كان عام 2021 عاماً رائعاً ومميزاً فيما يتعلق بالاكتشافات التاريخية، بدءاً من كنوز الفايكنج وحتى المومياوات المصرية القديمة.
المثير للدهشة ليس فقط الاكتشافات، ولكن الطرق غير المتوقعة التي تم بها اكتشاف هذه الأشياء المذهلة، بالإضافة إلى المواقع غير العادية التي تم العثور عليها فيها.
من القطع الأثرية القديمة التي اكتشفها علماء الآثار أثناء التنقيب إلى العملات والكنوز المكتشفة صدفة، تابع القراءة للتعرف على اكتشافات تاريخية مميزة في عام 2021.
مومياء بلسان ذهبي
في يناير/كانون الثاني عام 2021، اكتشف علماء الآثار 16 مومياء قديمة في مدينة الإسكندرية، شمال القاهرة. وفي حين أن هذه الجثث المحنطة لم تكن في أفضل حالة إلا أن الخبراء لاحظوا وجود مومياء ذات ميزة بارزة فيها، كان لها لسان ذهبي!
وإن كنت تتساءل عن سبب وجود الذهب في لسان المومياء فقد تم وضع قطع من رقائق الذهب بشكل تقليدي في أفواه المتوفين، للسماح لهم بالتحدث إلى أوزوريس، إله الآخرة المصري.
من اللافت للنظر أن المعدن الثمين كان لا يزال مرئياً بعد حوالي 2000 عام من دفن المومياوات المعنية، التي قدر علماء الآثار أنها عاشت وماتت في وقت ما بين 340 قبل الميلاد و30 قبل الميلاد.
كنز أنجلوساكسوني في كامبريدج
شهد شهر يناير/كانون الثاني أيضاً هدم مباني سكن الطلاب في جامعة كامبريدج في إنجلترا، ما أدى إلى ما وُصف بأنه "أحد أكثر الاكتشافات إثارة في علم الآثار الأنجلوساكسوني منذ القرن التاسع عشر"، كما يشير موقع The Guardian.
كانت مقبرة العصور الوسطى المبكرة التي تم الكشف عنها تضم أكثر من 60 قبراً. وقد عثر علماء الآثار داخل القبور على حوالي 200 قطعة أثرية، بما في ذلك دبابيس برونزية وشفرات قصيرة وقلائد من الخرز وقطع فخارية وسيوف.
أغلب القطع كانت بحالة جيدة بسبب التربة القلوية في المنطقة، وخطط الخبراء لتحليل الأشياء للكشف عن معلومات حول أولئك الذين دُفنوا هناك، بما في ذلك الحمض النووي ونظامهم الغذائي، لتتبع تراثهم.
تمثال ثور عمره 2500 عام
كان موقع أولمبيا القديم في اليونان مكاناً لاكتشافات عدد لا يحصى من الكنوز على مر القرون الماضية، وفي فبراير/شباط من عام 2021، تم اكتشاف تمثال من البرونز على شكل ثور فيه، كما يشير موقع BBC البريطاني.
أدى هطول أمطار غزيرة إلى اكتشاف التمثال الصغير، حيث اكتشف عالم آثار قرونه التي ظهرت بارزة من الوحل. ونظراً لحقيقة أنها كانت مغطاة بعلامات الاحتراق يعتقد علماء الآثار أن القطعة الأثرية ربما قُدمت كذبيحة للإله اليوناني زيوس.
يقدر الخبراء أن تمثال الحيوان الصغير يبلغ من العمر حوالي 2500 عام، ويرجع تاريخه إلى الفترة الهندسية في الفن اليوناني، والتي تقع بين 1050 قبل الميلاد و700 قبل الميلاد.
كنز يعود للفايكنغ
في أبريل/نيسان من عام 2021، تم اكتشاف كنز من كنوز الفايكنج يُعتقد أنه يساوي الآلاف من قبل جهاز الكشف عن المعادن في جزيرة مان، التي تقع بين أيرلندا وإنجلترا، كما يشير موقع Heritage Daily.
احتوى الكنز على 87 قطعة نقدية فضية من الفايكنج، بالإضافة إلى قطع أثرية أخرى تعود إلى حوالي عام 990-1030 بعد الميلاد.
يعتقد الخبراء أن الكنز من المحتمل أنه كان ثروة شخصية لشخص ما، وقد تم سك معظم العملات المعدنية في دبلن، وأيرلندا، وألمانيا، وعلى جزيرة مان نفسها.
أدوات من العصر الحجري في الجبال الاسكتلندية
تم العثور على أدوات من العصر الحجري في سلسلة جبال كيرن غورمز في اسكتلندا، يقدر عمرها بحوالي 10000 عام. هذا الاكتشاف مهم للغاية، حيث يصعب العثور على دليل على وجود أشخاص قد عاشوا في تلك المنطقة في ذلك الوقت.
تشير هذه الاكتشافات إلى أن المجتمعات استوطنت أيضاً المناظر الطبيعية الجبلية وليس فقط المناطق المنخفضة.
لوحات من القرن السابع عشر
اكتشف سائق سيارة بالصدفة لوحتين زيتيتين مؤطرتين من القرن السابع عشر، ملقاتين في حاوية كبيرة عندما توقف عند محطة خدمة الطرق السريعة الألمانية. وقام الرجل بتسليمها إلى السلطات في كولونيا. كشف تحقيق عن أن القطع كانت أعمالاً أصلية للرسام الإيطالي بيترو بيلوتي، الذي عاش في الفترة ما بين (1625-1700)، والفنان الهولندي صموئيل فان هوغستراتن (1627-1678).
لكن كيف انتهى المطاف بهذه الأعمال الفنية القيمة في الحاوية لا يزال لغزاً.
كنز من العملة الفضية الرومانية
انتشرت الأخبار في نوفمبر/تشرين الثاني، أن فريقاً من علماء الآثار قد اكتشفوا كنزاً دفيناً يضم أكثر من 5500 قطعة نقدية فضية على ضفاف نهر في مدينة أوغسبورغ بألمانيا، ويعتقدون أنها دفنت منذ حوالي 1800 عام، كما يشير موقع Live Science.
كانت تسمى عملات العصر الروماني الديناري، وهي العملة الفضية القياسية خلال القرن الأول إلى أوائل القرن الثالث. وقد تم سك أصغر عملة معدنية في الكنز في بداية القرن الثالث.
تم اكتشاف العملات المعدنية متناثرة في حفرة تم حفرها مؤخراً، رغم أن هذا لم يكن موقعها الأصلي. حيث من المرجح أن فيضاناً جرفهم من مكان دفنهم الأصلي منذ قرون، ما أدى إلى تناثر العملات المعدنية وسط حصى النهر.
يعتقد علماء الآثار أن الدفن لأول مرة كان خارج مدينة أوغوستا فيندي ليكوم الرومانية في أوائل القرن الثالث، رغم أن سبب إخفاء الكنز في المقام الأول سيظل لغزاً إلى الأبد.