بالنسبة للأمريكان يُعتبر اسم تيد بوندي واحداً من أسوأ القتلة المتسلسلين، إن لم يكن أسوأ قاتل متسلسل في تاريخ أمريكا، فخلال 4 سنوات فقط (بين أعوام 1974 و1978) اعتدى على أكثر من 30 امرأة في 7 ولايات بالاغتصاب والقتل وحتى اغتصاب جثث قتلاه، وقد صدمت جرائمه الأمريكان إلى حد أن إعدامه كان مناسبةً احتفلت بها الحشود عام 1989.
أسوأ قاتل متسلسل في تاريخ أمريكا.. من هو تيد بوندي؟
ولد تيد بوندي في العام 1946، وبدأ حياة الإجرام في عمر الـ28 عاماً، رغم أنه كان شاباً يتصف بالأدب والجاذبية بالنسبة للمحيطين به، لكنه ارتكب جرائم حُكم عليه بسببها بـ3 أحكام إعدام، وذلك بعد إلقاء القبض عليه في العام 1978، عندما كشف الوجه الشرير خلف جاذبيته.
عاش بوندي طفولة مضطربة، إذ وُلد لأم عزباء، ولم يكن له أب، بينما كان جده يضربه باستمرار، وكذلك فعلت أمه قبل أن تنتقل من ولاية فيرمونت إلى واشنطن، حيث تزوجت رجلاً يدعى جوني بوندي، وحمل ابنها الصغير تيد لقبه.
ارتكب تيد جريمته الأولى أو الـ4 الأولى في الحي الذي انتقل إليه بولاية يوتاه، وسكن فيه الفترة من (1974: 1975)، إذ قتل تيد 4 نساء، وكاد يُقبض عليه حينما أوقفه كمين شرطة وكان في سيارته أقنعة وأصفاد وأدوات حادة يرتكب بها جرائمه، لكنه نجا، وقتل أكثر من 25 سيدة بعدهن.
إذ اعترف تيد نفسه بقتل 30 امرأةً في ولايات كاليفورنيا، وأوريغون، وواشنطن، وأيداهو، ويوتا، وكولورادو، وفلوريدا في السنوات التي سبقت اعتقاله، رغم أن هناك توقعات أن عدد ضحاياه قد يكون فاق هذا الرقم ليصل لـ100 امرأة، كما أشار موقع All That's Interesting الأمريكي.
كيف كُشف القاتل المتسلسل؟
قبل كشف الشرطة أمر هذا القاتل استطاعات بعض ضحاياه الهرب منه، واحدةٌ منهن عادت رفيقتُها بالسكن إلى لمنزل قبل أن تُقتل، وأخرى كانت ستقع ضحية له في الحرم الجامعي، لكنها حرَّرت نفسها وهربت.
لكن ما لم يكن يعرفه بوندي أنه كان تحت المراقبة منذ إيقافه في كمين الشرطة بالأدوات الحادة، وعندما باع سيارته عثرت الشرطة على آثار حمض نووي يُطابق ثلاثاً من ضحاياه، وخلال التحقيق بإحدى جرائم التحرش والقتل التي نجت منها إحدى ضحاياه، وضعته الشرطة في طابور عرض للمشتبه بهم، وقد تعرفت عليه.
إلا أنه نجح في الهروب مرتين بطريقة دراماتيكية من السجن؛ إذ هرب من السجن الأول في كولورادو في العام 1977 وفرّ إلى فلوريدا، حيث قتل عدداً قليلاً من الضحايا قبل أن يُقبض عليه لقيادته سيارة مسروقة، في 12 فبراير/شباط 1978، وهذه المرة لم يهرب.
في المحاكمة، أصرّ بوندي في البداية أنه بريء، لكن بعدما لم يجد بُداً من إثبات الاتهامات ضده وصدر أول حكم إعدام، اعترف بقتله 30 امرأة، ولمّح إلى ما يشير إلى ارتكابه جرائم أخرى، كما قدم كمية ضخمة من التفاصيل المروعة، وفق موقع Crime Museum المتخصص في متابعة أخبار الجريمة.
الجانب الآخر من حياة القاتل المتسلسل
كان تيد شاباً وسيماً وجذاباً وذاً حسّ كوميدي، ويبدو أن هذا الجانب البراق كان يجذب ضحاياه قبل أن يروا جانبه الآخر، كما كان ذكياً؛ إذ بلغ مستوى ذكائه 126، وهذا يعني أنه يقترب من العبقرية في هذا المؤشر، كما تخرج مع مرتبة الشرف في جامعة واشنطن، قبل التسجيل في كلية الحقوق بجامعة بوجيت ساوند.
الأكثر غرابةً لرجل عاش ليقتل النساء أن يتزوج وينجب، والغريب أكثر أنه تزوج بعد القبض عليه، وذلك في العام 1980، أثناء محاكمته، إذ تزوج من كارول آن بون، العاملة في مركز الخدمات بإدارة الطوارئ في ولاية واشنطن، التي قابلها عام 1974.
غير أنها طلقته بعد 6 سنوات بعدما أنجبت منه طفلة اسمها روز، وقد يتساءل البعض عن كيفية حملها وهو في السجن، فالإجابة هي أنها كان لها الحق في زيارات زوجية يُسمح فيها بالاختلاء.
من المفترض أن ابنته روز لا تزال على قيد الحياة، ويُعتقد أنها تبلغ من العمر 38 عاماً، ولو أنه لا يوجد شيء معروف علناً عن مكان وجودها، كما أن لديه أيضاً ثلاثة إخوة غير أشقاء نادراً ما يتحدثون عنه علناً.
كما كان تيد على علاقة بصديقة شابة تدعى إليزابيث كيندال، وذلك في الأعوام الخمسة التي سبقت عمليات قتله الوحشية، لكن لم تجد الشرطة علاقة لها بجرائمه، ولم تفهم كيف انتهت علاقتهما.
نهاية القاتل المتسلسل
ظل تيد بوندي في انتظار إعدامه في سجن فلوريدا لـ9 سنوات، بعد إصدار الحكم بإعدامه عام 1980، مع أنه جرى تحديد موعد إعدامه بعد 6 سنوات من إصدار الحكم، لكن التنفيذ تأجل فترة أطول ولعدة مرات، بسبب أخطاء فنية، بالإضافة لاعترافات كان يُطلقها دائماً في اللحظات الأخيرة بُغية شراء بعض الوقت.
وبعد سنوات من إصدار حكم الإعدام للمرة الثالثة والأخيرة، وتحديداً في 24 يناير/كانون الثاني 1989، أُعدم الرجل الذي كان عمره وصل 42 عاماً بواسطة كرسي كهربائي في سجن ولاية فلوريدا، أما خارج السجن فقد هتفت الحشود لموت بوندي، وأُطلقت الألعاب النارية.