ظلّت والدتها تبحث عنها طيلة 30 عاماً دون جدوى! قصة اختفاء تارا كاليكو

بعد 30 عاماً أعلنت السلطات جائزة مالية لمن يدلها على معلومات عن اختفاء تارا كاليكو.

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/09 الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/09 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش
تارا كاليكو / المصدر: medium.com

لا تستغرب حين تشاهد غرائب قصص الاختفاء والاختطافات والجرائم في المسلسلات والأفلام، فمسلسل Mindhunter الذي أنتجته شبكة نتفلكس مبني على قصصٍ حقيقية من تجربة جهاز الـFBI الأمريكي، وهناك قصص ما زالت الأجهزة الأمنية الأمريكة لم تستطع حلها، وقصة اختفاء تارا كاليكو هي إحدى هذه القصص الغريبة للغاية.

تارا كاليكو.. نزهة بالدراجة واختفاء للأبد!

عاشت تارا كاليكو في مدينة نيومكسيكو الأمريكية مع أمها وزوج أمها، اعتادت كاليكو أن تركب دراجتها يومياً هي ووالدتها في الصباح. وفي يوم 20 سبتمبر/أيلول عام 1988، خرجت تارا كاليكو ووالدتها باتي دويل في الساعة 9:30 صباحاً لتأخذا جولتهما المعتادة بالدراجات.

شعرت الأمّ أنّ هناك سيارة تتتبعهما، ولم تعد مرتاحة في إكمال رحلتهما المعتادة، فقالت لابنتها إنّ عليهما أن يعودا وألَّا يُكملا رحلتهما اليوم، لكنّ الشابة ذات التسعة عشر ربيعاً قررت أن تُكمل الرحلة رغم عدم راحة أمها تجاه هذه الرحلة، التي عادةً ما تستغرق ساعتين.

اختفاء
صورة لتارا كاليكوا زودت عائلتها بها الإعلام

كان لدى تارا كاليكو موعد مع صديقها في الساعة 12:30 ليلعبا التنس معاً، لم يكن مع تارا سوى جهاز تسجيل بسيط، ومعها شريط لفرقة بوسطن، لتستمع إليه خلال قيادتها للدراجة.

لم تعد تارا في ذلك اليوم، ولن تعود أبداً، خرجت والدتها باتي دويل للبحث عنها في الطريق المعتاد الذي تقود الدراجة فيه، لكنها لم تجدها، وهنا اتصلت بالشرطة للإبلاغ عن شخصٍ مفقود. وفي اليوم نفسه عثر أحد الضباط على قطعٍ من جهاز التسجيل الخاص بتارا، إلى جانب شريط الأغاني، مبعثرين على جانب الطريق، لكن لم يعثر أحد أبداً على تارا ولا على دراجتها!

كانت تارا في التاسعة عشرة من عمرها، وعملت في أحد البنوك، كانت تحب القراءة والرياضة، وكانت تدرس لتصبح يوماً ما طبيبة نفسية، لكن مع الأسف اختفت تارا كاليكو دون أن تحقق أياً من أحلامها.

بحث مستمر طيلة 30 عاماً والسلطات تعرض مكافأة

بعد شهورٍ قليلة من اختفائها ظهرت صورة في موقفٍ للسيارات لأحد المتاجر الصغيرة في ولاية فلوريدا، الصورة تُظهر شابةً مجهولة الهوية وبجانبها طفلٌ صغير وهما مكممي الأفواه بشريطٍ لاصق، وربطت أذرعهما خلف ظهريهما. وبدا من الصورة أنّ الضحيتين كانا في مؤخرة شاحنة بشكل أو بآخر.

وصفت المرأة التي عثرت على الصورة في موقف السيارات أنّ السيارة التي كانت فيها الصورة شاحنة بضائع تويوتا بيضاء بدون نوافذ، وأنّ سائقها كان في عمر الثلاثين، وفي الحال أقامت الشرطة حواجز على الطرق ولكن لم يعثروا على الرجل مطلقاً.

وفي عام 1989 بُثّت الصورة على نطاقٍ واسع، وأصبحت قضية رأي عام، عُرضت الصورة على والدة تارا التي أكدت أنّ الفتاة التي في الصورة هي ابنتها، وقد ميَّزتها أكثر بسبب ندبة لها كانت في فخذها بسبب حادث سيارة سابق. بالإضافة إلى وجود كتاب ورقي بجانب الفتاة في الصورة للمؤلف المفضل لتارا.

تارا كاليكو
الصورة التي وجدت لتارا كاليكو والطفل / المصدر المركز الوطني الأمريكي للمفقودين

كما شاهد أقارب الطفل ذي التسعة أعوام الصورة، وأكدوا انّ الطفل الذي في الصورة هو مايكل هينلي، وهو طفلٌ مختفٍ قبل اختفاء تارا كاليكو من مدينة نيو مكسيكو (وهي نفس مدينة تارا). 

وظلّت القضية مفتوحة منذ الثمانينيات حتى الآن، ومع الوقت تظهر صورة لفتاة مقيدة وتبدأ الأمّ في البحث عن ابنتها، لكنّ عمدة مقاطعة فالنسيا أفاد عام 2008 أنّه تلقى معلومات تفيد بأنّ مراهقين اثنين قد صدما تارا كاليكو بشاحنتهما عن طريق الخطأ، فأصيبا بالذعر وقتلاها لاحقاً وتخلصا من الجثة. ولم يكشف العمدة أبداً عن الأدلة التي دفعته لقول ذلك، ومن دون وجود الجثة يستحيل فتح التحقيق بخصوص هذين المراهقين.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2013، تم تشكيل فريق عمل من 6 أشخاص لإعادة التحقيق في اختفاء تارا كاليكو، ولا تزال القضية مفتوحة حتى الآن، وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن جائزة مالية بقيمة 20 ألف دولار للحصول على تفاصيل دقيقة تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان تارا كاليكو.

أصيبت والدة كاليكو لاحقاً بعدة سكتات دماغية تأثراً باختفاء ابنتها، وكانت كلّ يومٍ تحدّق من نافذة دار المسنين التي تعيش فيها منتظرةً أن تشاهد ابنتها، لكنّها لم تشاهدها حتّى توفيت في بداية الألفينات. ومع وفاة والدتها بدا أنّ قضية اختفاء تارا كاليكو قد غابت عن الأنظار، لكنّ أختها ميشيل دويل قد أكملت مسيرتها، ولكن لا حقيقة ظهرت في الأفق حتّى الآن عن تارا كاليكو، لتكون بذلك إحدى أغرب قصص الاختفاء في أمريكا.

تحميل المزيد