رغم بلوغه سن الـ56، ما زال توم كروز يصر على القيام بجميع لقطات المجازفات بنفسه، ولكن الأمر ليس مجرد شجاعة، فهو أعقد من ذلك بكثير، إليك كيف يؤدي توم كروز المشاهد الخطيرة بنفسه.
فمع تقديمه الجزء السادس من سلسلة أفلام Mission Impossible، ما زال كروز يواصل تأدية بعض أكثر مشاهد المجازفة إثارةً وتحدياً للموت على الإطلاق بنفسه، حسب وصف تقرير لصحيفة Mirror البريطانية.
الأمر الذي يدفع الجميع للتساؤل،، كيف يؤدي توم كروز المشاهد الخطيرة بنفسه خاصة في الفيلم الأخير (Mission Impossible – Fallout) بعد أن تخطى حاجر الخمسين؟
إليك كيف يؤدي توم كروز المشاهد الخطيرة بنفسه
لا يُظهِر توم أي علامة تدل على رغبته في استبداله بدوبلير، أو بديل لأداء هذه المَشاهد.
إذن،، كيف يؤدي توم كروز المشاهد الخطيرة بنفسه؟
الواقع أن كروز لا يعتمد على شجاعته فقط لتأدية هذه المشاهد الخطرة، بل إن الأمر أشبه بمهة شاقة وطويلة لإنتاج أي فيلم من سلسلة "مهمة مستحيلة".
إذ يستغرق الأمر جهداً كبيرا وتدريباً يستمر فترة طويلة، لتنفيذ هذه المشاهد المجنونة.
حتى إن توم كروز اضطر إلى الحصول على رخصة طيران، لتأدية مشهد الطائرة المروحية الخطير في فيلمه الأخير Mission Impossible – Fallout.
ولكن كروز ليس وحده، إذ أن هناك أيضاً رجالاً مجهولين يقفون وراء تقديم هذه المشاهد الخطرة.
هؤلاء الرجال المجهولون يقفون وراء مشاهد توم كروز الخطرة
في حين يرفض توم أن يقوم أي بديل (دوبلير) بالمخاطرة بحياته بدلاً منه، فإنه يعتمد على الرجال الأفضل في هذه المهنة، لكي يعدوه لهذه المشاهد.
فهناك على سبيل المثال، منسق المَشاهد الخطرة للفيلم، وايد إيستوود.
كذلك منسق المشاهد الجوية وطيار المروحيات مارك وولف، الذي تحفل سيرته المهنية المدهشة بالمشاركة في 12 فيلماً من أفلام جيمس بوند، وأيضاً أفلام Saving Private Ryan، وThe Revenant، وسبعةٍ من أفلام Harry Potter.
وقد شارك مارك أيضاً، في أربعة من الأفلام الستة لسلسلة Mission Impossible.
ولكن حتى المتخصصون بالمخاطر منبهرون بأدائه
"توم كروز في أفضل حالةٍ بدنية، إنه مثل الآلة".
هكذا يصف منسق المشاهد الخطرة للفيلم النجمَ الذي قارب على الستين.
ولكن هذا لا يعني أن الأمور تسير دوماً على ما يرام.
فرغم المَشاهد المجنونة التي مرت بسلام، فقد تعرض كروز للإصابة، في مشهد ليس على درجة خالية من الخطورة خلال تصويره فيلم Mission Impossible – Fallout.
وسبب إصابته بالفيلم الأخير يبدو تافهاً مقارنة بمغامراته المجنونة.. ولكن الأغرب رد فعله
وتصدّر الفيلم عناوين الأخبار عندما توقف العمل به بسبب كسر في كاحل أصيب به كروز في أثناء قيامه بمشهدٍ خطير يقوم فيه بالقفز فوق أسطح مباني لندن.
ولكن الغريب رد فعل توم الأوليّ على الحادثة.
Tom Cruise's new stunt in 'Mission Impossible: Fallout' will give you cold sweat https://t.co/QCobmOgbdJ pic.twitter.com/9kgKdni4Oj
— Mashable (@mashable) January 30, 2018
لقد قال كروز حرفياً لطاقم التصوير: "يا رفاق، لقد كُسِر كاحلي".
ويعلق وايد قائلاً: "إنه يفهم جسده جيداً".
وأضاف كروز خلال هذا الموقف الحرج: "إنه مكسور، إنه التواء، خذونى للمشفى، ولنعالِجه بأسرع وقتٍ ممكن". ثم بدأ بعدها في الاعتذار للجميع، "فقلنا له: توقف عن الاعتذار!".
يقول وايد إن "هذا المشهد ليس إلا أحد أسهل المشاهد الخطرة في الفيلم، ولكن ما حدث أنه قام بمد ساقه أطول من اللازم فقط".
أما المشهد الختامي الملحمي للمِروحية، فهذه قصة أخرى
"لقد مثّل مشهد مطاردة المروحيات تحدياً كبيراً، لأننا لم نقم بفعل أي شيء كهذا من قبل".
هكذا وُصف مشهدَ قيادة توم للمروحية من قبل منسق المَشاهد الجوية وطيار المروحيات مارك وولف.
وبالنظر إلى السيرة المهنية المدهشة لوولف في مجال العمل بأفلام الأكشن، فإنه عندما يصف هذا المشهد بأنه يمثل تحدياً كبيراً، فإنه يعني ما يقول.
لقد حصل على رخصة طيران قبل تصوير المشهد، ولم يكن هذا كافياً
كان لدى مارك 6 أشهر فقط لتجهيز توم قبل بدء التصوير بنيوزيلندا، في يونيو/حزيران 2017.
وعندما بدأ التصوير، كان لدى الفيلم طاقم جوي بلغ تعداده 100 شخص، للعمل على بعض المشاهد.
وعند هذه النقطة، بالطبع كان كروز قد حصل على رخصتي طيارٍ خاص وطيارٍ تجاري.
ولكن، بحسب مارك، في حين كان يحمل نجم هوليوود رخصته للطيران الاحترافي، فقد كان مستوى خبرته في تجربة الطيران التي يفترض أن يخوضها، عند "حدها الأدنى".
وهكذا تعلَّم الطيران فوق الجبال
يقول مارك: "لقد علّمته كيفية الطيران في تشكيلة (أي كجزءٍ من سرب)، حتى يتمكن من اعتياد الطيران في ظل وجود اضطرابات هوائية وفي أثناء الطيران بالقرب من الطائرات الأخرى
وكان الهدف من هذا التدريب الشاق هو أن يتمكن توم من المناورة بالمروحية بسلاسةٍ ودقة.
ولقد خصص له مارك طياراً خبيراً بالطيران فوق الجبال، ليعلمه كيفية التعامل بالمروحية في الهواء الرقيق الذي يعلو الجبال والرياح والعقبات الأخرى التي سيُواجهها.
والمذهل كذلك خلال هذا التدريب -على حد قول مارك- هو "قيام توم كروز بقيادة المروحية وجعله يطارد وايد وهو يقود سيارة، حتى يتمكن من اعتياد الطيران داخل المساحات المحدودة والتحرك دون الارتطام بجدران المقصورة".
وهل يعني ذلك أنه لا يشعر بالخوف؟
لكن مع كل الشجاعة التي يبديها على شاشة العرض، إلا أن وايد ومارك يعترفان بأنهما غالباً ما يريان آثار التوتر والقلق بادية على توم كروز عند تأديته المشاهِد الخطرة.
يقول مارك: "أعتقد أن الجميع يصبحون قلقين في مثل هذه المواقف، ولكن يجب ألا تسمح لهذا بالتأثير عليك. يجب أن يكون الجميع في أقصى درجات التركيز، ولا يمكن الوصول لهذا القدر من التركيز إلا بتقليل القلق إلى الحد الأدنى".
وأضاف: "تكون قلقاً قليلاً من العواقب التي قد تقع في أثناء هذه المشاهد، ولكن يجب ألا تترك هذا القلق يؤثر عليك وعلى تركيزك".
المشكلة تكون أحياناً، حسب مارك "أنك لا ترى التوتر بادياً على كروز، لأنه يقوم بالتمثيل طيلة الوقت، وتظن أنه يجب ألا يشعر بالقلق أبداً، لكن هذا جزء من عمله".
ولكن أحياناً يستتبب إتقان كروز للتمثيل بمشكلات في التصوير.
وإتقانه التمثيل في المواقف الخطرة سبّب مشكلة بالفيلم
يقول وايد إنه تحتّم عليه في إحدى المرات أن يوقف تصوير مشهد مجازفةٍ تحت الماء؛ ظناً منه أن توم كان يغرق حقاً.
و"فهْم هذه المواقف الملتبسة التي لا تعرف فيها هل هو يمثل أم أن الأمر حقيقي، هو الأمر الأصعب في بعض الأحيان، لأن توم دائماً ما يكون في طور التمثيل".
ويضيف قائلاً: "فعلى سبيل المثال، في أحد المشاهِد لمهمةٍ تدور تحت الماء، كان يتحتم على توم البقاء تحت الماء 6 دقائق.
وقد كان يمثل أنه يغرق ثم قررت إيقاف التصوير فوراً، لأنني كنتُ أراقب الشاشة واعتقدت أنه كان يغرق بالفعل"، حسب وايد.
ولكن توم كروز خرج من الماء وبدا عليه الاحتجاج، فقلتُ له: "لقد بَدا تمثيلك مقنعاً للغاية، لذلك تحتّم عليّ أن أوقِف التصوير".
العبارة التي لم يسمعها.. "لا تصوِّر هذا المشهد"
هل حاول وايد ومارك سابقاً إقناع توم بالعدول عن تأدية أي من المشاهد شديدة الخطورة التي ظهرت في سلسلة Mission Impossible؟
ردّ مارك على هذا السؤال قائلاً :"لم نكن لنقوم بذلك قط، بل كنا نشجعه على القيام بعمله".
وأضاف: "يتمثل عملنا في السماح له بالتعبير عن نفسه وجعله يقوم بكل ما يستطيع القيام به. وكل ما علينا القيام به هو إعداده لأداء ذلك والحفاظ على سلامته خلال ذلك".
في حين قال وايد: "طالما يقضي توم الوقت اللازم خلف مقود الطائرة ويلتزم بالتدريب ويحصل على المؤهلات اللازمة للوصول إلى مستوىً آمن؛ ليس فقط بالنسبة له، بل للطيارين الآخرين من حوله، فلا بأس إذن".
"لا توجد طرقٌ مختصرةٌ للقيام بالأمر. عندما يتعلق الأمر بالمروحيات، فإن هامش الخطأ يجب أن يكون صفراً. كان يجب عليه أن يكون مستعداً بنسبة 100% في مشهد مطاردة المروحيات، وإلا فلن يتمكن من إتمام تصوير المشهد".
ويوافقه مارك الرأي، مستدركاً: "ولكن توم مدركٌ لهذا الأمر أيضاً. لقد قام به عدة مرات من قبل".