنحاء العالم، حيث فازت بمهرجانات كبرى مثل مهرجان مونتريال السينمائي مع فيلم "Dying to Tell" عام 2018. كما تم ترشيح أحد أفلامه الأخيرة، "57 Days"، الذي تم إنتاجه بالاشتراك مع صحيفة نيويورك تايمز، لجائزة إيمي في عام 2022.
تم ترشيحه ثلاث مرات لجوائز غويا وفاز مرتين بجائزتي فوركي وبلاتينو عن "ولد في سوريا" و"ولد في غزة" و"ذاكرة".
في عام 2002، أسس شركة Doc Land، إحدى الشركات المستقلة الرائدة في أوروبا والتي تنتج الأفلام والعروض والإعلانات التجارية للقنوات والمنصات والعلامات التجارية في جميع أنحاء العالم. مقرها في مدريد، لدى Doc Land أيضاً مكاتب في دبي ولوس أنجلوس.
في عام 2021 أسس شركة Pod Land، وهي شركة جديدة تهدف إلى إنشاء ملفات بودكاست للجمهور الناطق بالإسبانية والتي تنتج حالياً 15 بودكاست.
قصة فيلم ولد في غزة
ولد في غزة هو عبارة عن وثائقي صريح يحكي قصة 10 أطفال يعيشون حياة صعبة بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والحصار التي تعيشه مدينة غزة،
يروي زين قصص 10 أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات. ومن بينهم محمد، الذي يبحث في أكوام القمامة عن أشياء لبيعها؛ عدي الذي رأى أخاه الأكبر يموت؛ محمود، ابن مزارع أصبحت أرضه غير صالحة وسقطت جماله وأغنامه ضحية للقصف؛ الرجاف، الذي قُتل والده أثناء محاولته إنقاذ الأرواح في سيارة الإسعاف الخاصة به؛ وسندس، فتاة صغيرة مصابة بجرح في المعدة.
يتحدث الأطفال بوضوح وحزن عن تجاربهم، ويروون آثار الحرب على حياتهم، لكنهم إما غير مدركين أو غير قادرين على شرح أسبابها بشكل صحيح. "ليس لدينا صواريخ أو دبابات، يشرح أحد الأطفال. يتوسل محمود قائلاً: "نحن نزرع الخضراوات، وليس القنابل".
بعد ثلاثة أشهر، في أعقاب وقف إطلاق النار في أغسطس 2014، يعود زين لالتقاط قصص الأطفال. ولم تكن المساعدة الموعودة وشيكة، بسبب القنابل التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
رجاف وأصدقاؤه يقدمون تحية مؤثرة لوالدهم المتوفى من خلال رش الماء من زجاجة بلاستيكية على قبره. يرى معتصم الآن شبح أخيه الميت في الليل ويعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة: فهو يحتاج إلى مساعدة نفسية، وهو أمر غير مسموح له به.
فيلم Born in Gaza والنقاش السياسي
لا يوجد أي نقاش سياسي مباشر على الإطلاق داخل الفيلم ربما لأن السياسة لا معنى لها بالنسبة لهؤلاء الأطفال، ولا يوجد تعليق صوتي: لقد اختار زين إسكات أصوات البالغين وترك كلمات الأطفال والصور تتحدث عن نفسها.
تُطبع الإحصائيات بشكل صريح على الشاشة، الأرقام الباردة وراء الفظائع، بما في ذلك تلك التي تشير إلى عدد القتلى والجرحى من الأطفال في قطاع غزة.
تكشف اللقطات الجوية المتكررة في هذا الفيلم الجميل بشكل عام عن الدمار المروع الذي سببته الهجمات الإسرائيلية، يظهر الأطفال أحياناً بحركة بطيئة وهم يتحركون عبر الأنقاض، ويفترض أنها محاولة من زين، الذي يتولى معظم الاعتمادات التقنية، لجعل الجمهور يفكر في الأطفال كأفراد وليس كمجرد إحصائيات.
خلال مدة الفيلم التي تصل إلى ساعة وربع تقريباً تُسمع كلمة "إسرائيل" مرة واحدة فقط في الفيلم، فيما كانت الدقائق الأخيرة من الفيلم متفائلة؛ إذ نرى أطفالًا يركضون بسعادة نحو الكاميرا، ويفعلون ما يجب على الأطفال فعله.