أسَّسه “سلطان مصر” ونالته الملكة إليزابيث وأم كلثوم.. قصّة نيشان الكمال الذي منحه السيسي لجيهان السادات

تأسّس الوسام عام 1915 ولا زال مستمراً حتى الآن رغم انتهاء الملكيّة في مصر

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/09 الساعة 12:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/09 الساعة 12:02 بتوقيت غرينتش
جيهان السادات مع زوجها والرئيس الأمريكي نيكسون وزوجته/ nara.getarchive

نعت رئاسة الجمهورية المصرية جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، التي توفيت صباح 9 يوليو/تموز 2021. والتي قرّر الرئيس المصري منحها "وسام الكمال". فما هي قصة هذا الوسام الذي ناله العديد من النساء الشهيرات وصاحبات النفوذ حول العالم؟

تأسَّس بقرار من "سلطان مصر"!

أطلق النيشان سلطان مصر حسين كامل عام 1915، والذي كان "سلطان مصر" منذ عام 1914 و1917، وقد أصبح اسم "سلطان مصر" يطلق على حاكم مصر بدلاً من لفظ "الخديوي" بعد بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 وإعلان الحماية البريطانية على مصر.

وقد تأسَّس النيشان عام 1915، وهو يُمنح للسيدات فقط. ومع تأسيس الجمهورية المصرية عام 1952 بعد ثورة يوليو 1952، تمّ الاحتفاظ بالنيشان دون تغييرات كبيرة.

نيشان الكمال
صورة نيشان الكمال/ المصدر: موقع الرئاسة المصرية

ووفقاً لقانون رقم 12 لعام 1972 فـ"يجوز منح وسام الكمال للسيدات اللائي يؤدين خدمات ممتازة للبلاد أو للإنسانية من المواطنات وغيرهنّ".

ويفصّل القانون نوعيات هذا الوسام، فهناك 4 طبقات له: الطبقة الممتازة، وهذه الطبقة تخصّص لزوجات رؤساء الدول، كما يجوز منحها لزوجات أولياء العهود وزوجات نوَّاب الرؤساء، ثمّ تأتي بعد ذلك الطبقات الأولى والثانية والثالثة.

ويأتي على موقع الرئاسة المصرية تفصيلاً لشكل الوسام، فوسام الطبقة الممتازة والطبقة الأولى يتكوّن من قطعتين. القطعة الأولى تسمى (الرصيعة)، بينما القطعة الثانية الأصغر هي (الوسام). أمّا الطبقتان الثانية والثالثة فتتكونان من قطعة واحدة فقط.

وفي توصيف وسام الكمال من الطبقة الممتازة، فتتكوّن القطعة الاولى (الرصيعة) من نجمة خماسية ذهبية مفرّغة، وعلى أعلى كلّ جزء منها دائرة من الفصوص الزرقاء، وفي وسط كل دائرة فصٌّ أحمر، وتعلو النجمة الذهبية نجمة خماسية شعبها مغطَّاة بالأزرق، وفي وسط الرصيعة دائرة حمراء مكتوب بداخلها الكمال.

أمّا القطعة الصغيرة، التي هي الوسام، فهي نجمة خماسية مغطّاة بالميناء الأزرق، وعلى كل طرف فصٌّ أحمر. وفي وسط الوسام دائرة حمراء مكتوب بداخلها (الكمال) وأعلى الوسام حلقة عليها شعار نسر الجمهورية.

أم كلثوم والملكة إليزابيث والأميرة ديانا

ربما كان آخر من نال هذا الوسام هنّ الأمّهات المثاليات عام 2015، عندما منحهنّ الرئيس المصري الوسام من الطبقة الثانية.

لكنّ شخصيات أخرى تاريخية قد نالت هذا الوسام. فبالطبع إلى جانب الملكة نازلي، زوجة الملك فؤاد الأول وأم الملك فاروق عام 1917، كما نالته الملكة إليزابيث الثانية عام 1948، ونالته كذلك الملكة نور ملكة الأردن، والملكة تاج الملوك والدة شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوي.

كل هؤلاء نلنه وهنّ ملكات أو أفراد عائلات ملكيَّة، لكنّ أبرز من نالته من غير العائلات الملكيّة هي كوكب الشرق أمّ كلثوم، التي نالت هذا الوسام من الطبقة الثالثة عام 1944.

لكنّ قصّة نيل أمِّ كلثوم هذا الوسام لها سياقٌ سياسيٌّ مثير، وفق ما نشر موقع البوابة نيوز المصري، معتمداً في القصة على كتاب "ملك للنهاية.. فاروق كما عرفته" لمستشار الملك فاروق، الصحفي كريم ثابت.

كانت وزارة حزب الوفد هي المتربعة على سدّة الحكم في ذلك الوقت، وقد كانت هناك مناورات سياسية دائمة بين الوفد والملك والديوان الملكي. فقد منعت الوزارة إذاعة القرآن الكريم من قصر عابدين أثناء شهر رمضان.

لكنّ أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي، قرّر الدخول في مناورةٍ جديدة مع حكومة الوفد، فقد ذهب الملك فاروق إلى النادي الأهلي، بينما كانت أم كلثوم تحيي حفلاً لها هناك، وما إن ذهب الملك فاروق والإذاعة مفتوحة حتّى يردّد الراديو صدى أصوات التصفيق والهتافات التي سيقابله بها الجمهور، وهذا ما حدث فعلاً.

بعد انتهاء أم كلثوم من الغناء أمام الجمهور والملك الذي فاجأها بحضوره، أبلغها أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي، بأنّ الملك أنعم عليها بنيشان الكمال الملكي.

صعد الصحفي مصطفى أمين إلى الميكروفون، وأعلن "منح الملك المحبوب فاروق الديموقراطي حفظه الله نيشان الكمال إلى الآنسة أم كلثوم". وبعدها بدقائق ألقت أم كلثوم كلمةً شكرت فيها الملك فاروق قائلة: "لا أجد من الكلمات ما أستطيع فيها التعبير عن شعوري".

وهكذا، كان منح أم كلثوم هذا الوسام مناورةً سياسيّة، ويقال إنّ أميرات العائلة الملكية في مصر قد اغتظن من ذلك، واحتججن لدى الملك فاروق، فكيف يمكن لفتاةٍ من عامّة الشعب أن تنال وساماً يناله فقط نساء العائلة الملكية وأمثالهن.

علامات:
تحميل المزيد