كيف يمكننا أن نخفف من حدة الشمس لنتمكن من النجاة من التغيرات المناخية

قترحت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة زراعة الكربون أو وضع سماد على الأراضي الخالية يمكنه امتصاص ثاني أكسيد الكربون

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/05 الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/06 الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش
كيف يمكننا أن نخفف من حدة الشمس لنتمكن من النجاة من التغيرات المناخي

التغير المناخي حقيقة، سواءً كنت تصدق هذا أم لا؛ مواجهة التغير المناخي مسألة مختلفة تماماً. إنها مواجهة سياسية.

اقترحت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة زراعة الكربون أو وضع سماد على الأراضي الخالية يمكنه امتصاص ثاني أكسيد الكربون، باعتبارها بعضاً من الخطط الكثيرة القابلة للتطبيق للمساعدة في مواجهة تغيرات المناخ.

لكن ماذا لو تمكنا من حقن جزيئات في طبقة الستراتوسفير لحجب أشعة الشمس قليلاً بالفعل وتقليل الاحترار؟ هنا جاءت بعض الإجابات بحسب ما نشره موقع The Daily Beast الأمريكي.

حلول مبتكرة

التحكم في انبعاثات الشمس هو حل حقيقي، أصبح العلماء والساسة يولونه اهتماماً أكثر وأكثر. فالأمر كالتالي: أسطول من الطائرات يقدر على الوصول لطبقة الستراتوسفير، ونشر الجزيئات في هذه الطبقة بانتظام بغرض تقليل مقدار أشعة الشمس التي تصل إلى التروبوسفير التي نعيش فيها.

وتتراوح هذه الجزيئات من رذاذ الكبريتات، والذي يعد أشهر المواد المرشحة لتنفيذ هذه الفكرة بسبب قدرتها على تخفيف أشعة الشمس أثناء انبعاثها بعد الانفجارات البركانية.

لكن بعض العلماء يفكرون في نشر تراب الماس في الغلاف الجوي. وينظر الباحثون في استخدام ملح البحر لتفتيح السحب، والذي من شأنه جعلها عاكسة أكثر لأشعة الشمس.

إحدى أكبر العقبات أمام أيٍّ من هذه الوسائل هي التكلفة. حتى يمكن تطبيق التحكم في انبعاثات الشمس، يستلزم الأمر دولة قوية ذات نفوذ كبير مثل الولايات المتحدة، أو مجموعة من الدول لتكون مسؤولة عن إدارة هذه الجهود.

هندسة الغلاف الجوي

جاء التحكم في انبعاثات الشمس، على الرغم من عامل التكلفة، في نقطة فاصلة بالنسبة لكوكبنا. تدعي الأمم المتحدة أننا إذا لم نزد من جهودنا زيادة جذرية لمواجهة التغير المناخي، فإننا في الطريق لنرى درجات الحرارة العالمية تزداد بمقدار 3 درجات سليزيوس أكثر من الدرجات ما قبل الصناعة. ولنضع هذه الأرقام في سياق ملموس، فمن المتوقع أن يرتفع مستوى البحر أكثر من 7أقدام (أكثر من مترين) مقابل كل درجة احترار.

وبالإضافة إلى أن الحر وحده قد يقتل الملايين. فزيادة 3 درجات سيليزية سيكون له تأثير كارثي على العالم.

اقترح سياسيون تقليل الانبعاثات، لكن العلماء لا ينتظرون، ويبحثون في كيفية هندسة الغلاف الجوي جيولوجياً لمواجهة التغير المناخي.

وإلى جانب التحكم في انبعاثات الشمس، اجتذب حل إزالة ثاني أكسيد الكربون أو امتصاص ثاني أكسيد الكربون حرفياً من الهواء اهتماماً كبيراً.

لكن حتى هذا أثار الجدل. أعاقت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مؤخراً إحدى جهود الأمم المتحدة لدراسة منافع وأخطار بعض مفاهيم الهندسة الجيولوجية بعينها، والتي من شأنها المساعدة في مواجهة التغير المناخي.

مثل إزالة ثاني أكسيد الكربون، والتحكم في انبعاثات الشمس. تفيد التقارير أن هذه الدول فعلت هذا لحماية مصالحها في صناعة الوقود الحفري. ولم يستجب مبعوث الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة للتعليق على هذا.

وهذا يحبط العلماء

قال آلان روبوك، أستاذ العلوم البيئية في جامعة روتجرز لموقع The Daily Beast الأمريكية: "لماذا يجب على هذه الإدارة أن تضع في اعتبارها التعامل مع مشكلة تدعي أنها ليست موجودة من الأساس".

وأضاف: "الاحتباس الحراري مشكلة حقيقية، ونحن في حاجة لنعرف أخطار الهندسة الجيولوجية إذا اضطررنا لاستخدامها في أي وقت".

دون التعمق في التفاصيل، قد يكون التحكم في الانبعاثات الحرارية ما هو إلا وصفة للوصول لمستقبل ديستوبي. عليك أن تتخيل فقط أنك في مشهد من أحد الأفلام يقول فيه العلماء أنهم أطلقوا شتاءً سرمدياً بسبب عملية حسابية خاطئة.

لكن الدراسة الأولية تقول إن هذه التقنية آمنة نسبياً. وجدت دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة Nature Climate Change العلمية أن التحكم في انبعاثات الشمس يمكنه أن يقلل هطول الأمطار في بعض المناطق، لأنه سيقلل عمليات البخر.

لكن استخدام التحكم في انبعاثات الشمس للتقليل من الاحترار المتعلق بتغييرات المناخ إلى النصف فقط لن يتسبب في قلة هطول الأمطار بالمقدار الكبير.

تقول لين راسل، أستاذة كيمياء الغلاف الجوي في جامعة كاليفورنيا، بمدينة سان دييغو لموقع The Daily Beast:

"هناك عدد من الدراسات التي أُجريت في السنوات العشر الأخيرة، وجد معظمها أنها إذا نُفذت جيداً وبنجاح، فمن الممكن أن تقلل كمية التغير المناخي بسبب الاحتباس الحراري دون أي عواقب غير متوقعة حسب ما نعلمه الآن".

نظام الغلاف الجوي

وقالت راسل إن أحد الأخطار المبدئية المرتبطة بالتحكم في انبعاثات الشمس هي أن الغلاف الجوي قد يستجيب لهذه الجزيئات بطريقة سلبية لا يمكننا التنبؤ بها حتى الآن.

وقالت إن هذه السنوات من البحث ستكون مطلوبة قبل أن نفهم كيف سيتفاعل الغلاف الجوي مع كل نوع من هذه الجزيئات التي من الممكن استخدامها للتحكم في انبعاثات الشمس.

تقول راسل: "الشيء الذي لا نملك عنه معلومات واضحة هو رد فعل النظام". وأضافت: "نحن نعلم أن هناك أجزاءً معينة من نظام الغلاف الجوي تتفاعل مع بعضها البعض".

وأضافت راسل أن تغيير الغلاف الجوي في منطقة واحدة من الممكن أن يتسبب في تأثيرات ضارة في منطقة أخرى.

هناك ما يثير القلق بشأن الصحة العامة، فيما يتعلق بالطريقة التي سيتفاعل بها الغلاف الجوي مع التحكم في انبعاثات الشمس. يعتقد العلماء أن رذاذ الكبريتات قد لا يدمر فقط طبقة الأوزون، لكن قد يتسبب أيضاً في أمطار حمضية وحموضة المحيطات على المدى البعيد.

مجال واعد

بالإضافة إلى ذلك، قال يانوس باستور، المدير التنفيذي لمبادرة كارنيجي لحوكمة الهندسة الجيولوجية للمناخ لموقع The Daily Beast إنه ليس من الواضح كيف سيؤثر تقليل شدة الشمس على صحة الإنسان عامة.

قال باستور: "ستقل أشعة الشمس بمقدار 1% إلى 1.5% بمعدلات ثابتة، وعلى الرغم من أن هذا قد لا يبدو رقماً كبيراً، من الممكن أن يكون له تأثير لا نفهمه في هذا الوقت".

يقال إن تقليل الاحترار له تأثيرات إيجابية كثيرة تفوق حجب الشمس بستار يقلل من شدة إضاءتها، وهي الإبطاء من انصهار القمم الجليدية، وحماية مناطق كبيرة من الكوكب من أن تصبح حارة على نحو غير محتمل، وتقليل عدد العواصف الكبرى التي سنمر بها.

قال باستور: "نعلم أن العواصف الكبرى تحدث عادة بسبب زيادة الحرارة في المحيطات، لذا إذا خفَّضنا من درجة الحرارة هذه، فقد يفكر المرء حينها.. هذه المخاطر قد تقل".

وفي حين أن الهندسة الجيولوجية مجال واعد، أكد خبراء تحدثوا مع موقع The Daily Beast ألا نشرع في تجربتها حتى نفهم بالكامل الأثار الجانبية.

قال باستور:

"لا توجد الكثير من الأموال التي تنفق على البحث في هذه المجالات، ولذا لا يوجد الكثير من التطورات".

وأضاف:

"الموقف الذي أتمنى أن يتجنبه العالم هو أن يستمر في إرسال غازات الاحتباس الحراري، ويعزف عن إزالة الكثير من ثاني أكسيد الكربون، لأنه مكلف ويستغرق الكثير من الوقت، وفجأة بعد 10 أو 20 عاماً من الآن نجد أنفسنا في طريق مسدود والمنفذ الوحيد هو تعديل الإشعاع الشمسي".

تحميل المزيد