صباحي أو مسائي أو أصيلي ومحب للقيلولة.. تعرف على شخصيات النوم

رغم أن أغلب الأشخاص ينتمون إلى هذا الطيف المتباين بين "الصباحيين والمسائيين"، حددت دراسة استقصائية واسعة النطاق في الوقت الحالي زوجاً من التصنيفات الأخرى الموجودة بين تصنيفي الصباحيين والمسائيين

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/18 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/17 الساعة 18:06 بتوقيت غرينتش
"محبو القيلولة" (napper) و "الأصيليون/محبو وقت الأصيل" (afternoon) هما نوعان مختلفان ولهما سمات خاصة بكل منهما تختلف عن نوعي الصباحيين والمسائيين/ istock

لاحظ الطبيب النفسي الألماني إميل كريبيلن في مطلع القرن العشرين نموذجاً غريباً بين مرضاه. إذ فضّل بعضهم الاستيقاظ في الصباح الباكر والنوم مبكراً، فيما وجد آخرون أنهم يكونون أكثر إنتاجية إذا استيقظوا متأخراً وناموا في اليوم التالي.

واستناداً إلى أعوام من البحوث السريرية المنهجية، والتجارب النفسية، والدراسات المتعلقة بالنوم، كان كريبيلن وطلابه أول من وصف ما صار الآن مبدأً شبه عالمي يقول: يوجد في هذا العالم قسم للأشخاص الصباحيين وآخر للأشخاص المسائيين.

ونطلق على هذين التفضيلين الآن تفضيلي السمة الزمانية، غير أن أدلة حديثة تشير إلى وجود ما لا يقل عن نوعين آخرين.

هذا ما كشفته دراسة جديدة نشرها موقع Sciencealert.

تصنيفات أخرى غير صباحي أو مسائي للنوم

بالرغم من أن أغلب الأشخاص ينتمون إلى هذا الطيف المتباين بين "الصباحيين والمسائيين"، حددت دراسة استقصائية واسعة النطاق في الوقت الحالي زوجاً من التصنيفات الأخرى الموجودة بين تصنيفي الصباحيين والمسائيين.

اقترح مؤلفو الدراسة أن "محبي القيلولة" (napper) و "الأصيليين/محبي وقت الأصيل" (afternoon) هما نوعان مختلفان ولهما سمات خاصة بكل منهما تختلف عن نوعي الصباحيين والمسائيين.

إذ إن الأصيليين يكونون نعاساً في الصباح والمساء، فيما يبلغون أقصى درجات الانتباه في اليوم عند وقت ما بين الظهيرة والمساء.

على الوجه الآخر من هذه العملة، يكون محبو القيلولة نعاساً بين الـ 11 صباحاً والـ 3 بعد الظهر، فيما يكونون مستفيقين في الصباح والمساء.

يحاول الخبراء النفسيون استخلاص تعقيدات هذا الطيف منذ أعوام، وثمة مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن هناك ثلاث، أو حتى أربع، سمات زمنية بين البشر.

دراسة تابعت أنماط نوم 1305 أشخاص

بالرغم من إظهار نتائج هذه الدراسات السابقة اختلافات كبيرة بين المجموعات، تختلف الدراسة الجديدة في أنها تتوصل إلى هذه النماذج قبل تصنيف المشاركين – بل وبدون تطبيق المقاييس المختلفة للصباحيين والمسائيين.

جُمعت النتائج باستخدام استجابات على الإنترنت من 1305 أشخاص، وكانت الغالبية العظمى من الإناث والصغار نسبياً.

من خلال تقديم معلومات شخصية ومعلومات أساسية عن الوظيفة، استكمل المشاركون 6 أدوات استبيان مصممة لتحديد التفضيل الأساسي للشخص بين الصباح والمساء، وإيقاع الساعة البيولوجية، وجودة نومه، واستيقاظه المتوقع في أوقات عشوائية خلال اليوم (وكان المقياس يتراوح بين "ناعس للغاية" و"منتبه للغاية").

إضافة إلى أن كل سؤال من هذه الأسئلة افترض نوم المشارك في الساعات الاعتيادية مساءً، واستيقاظه في السابعة والنصف صباحاً.

4 سمات زمنية تحدد موعد نعاسك ونشاطك

من خلال استخدام التحليلات الإحصائية، صنَّف الباحثون هذه الاستجابات إلى أربع سمات زمانية مع اختلافاتهم الشخصية اليومية في النعاس.

كتب المؤلفون في ورقتهم البحثية: "يمكن للمرء التعرف بدون أدنى شك على انقسام المشاركين في الدراسة إلى صباحيين ومسائيين، ونوعين آخرين".

وبينما تنبأ بعض الخبراء النفسيين بوجود نوع فرط الانتباه، وهي سمة زمانية مرتبطة بجميع أوقات اليوم، لم تجد الدراسة أدلة تشير إلى هذا النوع.

يقول المؤلفون إن أغلب الأشخاص في مجتمعات ما بعد عصر الصناعة ينتمون إلى إحدى السمات الزمانية الأربع المميزة المذكورة في السطور السابقة، ولم يتجنب التصنيف إلا 30% فقط.

ويذكر المؤلفون: "بينما عُرِّف 631 شخصاً على أنهم إما صباحيون أو مسائيون، كان 550 شخصاً منتمين إلى تصنيفي الأصيليين أو محبي القيلولة.

ومن بين هؤلاء كان 637 مرتبطين بسمة زمانية واحدة مُميِّزة (إما صباحي أو مسائي أو أصيلي أو ومحب للقيلولة)".

هل هناك عوامل خارجية تؤثر على هذا التصنيف؟

وبنفس قدر الثورية التي قد تبدو عليها الدراسة للوهلة الأولى، تأتي هذه الدراسة مع بعض المحاذير والقيود الأساسية.

ويتعلق أحد أكبر هذه القيود والمحاذير بغياب البيانات التي تقارن بين النعاس الذاتي والنعاس الموضوعي. فيما يتعلق آخر بالتمثيلات غير المتساوية للعمر والنوع.

وتأكيداً على ذلك، يعترف المؤلفون أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث للتحقق من هذه الأنواع من منحنيات النوم  الأربعة المميزة ومعرفة ماهية العوامل البيولوجية أو الجينية أو النفسية الاجتماعية أو البيئية التي قد تؤثر على تطورها.

على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن المسائيين قادرون على مقاومة إيقاع الساعة البيولوجية لديهم لتسهيل أوقات الصباح عليهم، ولكن هل تفلح نفس الحيلة مع الأصيليين؟

تندر البحوث التي تتناول السمات الزمانية الأخرى وتتباين نتائجها أيضاً. ولكن وفقاً لما بدأنا نراه، يبدو أنها أكثر شيوعاً مما كنا نعتقد.

وقد نُشرت هذه الدراسة في المجلة الأكاديمية Personality and Individual Differences.

تحميل المزيد